جدول المحتويات
طريقة الصلاة الصحيحة بالتفصيل هو الأمر الذي يجب على كل مسلم ومسلمة الحرص على تعلمه وتطبيقه كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن للأسف قد يؤد البعض الصلاة بطريقة غير صحيحة دون قصد، لذلك من خلال السطور القادمة سنقوم بتوضيح طريقة الصلاة الصحيحة بالتفصيل، والأركان الأساسية للصلاة، حتى نؤديها موافقة لصلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ونفوز بأجرها كما وعدنا الله.
مكانة وأهمية الصلاة في الإسلام
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهى من أهم أسباب تنزل الرحمات والشعور بالاطمئنان والرضا، كما أن للصلاة أجر عظيم فهي تمحو السيئات وترفع الدرجات في الجنة، فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عمَلِهِ الصلاةُ، فإنْ صلُحَتْ فقدْ أفلَحَ وأنْجَحَ، وإنْ فسَدَتْ فقدْ خابَ وخَسِرَ)، فقد فرضت الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج، وهي الفريضة الوحيدة التي فرضت في السماء؛ وذلك دليلًا على مكانة وأهمية الصلاة، وعندما فرضت الصلاة كانت خمسين صلاة في اليوم والليلة، ثم خففت الصلاة بعدما دعاء النبي ربه بأن يخففه على المسلمين، فأصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة، ووجبت الصلاة على كل مسلم ومسلمة بالغ وعاقل، فالمسلم مأمور بأداء الصلاة على كل حال، فيجوز له لأن يؤديها قائماُ أو قاعدًا أو حتى نائمًا إذا كان مريض، كما أمر المسلم بالصلاة في أي مكان سواء حتى وأن كان على سفر.
شاهد أيضًا: متى تكون صلاة الإمام يوم الجمعة سرية
طريقة الصلاة الصحيحة بالتفصيل
أمرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأداء الصلاة كما علمها له سيدنا جبريل، وقد جاء ذلك في حديث النبي الذي رواه البخاري في الصحيح من حديث مالك بن الحويرث أن النبي ﷺ قال “صلوا كما رأيتموني أصلي”، لذلك يجب على كل مسلم ومسلمة إتباع طريقة صلاة النبي محمد- صلى الله وعليه وسلم، وأوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقة الصلاة الصحيحة بالتفصيل كما يلي:
- الطهارة: يجب على المسلم قبل البدء في الصلاة أن يكون طاهر البدن والثوب ويقيم الصلاة في مكان طاهر ونظيف.
- الوضوء: هي أول خطوات الصلاة، حيث يجب على المسلم أن يسبغ الوضوء وذلك لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).
- القيام: يجب على المسلم الصلاة قائمًا، ولا تجوز صلاة الفرض قاعدًا إلا في حالة المرض أو من خشي على نفسه من شيء.
- استقبال القبلة: هي ركن من أركان الإسلام، فيتجه جميع المسلمين باتجاه الكعبة المشرفة عند إداء صلاة الفرض وصلاة النافلة.
- التكبير: بأن يردد إقامة الصلاة كاملة.
- النية: والنية في الصلاة محلها القلب، بأن ينوي المصلي أداء الصلاة الواجبة عليه في ذلك الوقت.
- تكبيرة الإحرام: يقوم المصلى بضم أصابع يديه معًا ماعدا الإبهام ويقوم برفع يديه بمحاذاة أذنيه ويردد قائلًا الله أكبر الله أكبر، ثم يضع يديه اليمنى فوق اليد اليسرى أسفل صدره قليلًا.
- دعاء الاستفتاح: بعد تكبيرة الإحرام يقوم المصلي بترديد دعاء الاستفتاح بأن يقول” سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمُك، وتعالى جَدُك، ولا إله غيرك”
- الاستعاذة: يستعيذ المصلي من الشيطان الرجيم سرًا ثم يردد البسملة “بِسم الله الرحمن الرحيم” بنطقها سواء سرًا أو جهرًا.
- قراءة سورة الفاتحة: يقوم المصلي قراءة سورة الفاتحة ويقف فيها عند رأس كل آية منها كما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم – ويجب النظر إلى موضع السجود أثناء تلاوة القرآن.
- قراءة ما تيسر من القرآن: بعد الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة يقوم المصلي بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم.
