جدول المحتويات
صحة دعاء اللهم اني نويت ان اصوم رمضان كاملا، حيث إنّه واحد من الأدعية التي شاع قولها بين النّاس في بداية شهر رمضان المبارك معبرين فيها عن نيتهم بصوم شهر رمضان المبارك كاملًا، وقد كان لعلماء أهل السنة والجماعة رأي في هذا الدعاء وصحته مستندون إلى ذلك بمجموعة من الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع تلك الآراء وتفصيلاتها.
صحة دعاء اللهم اني نويت ان اصوم رمضان كاملا
ذهب العلماء في صحة دعاء اللهم اني نويت ان اصوم رمضان كاملا إلى أنّه يجوز على غالب أقوال فقهاء أهل السنة والجماعة حيث ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أنّ التلفظ بالنية في العبادات إلى جانب عقدها في القلب سنة وذلك حتى يتفق القلب مع اللسان.[1]
وقد ذهب بعض من الحنفية ومجموعة من الحنابلة إلى أنّ التلفظ في النية هو أمر مكروه في العبادة وأمّا المالكية فقد ذهبوا إلى جواز تلفظ المسلم بالنية في العبادات إلا أنّ الأولى هو تركها إلا في حال كان الشخص موسوسًا.[1]
شاهد أيضًا: هل يجوز دعاء اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين
حكم قول اللهم اني نويت صيام رمضان فان توفيتني
الأصل في دعاء اللهم إني نويت صيام رمضان كاملًا فإن توفيتني هو عقد النية بصيام شهر رمضان المبارك كله، وفي هذه المسألة يعود الحكم إلى رأي أئمة العلماء في التلفظ بالنية وباختصار فإنّ جمهور أهل العلم من الحنفية والشافعية والمالكية قد أجازوا ذلك كما أنّ مالك قد أجازه ولكنّ الأولى عنده هو تركه والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[1]
شاهد أيضًا: دعاء الصفا والمروة مكتوب pdf
دعاء نية الصيام شهر رمضان
لم يرد في الشريعة الإسلامية دعاء مخصوص يُمكن قوله من أجل عقد نية الصيام، ولكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لمًا يرى هلال شهر رمضان المبارك يقول: “اللهُ أكبرُ، اللَّهمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ، والسَّلامةِ والإسلامِ، والتَّوفيقِ لما تحبُّ، وَترضَى، ربُّنا وربُّكَ اللهُ”،[2] ولمّا أجاز جمهور أهل العلم التلفظ بالنية فإنّه يُمكن لكل مسلم أن يعقد النية بلفظ خاص فيه، ومن الأدعية التي يمكن أن يقولها لمسلم في بداية شهر رمضان المبارك معلنًا فيها نيته لصوم هذا الشهر المبارك:
- اللهم إني نويت أن أصوم شهر رمضان المبارك كاملًا خالصًا لوجهك الكريم.
- نويت صيام هذا الشهر الفضيل صيامًا خالصًا للرحمن وحده.
- نويت الصيام بإذن الله تعالى أن يكتب لي السلامة والصحة والعافية.
- نويت صيام شهر رمضان المبارك وأسأل الله أن يجعل صيامي تكفيرًا لذنبي.
افرأ أيضًا: دعاء اللهم بلغنا رمضان
أحكام في نية الصيام
لمّا كانت النية جزءًا أساسيًا في صوم شهر رمضان المبارك فإنّه لا بدّ من أحكام لتلك النية يتم الوقوف معها وتفصيلها، وما يأتي سيكون ذلك:
شروط في نية الصيام
في نية الصيام مجموعة من الشروط لا بدّ من الإشارة إليها حتى يكون الصيام آمنًا صحيحًا، والشروط هي:[3]
- تبييت النية: يجب على المسلم أن يبيت نية الصيام من الليل أي قبل طلوع الفجر وذلك على رأي جمهور أهل الفقه والعلم من الشافعية والمالكية والحنابلة وإلى هذا القول ذهب جماعة من أهل السلف، وقد استدلوا على ذلك بما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في واحد من أحاديثه بأنّ الأعمال معقودة بالنيات.
- تجديد النية في كل يوم: إنّ مسألة تجديد نية الصيام كل يوم كانت محل خلاف بين أهل العلم فبعضهم اشترط تجديد نية الصوم في كل يوم يريد صومه وهم الشافعية والحنابلة والحنفية أي جمهور أهل العلم مستندين على ما استندوا إليه أولًا من أنّ الأعمال معقودة بالنيات كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هل يشترط النطق بالنية للصيام
لم يُشترط النطق بالنية في الصيام حيث إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينطق بها طيلة حياته، إلا أنّ العلماء اجتهدوا في تلك المسألة ومع كثرة مشاغل الدنيا والحياة فقد ذهب جمهور أهل الفقه والعلم إلى أنّ التلفظ بالنية في العبادات هو سنة حتى يتوافق القلب مع اللسان، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[1]
شاهد أيضًا: ما حكم قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين
آداب الصيام
في الحديث عن آداب الصيام عامة فقد أشار فقهاء أهل السنة والجماعة إلى مجموعة من الأمور وهي:[4]
- الدعاء عند رؤية هلال رمضان: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو عند رؤية هلال شهر رمضان المبارك بقوله: “اللهُ أكبرُ، اللَّهمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ، والسَّلامةِ والإسلامِ، والتَّوفيقِ لما تحبُّ، وَترضَى، ربُّنا وربُّكَ اللهُ”.[2]
- إخلاص النية: إنّ الصيام هو واحد من العبادات التي لا بدّ على المسلم من أن يُخلص فيها وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في واحد من أحاديثه أنّ من صام شهر رمضان المبارك إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى ذلك فالإخلاص مطلوب للغفران بإذن الله.
- تبييت النية: لا بدّ على الصائم من أن يُبيت النية قبل طلوع الفجر في صيام الفريضة، وأشارت إلى ذلك حفصة رضي الله عنها بقولها: “لا صيامَ لمَن لم يُجمِع قبل الفجر”، وأشار إلى ذلك أيضًا عبد الله بن عمر في أقواله، ولم يُعرف لحفصة وابن عمر مخالف من الصحابة.
- الإكثار من الصدقات: من السنة للمسلم أن يكثر من التصدق في شهر رمضان المبارك تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر في الصحيحين عن الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود النّاس في رمضان.
- الإعراض عن الشتيمة بقول اللهم إني صائم: وقد استدلوا على ذلك بما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه بقوله: “قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ”.[5]
- الإكثار من تلاوة القرآن: لا بد للمسلم من أن يُكثر من قراءة القرآن الكريم حيث إنّ رمضان هو شهر القرآن، وقد استدل العلماء على ذلك بقول الله تعالى في كتابه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[6]
إلى هنا يكون قد تمّ الحديث عن صحة دعاء اللهم اني نويت ان اصوم رمضان كاملا وذكرنا رأي العلماء والفقهاء في مسألة النية وما هي شروط النية وما آداب صيام الفريضة بشكل عام وغير ذلك من المسائل التي أضيء عليها في هذا المقال.
المراجع
- ^ shamela.ws , كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية , 29/02/2024
- ^ الكلم الطيب , الألباني، عبد الله بن عمر، 162، صحيح بشواهده
- ^ dorar.net , المبحث السابع: النيــَّــةُ في الصـَّــومِ , 29/02/2024
- ^ alukah.net , من آداب الصيام , 29/02/2024
- ^ صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 1904 ، صحيح
- ^ سورة البقرة , الآية 185