جدول المحتويات
شعر عن الحب من طرف واحد يصف الألم الذي يعتصر القلب عندما يحبّ من لا يبادله نفس الشعور، فيكون شريكه بعيدًا عنه نائيًا بقلبه إلى صوارف أخرى تجعله يجافيه ولا يشعره بأيّة مودّة، وإنّ هذا الأمر يشعر القلب بألم الشديد وضيق. وفي هذا المقال سوف يقدّم موقع مقالاتي مجموعة قصائد شعر عن الحب من طرف واحد لأبرع الشعراء الذين نبغوا عبر العصور.
شعر عن الحب من طرف واحد
الحبّ شعور جميل جدًا عندما يكون في موقعه الصحيح بين زوجين متحابّين يبادلون بعضهم نفس المشاعر النقيّة الصافية، لكن عندما يكون الحبّ في غير موضعه، أو يكون من طرف واحد، فإنّه يصبح شيئًا مريرًا قاسيًا ينأى عنه القلب ويبتعد. وفيما يأتي سيتمّ تقديم قصائد عن الحب من طرف واحد معبّرة وجميلة.
شعر عن الحب من طرف واحد أبي فراس الحمداني
يعدّ أبو فراس الحمداني من أفصح شعراء العصر العباسي، وقد قال في إحدى قصائده:
بِنَفسي مِنَ الغادينَ في الحَيِّ غادَةً *** هَوايَ لَها ذَنبٌ وَبَهجَتُها عُذرُ
تَروغُ إِلى الواشينَ فِيَّ وَإِنَّ لي *** لَأُذناً بِها عَن كُلِّ واشِيَةٍ وَقرُ
فَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُن *** فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ
وَفَيتُ وَفي بَعضِ الوَفاءِ مَذَلَّةٌ *** لِإِنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدرُ
وَقورٌ وَرَيعانُ الصِبا يَستَفِزُّها *** فَتَأرَنُ أَحياناً كَما أَرِنَ المُهرُ
تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهيَ عَليمَةٌ *** وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ
فَقُلتُ كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى *** قَتيلُكِ قالَت أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ
فَقُلتُ لَها لَو شِئتِ لَم تَتَعَنَّتي *** وَلَم تَسأَلي عَنّي وَعِندَكِ بي خُبرُ
فَقالَت لَقَد أَزرى بِكَ الدَهرُ بَعدَنا *** فَقُلتُ مَعاذَ اللَهِ بَل أَنتِ لا الدَهرُ
وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌ *** إِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ
وَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌ *** إِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ
فَأَيقَنتُ أَن لاعِزَّ بَعدي لِعاشِقٍ *** وَأَنَّ يَدي مِمّا عَلِقتُ بِهِ صِفرُ
شعر عن الحب من طرف واحد نزار قباني
فيما يأتي قصديدة: (أحبها وأعرف أنها لا تحبني) للشاعر نزار قباني:
بل تحب شعري تحب تغزلي بها
تحب أن لكلماتي قدرةً غريبةً على إخجالها
حتى يحمّر خداها وتخرج عيناها قليلاً من حزنهما
تحب أني أجبرها بشعري أن تَعضَ على شفتيها لكي لا تظهر توترها
أحبها وهي تعرف أني أحبها
لكنها لا تعرف أني كل يومٍ أترجى خيالها ليتركني أنام
لا تعرف أن صوتها يملأ زوايا غرفتي
وأن كلماتها تملأ دفاتري
أحبها وأعرف أنها لا تحبني والأسوأ أني ما زلت أحبها
أحبها ولا تحبني لكنها دائماً تمتدح صبري
ولا تعرف أن برودة أعاصبها تحرقني
تقول إني أعدل ابتسامتها بمنطقيتي
ولا تعرف أنها ألغت بابتسامتها منطقيتي
تشكرني لأني أرتب الأوراق
وهي التي علمتني فن اللامبالاة
أحبها واكتشفت أنها لا تحبني منذ قرون
لكني لم أستطع حتى اليوم أن أنساها
وكيف سأنساها إن كانت كل قصائدي هي
وإن كانت هي كلّ قصائدي
كيف سأكتب يومًا عن عينين غير عينيها
إن لم أتوقف يوماً عن كتابة عينيها
شعر المتنبي عن الحب من طرف واحد