- الركوع: يقوم المصلي برفع يدها قرب أذنيه قائلًا الله أكبر، ثم يقوم بوضعِ اليدين فوق الركبتين، وَمدّ الظهر، بِدون رفع الرأس أو خفضه، مع النظر إلى أطراف أصابع القدمين، ويقول المصلى حينها “سبحان ربيَ العظيم” ثلاث مراتٍ أو أكثر.
- القيام من الركوع: بأن يقوم المصلي واقفًا ويقول” سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد” مرة واحدة.
- السجود: يقوم المصلى بالنزول على الركبتين أولًا ثم يضع يديه مضمومة الأصابع و بمحاذاة الكتفين وفى اتجاه القبلة على الأرض، ثم يلامس جبهته وأنفه الأرض، ثم يردد قائلًا “سُبحان ربيَ الأعلى” ثلاثُ مراتٍ أو أكثر، ويُكثر من الدُعاء.
- جلسة السجود: يرفع المصلى رأسه قائلًا الله أكبر ويظل جالسًا مفترشًا قدمه اليسرى، وناصبًا قدمه اليمنى، ويقولُ بين السجدتين: “اللهمّ اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، وعافني، وارزقني”، ثم يسجد مرة أخرى.
- الركعة الثانية: يؤدي المصلي الركعة الثانية مثل الركعة الأولى تمامًا، ولكن دون أن يردد دعاء الاستفتاح.
- التشهد: بعد الانتهاء من السجود في الركعة الثانية، يظل المصلي جالسًا على ركبتيه ومفترشًا قدمه اليسرى، ويضع كَفِّهِ الأيمن على فخذه الأيمن، وكفِّه الأيسر على فخذه الأيسر، ويضم أصابع يده اليمين، ويُحرّك بالسبابة أو يثبتها مع النّظر إليها ويردد التشهد قائلًا” التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله” ويستكمل المصلي التشهد إذا كانت الركعة الثانية هي الركعة الأخيرة بأن يقول ” “اللهمّ صلّ على محمد، وعلى آل محمد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”، ويُسَنُّ له الدُعاءُ بعدها، ويقولُ بعدها قبل التسليم: “اللهمّ إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرِّ فتنة المسيح الدجال”، إما إذا كانت الصلاة من ثلاث أو أربع ركعات فيتوقف عند النصف الأول من التشهد بعد الركعة الثانية ويردده كاملًا بعد أخر سجدة وقبل التسليم.
- التسليم: يوجه المصلي وجهه جهة اليمين حتى يرى بياض خده الأيمن مردداَ “السلام عليكم ورحمة الله”، ثم يوجه وجهه جهة اليسار مرددًا “السلام عليكم ورحمة الله”، بعد التسليم كان النبي -صلى الله عليه وسلم يستغفر ثلاث مرات ويقرأ آية الكرسي.
شاهد أيضًا: طريقة صلاة الضحى واستجابة الدعاء
الخشوع والاطمئنان في الصلاة
تكمن لذة الصلاة في الطمأنينة والخشوع، فالطمأنينة ركن من أركان الصلاة، فيجب أن تطمئن أعضاء الجسم وتسكن في كل ركن كالركوع والسجود والقيام والجلوس، وقد علمنا الرسول-صلى الله عليه وسلم – ذلك حين روي عنه (أنَّ رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ فَصَلَّى، ورَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ عليه، فَقَالَ له: ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: وعَلَيْكَ، ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ)، حيث يجب على المسلم أن يعين نفسه ويخشع في صلاته، حتى يشعر بحلاوة ولذة الإيمان، ويمكن للمسلم أن يقوم بذلك من خلال الابتعاد عن التشتت في الصلاة والتفكير في أمور الدنيا، وأن يحسن الوضوء فهذا عامل مهم للشعور بالخشوع في الصلاة، ويتذكر نعم الله عليه وقدرته سبحانه وتعالى على استجابة الدعاء، ويتدبر المصلى الآيات التي يقرأها ويتدبر معانيها حتى يشعر بلذة الخشوع والصلاة.
وبذلك ومن خلال ما عرضنا في المقال السابق نكون قد أوضحنا طريقة الصلاة الصحيحة بالتفصيل كما كان يصليها النبي-صلى الله عليه وسلم- وأهمية وفضل الاطمئنان والخشوع في الصلاة.