طريقة صلاة الشفع والوتر

طريقة صلاة الشفع والوتر، فبالإضافة إلى العبادات التي أمرنا الله بها والمفروضة على كل مسلم، فقد شرع نبي الله -عليه الصلاة والسلام- بعدة عبادات أخرى لتكون في رصيد المسلم وينال عليها المزيد من الثواب، ومن بينها صلة الشفع والوتر التي تعد من أجلّ السنن عن النبي الكريم، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على طريقة صلاة الشفع والوتر وعدد ركعاتها وحكمها وفضلها وكل ما يتعلق بها.

صلاة الشفع والوتر

صلاة الشفع والوتر هم من السنن في الشريعة، وليست فروض كباقي الصلوات، ويمكن صلاتهما ونيل ثوابهما، أو عدم ذلك، وصلاتا الوتر والشفع هما الصلوات التي يتم أداؤهما بين صلاة العشاء وحتى مطلع الفجر، أما عن معاني الكلمات في اللغة العربية، فالوتر هو العدد الفردي من شيء ما، والشفع هو العدد الزوجي منها، وكلتا الصلاتين تصليان في ما بعد العشاء إلى ما قبل طلوع الفجر في الوقت الذي يريده طالب الثواب، ولكن دائما تصلى الوتر بعد الشفع، ويجعل بينهما فاصلاً تسليمة، فكان النبي الكريم يصلي ركعتين فيسلم تسليمة، ويتبعهما بركعة هي الوتر.

عدد ركعات الشفع والوتر

صلوات الشفع والوتر ليست محدودة بشكل قاطع، فقد أخذها الناس عن النبي أول من أوترها، حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام، يوتر كل ليلة إحدى عشرة ركعة، ومع ذلك، فيجوز وترها من ركعة واحد إلى إحدى عشرة ركعة، ويتبعهما بركعتي الفجر، وهذا ما أكدته زوج النبي عائشة رضي الله عنها، إذ قالت: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يصلِّي من الليلِ عشرَ ركَعاتٍ ويوترُ بسجدةٍ ويسجدُ سجدتَي الفجرِ فذلك ثلاثَ عشرةَ ركعةً”[1]، وقد اختلفت المذاهب في تحديد عددها وفق ما استندوا إليه من النصوص والأحاديث التي نسبت إلى النبي أو ممن شهد صلاة النبي لها.

طريقة صلاة الشفع والوتر

طريقة صلاة الشفع والوتر تختلف من مذهب لآخر، وكل منهم استشهد بما ذكر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وحدث عنه، والتي يمكن سردها وفق التالي:

الوتر بثلاث ركعات

والتي تأتي بثلاث صور، وهي التالي:

• ركعتين شفع وركعة وتر: حيث ينهي المصلي ركعتي الشفع بسلام، ليعود ويستأنف صلاته بتكبيرة ليؤدي ركعة الوتر المفردة، وهذا ثابت عند المالكية وأجازها الشافعية والحنابلة أيضاً، واستندوا بذلك على الحديث السابق الذي حدثنا به عبد الله بن عمر “كان رسولُ اللهِ يفصِلُ بَيْنَ الشَّفعِ والوِتْرِ بتسليمةٍ ويُسمِعُناها”[2].
• ثلاث ركعات متصلة يفصلها التشهد: كما في تأدية صلاة المغرب تماماً، بخلاف واحد، أنه في الركعة الثالثة وبعد قراءة الفاتحة، يجب أن يتم قراءة سورة صغيرة، وهذا ما نشهده عند الحنفية، ومع أن الشافعية والحنابلة أجازوها، إلا أنهم لا يعتقدون بصحتها بشكل قاطع.
• ثلاث ركعات متصلة لا يفصلها التشهد: وذلك نجده عند جمهور الشافعية والحنابلة، في حين أنها غير محبذة عند جمهور المالكية إلا في حالات، كأن يصلي المرء خلف الإمام الذي يؤديها.

