جدول المحتويات
صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة ابن باز الذي يعتبر من أكثر الأحاديث انتشاراً وتداولاً عن شهر رمضان الفضيل، والكثير من الناس يؤمنون في هذا الحديث، مع إن معظم الناس لا يعلمون صحة هذا الحديث، وهل هذا الحديث ضعيف أو قوي، ولمعرفة صحة هذا الحديث لا بد من الغوص في بعلم الأحاديث وإسنادها، وعبر هذا المقال في موقع مقالاتي سوف نسلط الضوء على صحة هذا الحديث من وجهة نظر الفقيه ابن باز، ونرفق في سطور هذا المقال نص الحديث، والدليل على صحته من ضعفه، وحكم روايته، وشرحه.
نص حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة
إن نص هذا الحديث هو: {شهر رمضان أوَّله رحمة، وأوسَطه مغفرة وآخِره عتق من النار}.
وهو واحد من بين أكثر من حديث معروف جداً، ويتم تداوله بين الناس، لكن كل هذه الأحاديث مصنّفة من درجة: لا تصح، ضعيفة، ما بين باطل وموضوع.
ومن بين الأحاديث الشائعة التي تحمل نفس هذه الدرجة ما يلي:
- صوموا تصحُّوا.
- لو يعلم العِباد ما في رمضان، لتمنَّت أمتي أن يكون رمضان السَّنة كلها، إنَّ الجنة لتتزين لرمضان من رأس الحَول إلى الحول ……إلخ.
- اللهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان.
- مَن أدركه شهر رمضان بمكة فصامه، وقام منه ما تيسَّر، كتَب الله له صيام مئة ألف شهر رمضان في غير مكة، وكان له كل يوم حملان فرس في سبيل الله، وكل ليلة حملان فرس في سبيل الله، وكل يوم له حسنة، وكل ليلة له حسنة، وكل يوم له عتق رقبة، وكل ليلة له عتق رقبة.
شاهد أيضًا: صحة حديث من بلغ الناس بموعد رمضان بلغه الله الجنة
صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة ابن باز
إن صحة هذا الحديث بحسب ما ذكر ابن باز هو حديث ضعيف، ليس له أساسٌ من الصحة، ومنذ زمنٍ بعيد تم تداول هذا الحديث أن شهر رمضان الكريم ينقسم إلى ثلاثة أقسام أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وهذا لأن رحمة الله واسعة تطال العبادة في كافة أيامهم، ولا تقتصر على أوائل عشرة أيام في رمضان فقط، ففي جميع الأيام نحن نحيا تحت رحمة الله عز وجل، ولا تقتصر مغفرة الله عز وجل لعباده التوابين علي ثاني عشر أيام من رمضان فقط، بل يغفر لعباده ذنوبهم في كل الأوقات.
شاهد أيضًا: صحة حديث ان الله ليطلع ليلة النصف من شعبان
دليل ضعف حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
يوجد دليلين لضعف هذا الحديث، والدليلين هما:
- انقطاع: أن سعيد بن المسيب لم يسمع من سلمان الفارسي.
- السند: يضم عبدالله بن جدعان، وقد قال البخاري عنه بأنه لا يحتج به، وجاء أن سنده فيه إياس، وبحسب رأي بعض العلماء ليس بشيء، أما عن الرازي فقد حكم عليه أنه بمنكر.
الجدير بالذكر أن هذا الحديث يحتوي على بعض الألفاظ غير الصحيحة، فرحمة الله لا تقسم، ولا تقتصر على عشرة أيام فقط، وهي العشر الأوائل من رمضان، ومغفرة الله لا تقتصر على ثاني عشرة أيام في الشهر، والله يعتق رقاب عباده التائبين من النار دوماً لأنه غفور رحيم بعباده بكل يومّ وليلة.
شاهد أيضًا: صحة حديث من بلغ الناس بموعد رمضان بلغه الله الجنة ابن باز
حكم رواية حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
إن حكم رواية أو نشر أو تداول أي حديث من الأحاديث الضعيفة والمنكرة محرّم، وغير جائز شرعاً تداول أي حديث التي تحمل نفس درجة هذا الحديث، والدليل على هذا لما جاء به حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: {من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ}.
وهذا الحديث حديث طويل جداً تم تبويبه تحت مسمى إن صح الخبر من قبل ابن خزينة، ويعد دليل آخر عن ضعف الحديث، والحديث هو عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ:
{أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا. مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ، وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ”، قَالُوا: لَيْسَ كُلُّنَا نَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ. فَقَالَ: “يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى تَمْرَةٍ، أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ، أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ، مَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ. وَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَيْنِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَيْنِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا، فَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ: فَشَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ. وَأَمَّا اللَّتَانِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا: فَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أَشْبَعَ فِيهِ صَائِمًا، سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ}.
وفضلاً عن ذلك قيل أن هذا الحديث روي عن عبد الله بن زيد بن جدعان، وبحسب ما جاء عن العلماء بأنه لا يحتج به وهو ليس بشيء، أما ابن حجر قال عنه أنه حديث خز، وفي سنده يوجد إياس، وإياس غير صحيح إسناده، والشيخ الألباني أكد ضعف الحديث.
نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:
- متى وقت صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان
- دعاء الوتر في رمضان مكتوب كامل
- دعاء الجمعة الثالثة من رمضان مكتوب
- صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان
شرح حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
إن شرح هذا الحديث أن شهر رمضان الكريم يتم تقسيمه إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول هو أول عشرة أيام من رمضان، ويطلق عليهم اسم أيام الرحمة، والقسم الثاني هو ثاني عشرة أيام من رمضان، ويطلق عليها اسم أيام المغفرة، والقسم الثالث من رمضان آخر عشرة أيام من رمضان ويطلق عليها اسم أيام العتق من النار، وهذا غير صحيح فرحمة ومغفرة الله وعتقه رقاب العباد لا تقتصر على أيام معينة في شهر رمضان، بل تطال الشهر كله وكل أيام السنة.
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة ابن باز، والذي ذكرنا من خلاله نص الحديث، والدليل على صحته من ضعفه، وحكم روايته، وشرحه.
المراجع
- ^ binbaz.org.sa , شرح كتاب وظائف رمضان , 24/03/2024
- ^ islamqa.info , بيان ضعف حديث في فضل رمضان , 24/03/2024
- ^ islamweb.net , حكم رواية الحديث الموضوع , 24/03/2024