صحة حديث يوم عرفة ترفع جميع الأعمال إلى الله ما عدا المتخاصمين

صحة حديث يوم عرفة ترفع جميع الأعمال إلى الله ما عدا المتخاصمين هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيث قد كثرت الأقاويل في فضائل يوم عرفة وخصائصه، منها ما كان صحيحًا، ومنها ما كان موضوعاً ومكذوبًا على لسان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم، ويهتمّ موقع مقالاتي ببيان رتبة حديث يوم عرفة ترفع جميع الأعمال.

صحة حديث يوم عرفة ترفع جميع الأعمال إلى الله ما عدا المتخاصمين

لا صحة لحديث يوم عرفة ترفع جميع الأعمال إلى الله ما عدا المتخاصمين، ولا بدّ من التنويه إلى أنّ نشر الأحاديث الموضوعة والمكذوبة على لسان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لا يجوز، وذلك لثبوت عدم ورود هذا القول لا بالأحاديث الصحيحة، ولا حتّى بالأحاديث الضعيفة، وهذا القول نشره محبو البدع والمحدثات، فالمسلم لا ينكر فضل يوم عرفة العظيم، ولكن عليه أن يحرص على نقل ما ورد في الكتاب والسنّة، أو على لسان أئمة المسلمين والله ورسوله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: فضل يوم عرفة وكيفية استغلاله

متى ترفع الأعمال إلى الله

إنّ وقت رفع أعمال العباد السنوي إلى المولى -سبحانه وتعالى- هو في شهر شعبان، فقد قال أسامة بن زيد رضي الله عنه: “يا رسولَ اللَّهِ! لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ“،[2] وكذلك ترفع الأعمال اليومية أو الأسبوعية يوم الاثنين والخميس، وقد ورد في تفصيل ذلك ما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله:[3]

ونظير هذا أيضًا رفع الأعمال وعرضها على الله، فإن عمل العام يرفع في شعبان، كما أخبر به الصادق المصدوق أنه شهر ترفع فيه الأعمال، قال: “فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ”، ويعرض عمل الأُسبوع يوم الاثنين والخميس، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويعرض عمل اليوم في آخره والليلة في آخرها، كما في حديث أبي موسى الذي رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل”، فهذا الرفع والعرض اليومي أخص من العرض يوم الاثنين والخميس، والعرض فيها أخص من العرض في شعبان، ثم إذا انقضى الأجل رفع العمل كله، وعرض على الله وطويت الصحف، وهذا عرض آخر.

اقرأ أيضًا: لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم

المتخاصمين لا ترفع أعمالهم

إنّ أعمال المتخاصمين لا ترفع إلى الله -عز وجل- أو لا تقبل، وذلك ما ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “تُعْرَضُ الأعمالُ في كلِّ يومِ خميسٍ واثنان، فيغفرُ اللهُ -عز وجل- في ذلك اليومِ لكلِّ امرِئٍ لا يُشركُ باللهِ شيئًا إلا امْرأً كانت بينَه وبين أخيِه شَحناءُ، فيُقالُ: ارْكُوا هذين حتى يَصْطَلِحا ارْكُوا هذين حتى يَصْطَلِحا“.[4] ولكن هذا الأمر ليس منوطاً بيوم عرفة والله أعلم.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

إلى هنا نصل لنهاية هذا المقال صحة حديث يوم عرفة ترفع جميع الأعمال إلى الله ما عدا المتخاصمين، والذي بيّن رتبة هذا الحديث على أنّه موضوع، ونوّه على حرمة تداول ونشر متن هذا الحديث بين المسلمين.