الوتر أكثر من ثلاث ركعات

أي في حالات وتر الخمسة ووصولاً إلى وتر 11 ركعة كما كان يوترها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، ووفقاً للمذاهب يكون أداؤها كالتالي:

• الوتر المتقطع: وخاصة عند الشافعية حيث رؤوا أنهم يجب أن يفصلوا بين كل ركعتين بتسليمة وينهون الصلوات بركعة وتر واحدة مفردة، وداخل الشافعية يمكن وصل أربع ركعات بتسليمة، أو ست ركعات بتسليمة وينهونها بركعة وتر مفردة.
• الوتر المتصل: وهذا ما نراه عند الحنابلة، بالرغم من أنهم أجازوا ما ذهب إليه الشافعية مما ذكرناه سابقاً، في حين أجازوا صلاتها كلها متصلة، وهم الذين رؤوا أن وتر المسلم خمس أو سبع ركعات، فإذا أوتروا سبعاً، صلوا منها ستة متصلة بتسليمة، وينهونها بوتر واحدة، وإذا اجتهد منهم شخص ب 11 وتر كما صلى النبي، يقيمون عشر ركعات متصلة، وينهونها بوتر.

حكم صلاة الشفع والوتر

تعد صلاة الشفع والوتر سنة صحيحة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- كما ذكر في السنة الشريفة والحديث الشريف، وقد تضاربت الآراء الفقهية بين المذاهب في حقيقة فرضها والتقيد بها كواجب، أو يمكن هجرها وليس على الناس حرج، وهنا كان رأيان وفق ما ارتقوا إليه الفقهاء والعلماء، واللذين يمثلان بالآتي:

• الفريق الأول من الفقهاء أكد أنها سنة واجبة، مستشهدين بجواب النبي -عليه الصلاة والسلام- على سؤال الأعرابي، إذ ذكر في الحديث، “في مَسألةِ الأعرابيِّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الإسلامِ، وجَوابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إيَّاهُ، فقالَ: خمسُ صلَواتٍ في اليَومِ واللَّيلةِ، فقالَ: هل عليَّ غيرُها؟ قالَ: لا، إلَّا أن تَطوَّعَ“[3].
• وأما الفريق الآخر، وخاصة عن الحنفية، فقد وجدوا أنها سنة واجبة، وقد استشهدوا بالحديث الشريف من قوله: {الوَتْرُ حقٌّ فمَنْ لمْ يُوتِرْ فليسَ مِنَّا، الوَتْرُ حقٌّ فمَنْ لمْ يُوتِرْ فليسَ مِنَّا، الوَتْرُ حقٌّ فمَنْ لمْ يُوتِرْ فليسَ مِنَّا}[4]، وقد أكد عليها النبي -عليه الصلاة والسلام- ثلاث مرات، مما يظهر أهميتها ووجوبها عند الحنفية.

فضل صلاة الشفع والوتر

عندما قام النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- برحلة الإسراء والمعراج، فرض الله الصلاة على المسلمين، وكانت الصلاة خمسين في اليوم الواحد، واستشفع النبي الكريم لدى رب العباد حتى أنزلها إلى خمسة صلوات فقط مفروضة على الإنسان، وبالمقابل، كان النبي يصلي الصلوات الزائدة محبة لله ولما يليق بجلاله وعظمته وتقرباً من الله الأكثر، فالله لا يضيع أجر المحسنين والعابدين الطائعين، ولذلك كان النبي يحث المسلمين على صلوات الشفع والوتر لما لها من فضل في التقرب من الله عز وجل ورضا الله على عبده وتقريبه من الجنة بإذن الله، إذ قال النبي الكريم في الحديث الشريف: {إن اللهَ قد أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمُر النَّعمِ وهي الوترُ فصلُّوها فيما بينَ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ}.[5]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان طريقة صلاة الشفع والوتر، والذي تعرفنا من خلاله على صلاة الشفع والوتر وعدد ركعاتها وطريقة أدائها وفق ما ذكرت في السنة النبوية الشريفة وكما صلاها النبي عليه الصلاة والسلام، وتعرفنا على ما هو حكمها وفضلها في حياة المسلمين.