عُرف المتنبي بفصاحته وعبقريته الشعرية، حتى ذاع صيته عبر العصور، وقد قال في إحدى قصائده:
دَمعٌ جَرى فَقَضى في الرَبعِ ماوَجَبا *** لِأَهلِهِ وَشَفى أَنّى وَلا كَرَبا
عُجنا فَأَذهَبَ ما أَبقى الفِراقُ لَنا *** مِنَ العُقولِ وَما رَدَّ الَّذي ذَهَبا
سَقَيتُهُ عَبَراتٍ ظَنَّها مَطَراً *** سَوائِلاً مِن جُفونٍ ظَنَّها سُحُبا
دارُ المُلِمِّ لَها طَيفٌ تَهَدَّدَني *** لَيلاً فَما صَدَقَت عَيني وَلا كَذَبا
ناءَيتُهُ فَدَنا أَدنَيتُهُ فَنَأى *** جَمَّشتُهُ فَنَبا قَبَّلتُهُ فَأَبى
هامَ الفُؤادُ بِأَعرابِيَّةٍ سَكَنَت *** بَيتاً مِنَ القَلبِ لَم تَمدُد لَهُ طُنُبا
بَيضاءُ تُطمِعُ فيما تَحتَ حُلَّتِها *** وَعَزَّ ذَلِكَ مَطلوباً إِذا طُلِبا
كَأَنَّها الشَمسُ يُعيِي كَفَّ قابِضِهِ *** شُعاعُها وَيَراهُ الطَرفُ مُقتَرِبا
مَرَّت بِنا بَينَ تِربَيها فَقُلتُ لَها *** مِن أَينَ جانَسَ هَذا الشادِنُ العَرَبا
فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت كَالمُغيثِ يُرى *** لَيثَ الشَرى وَهوَ مِن عِجلٍ إِذا اِنتَسَبا
قصيدة عن الحب من طرف واحد
قال الإمام الشافعيّ واصفًا جفاء الشريك الآخر في أيّ علاقة:
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً *** فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ *** وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ *** وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً *** فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ *** وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا
وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ *** وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا
شعر عن الحب من طرف واحد فصيح
كان بشار بن برد من الشعراء المخضرمين الذين عاصروا نهاية العصر الأموي وبداية العباس، وكان شاعرًا مجيدًا، وقد قال في قصيدة له:
طالَ اِنتِظاري عَهدَ أَبّاءِ *** وَجاوَرَت في الشوسِ مِن حاءِ
وَبِتُّ كَالنَشوانِ مِن حاجَةٍ *** ضاقَت بِها نَفسي وأحشائي
أَقولُ لَمّا اِبتَزَّها خاطِبٌ *** مِن بَينِ أَعمامٍ وَآباءِ
أَرُحتِ في الرائِحِ يَومَ اللِوى *** لا تَبعُدي يابِنتَ وَرقاءِ
إِن كُنتِ حَرباً لَهُم فَاِنظُري *** شَطري بِعَينٍ غَيرِ حَولاءِ
يا حسنها يَومَ تَراءَت لَنا *** مَكسورَةَ الطَرفِ بِإِغضاءِ
كَأَنَّما أَلبَستَها رَوضَةً *** مِن بَينِ صَفراءٍ وَخَضراءِ
ما قيل عن الحب من طرف واحد
فيما يأتي مجموعة من أجمل ما قيل عن الحب من طرف واحد:
- “أنا أحبك ، ويقتلني أن أرى كل يوم أنك لا تشعر بنفس الشعور أيضًا”.
- “ربما كان الحب غير المتبادل شبحًا في المنزل، وجودًا يلامس حافة الحواس، وحرارة في الظلام، وظلًا تحت الشمس”.
- “يمكن إصلاح المشاكل، لكن الحب من طرف واحد مأساة”.
- “يقوم الناس بأشياء لا تصدق من أجل الحب، لا سيما الحب غير المتبادل”.
- “يقول البعض أن الحب من طرف واحد أفضل من لا شيء، ولكنه مثل نصف رغيف من الخبز، من المرجح أن يتعفن بسرعة”.
- “يقولون إن المجانين يفعل نفس الشيء مرارًا وتكرارًا ويتوقعون نتيجة مختلفة. وبالتالي، أنا مجنون بسببك، ولا يمكنني التوقف عن الأمل”.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد تمّ فيه تقديم قصائد شعر عن الحب من طرف واحد مميّزة جدًا خطّها مجموعة من الشعراء المجيدين فحفظت وما زالت تروى إلى وقتنا هذا.