صلى، ثم تذكر أنه صلى بغير طهارة ناسيًا بعد الصلاة ما حكمه؟

صلى، ثم تذكر أنه صلى بغير طهارة ناسيًا بعد الصلاة ما حكمه؟ تعد الصلاة طريق النجاة، وصلة العبد بربه، وأفضل العبادات عند الله، يشكر العبد بها خالقه على نعمه التي لا تعد، ولا تحصى، ويتقرب بها من الله عسى ينال رضا، وأجر، ومغفرة، وهناك شروط معينة لتكون الصلاة صحيحة يجب على كل مسلم مراعاتها والإلمام بها، ولعل الطهارة أهمها، وفي سطورنا التالية، وعبر موقع مقالاتي سنسلط الضوء حول بعض الأحكام المتعلقة بالصلاة.

صلى، ثم تذكر أنه صلى بغير طهارة ناسيًا بعد الصلاة ما حكمه؟

إن من صلى بغير طهارة ناسيا لا تصح صلاته، بدليل ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “دَخَلَ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ علَى ابْنِ عامِرٍ يَعُودُهُ وهو مَرِيضٌ فقالَ: ألا تَدْعُو اللَّهَ لي يا ابْنَ عُمَرَ؟ قالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بغيرِ طُهُورٍ ولا صَدَقَةٌ مِن غُلُولٍ. وَكُنْتَ علَى البَصْرَةِ”، من أفراد مسلم على البخاري [1]، والجدير بالذكر أنه لا إثم على من صلى ناسيًا بغير طهور، وإنما وجب عليه إعادة صلاته ولو تذكر بعد خروج وقت الصلاة، بدليل قول الرسول: “إنَّ اللهَ تجاوز عن أمَّتي الخطأَ والنسيانَ وما استُكرِهوا عليه”.[2]

شاهد أيضًا: حكم صلاة الاستسقاء ووقتها وكيفية أدائها

صلى، ثم تذكر أنه صلى بغير طهارة ناسيًا إسلام ويب

ورد في موقع إسلام ويب في الفتوى ذات الرقم: 27116، المتعلقة بحكم من صلى بدون طهارة ناسياً ما يلي: من صلى بدون طهارة ناسياً ثم تذكر بعد ذلك ولو كان بعد خروج وقت الصلاة، وجب عليه الوضوء وإعادة الصلاة من جديد، ولا يترتب عليه أي ذنب وإثم طالما فعل ذلك ناسيًا، والنسيان خارج عن إرادة عن الإنسان، بدليل ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف الذي ذكرناه سابقًا، فالله يتجاوز عن المسلم الخطأ، والنسيان، وما كانوا عليه مكرهين.[3]

صلى، ثم تذكر أنه صلى بغير طهارة ناسيًا ابن باز

سئل الشيخ الجليل ابن باز -رحمه الله- حول حكم من صلى بغير طهارة وكان ناسيًا، فقال: من صلى بغير طهارة ناسيًا يتوضأ ويعيد صلاته، ويتساوى ذلك مع من أحدث أو خرج منه بول، أو غائط وهو في الصلة، فقد بطلت صلاته وجب عليه الوضوء وإعادة الصلاة، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا يقبلُ اللَّهُ صلاةَ أحدِكُم إذا أحدَثَ حتَّى يتَوضَّأ”.[4]

حكم من صلى من غير طهارة عامدا

من صلى من غير طهارة عامدًا هو آثم، قد ارتكب معصية، وحكم صلاته البطلان، وذهب العلماء من صلى بغير طهارة عامد قد أتى ما لا يأمر به الشرع، وبذلك يكون خرج من الملة، ورأى جمهور الفقهاء أن ذلك من الكبائر العظمى التي يعاقب الله عليها شديد العقاب، وعليه يستغفر الله ويتوب عن ذنبه، ويكفر عنه بالعمل الصالح، ويعيد الصلوات التي أداها بدون طهارة، عل الله يغفر له، وقد ورد عن الرسول أن شخصاً حضر المسجد فصلى صلاة ناقصة، فطلب منه أن يعيدها، وهذا ما رواه عنه علي بن يحيى بن خلاد: “كُنَّا جلوسًا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدَخَلَ رَجُلٌ فصلَّى، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُراعيهِ ولا يشعُرُ، فلمَّا فَرَغَ جاء فسلَّم على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ، فرَجَعَ فصلَّى، ثم جاء فقال له: ارجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ، فلمَّا كانتِ الثانيةُ أو الثالثةُ قال: والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ لقدِ اجتَهَدتُ فعَلِّمْني، فعلَّمَه رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ممَّا يَفعَلُه في صَلاتِه”.[5]

شاهد أيضًا: ما حكم صلاة التهجد جماعة في رمضان

حكم من صلى من غير طهارة كارها 

من صلى من غير طهارة كارهًا هو في حكم فاقد الطهورين، حيث يصلي الفروض حرمة للوقت ويعيد صلاته في حال استطاع الوضوء، حيث يتعرض المسلم لكثير من المواقف تجبره على أداء الصلاة بغير وضوء، أو تيمم، كأن يكون مربوطًا، أو في الأسر، وقد يكره على الصلاة بدون طهارة، وفي هذه الحالة لا يترتب على المسلم أي أثم ويعيد الصلاة إن استطاع وهذا بإجماع أهل الفقه والدين، مستدلين بما صح عن الرسول إن الله تجاوز عن أمة محمد الخطأ، والنسيان، والإكراه.

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا تحت عنوان صلى، ثم تذكر أنه صلى بغير طهارة ناسيًا بعد الصلاة ما حكمه؟ وتعرفنا من خلاله على الحكم الشرعي للصلاة بدون طهارة في حالة النسيان، والعمد، والإكراه.