جدول المحتويات
شرح حديث أثقل الصلاة على المنافقين، لم يترك الإسلام من شيء إلا وجمعه، وتحدث عنه سواء كان في كتاب الله الحكيم، أو في سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهناك الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهن الكثير من المسلمين في مختلف بقاع الأرض حول حديث هذا الحديث، وعبر موقع مقالاتي سنسلط الضوء على كل ما يخص هذا الحديث بصورة مفصّلة.
حديث إن أثقل الصلاة على المنافقين
إنّ حديث أثقل الصلاة على المنافقين رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ أثقلَ الصَّلاةِ على المنافقينِ صلاةُ العِشاءِ وصلاةُ الفجرِ، ولو يعلَمون ما فيهما لأتَوْهما، ولو حبوًا ولقد همَمْتُ أنْ آمُرَ بالصَّلاةِ، فتُقامَ ثمَّ آمُرَ رجلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثمَّ أنطلِقَ معي برجالٍ معهم حُزَمُ حطَبٍ إلى قومٍ لا يشهَدونَ الصَّلاةَ فأُحرِّقَ عليهم بيوتَهم بالنَّارِ”. أخرجه البخاري ومسلم [1]
شاهد أيضًا: صحة حديث أثقل الصلاة على المنافقين
شرح حديث أثقل الصلاة على المنافقين
يبين النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف إحدى صفات المنافقين الذين يظهرون الإسلام، ويضمرون الكفر، ولا يذكرون الناس إلا أمام المسلمين، حيث كان هؤلاء المنافقون يتوارون بين المسلمين في المدينة، وكانوا لا يؤدون جميع الصلوات في المسجد جماعة، وخاصة صلاة العشاء والفجر، حيث كانوا يدعون أنهم يؤدونها في المنزل فرادى بالرغم من عدم وجود عذر لذلك، وتكاسلهم عن ذلك لأن العشاء وقت الراحة، والفجر وقت النوم العميق في الشتاء والصيف، ويتابع رسول الله أنه لو علم المنافقون أهمية، وفضل هذين الفرضين لقصدوا المسجد لأدائها، ولو كان ذلك زحفا، ويبين -عليه الصلاة والسلام- موقفه منهم لو قصد معاقبتهم لأمر رجلا يقف بالصلاة عنهم، وقام هو ومجموعة من الرجال بحمل حزم الحطب، وحرق عليهم بيوتهم بالنار عقابا على تخاذلهم في أداء هذين الفرضين، وما يمنعه من ذلك وجود الصغار، والنساء. [2]
شاهد أيضًا: من أكثر من روى الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام
تخريج حديث إن أثقل الصلاة على المنافقين
إن حديث إن أثقلَ الصلاةِ على المنافقينَ صحيح، ومن الأحاديث المتفق عليها، أخرجه الشيخان في صحيحهما، (657)، (651)، واللفظ للبخاري، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (2098)، وأحمد في مسنده (424/2)، وابن أبي شيبة (332/1)، وابن ماجه في صحيحه (791)، وأبو داود في سننه (584)، والبيهقي في سننه (55/3)، وابن عساكر في معجمه (1233/2)، وابن حجر في صحيحه (44/8) كل بلفظه وإسناده.
شاهد أيضًا: ما هي اول سورة نزلت في القران كاملة على الرسول
لماذا أثقل صلاة على المنافقين هي صلاة الفجر والعشاء
إن سبب ثقل صلاتي الفجر والعشاء على المنافق لأن صلاة العشاء تقام في الليل وقت النوم والراحة من تعب النهار، أما صلاة الفجر فهي تقام في أفضل أوقات النوم على الإطلاق، وباقي الصلوات تقام في وضح النهار، وفيما يلي نبين بعض النقاط المهمّة:
- جميع الصلوات هي ثقيلة على المنافقين، بدليل قوله تعالى في سورة التوبة، الآية 54: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ، إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ، وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ}.[3]
- لا يحرص على الصلاة، ولا يشتاقها إلا الخاشعون من عباد الله، وهذا ما أكد عليه الله في كتابه العزيز في سورة البقرة، الآية 45: {وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ}.[4]
- الخشوع ليس من صفة المنافقين الذين يؤدون الصلاة رياء أمام الناس فقط، أما في سريرتهم لا تنال الصلاة وإقامتها من اهتمامهم أي شيء.
وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا تحت عنوان شرح حديث أثقل الصلاة على المنافقين،وذكرنا نص الحديث كاملا، وتناولنا شرحه بالتفصيل، وتحققنا من صحته، كما بينا سبب أن أثقل الصلاة على المنافق هي صلاة الفجر والعشاء، إضافة إلى ذلك تحدثنا عن فضل هاتين الصلاتين.
المراجع
- ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان ، أبو هريرة ، 2098 ، أخرجه في صحيحه
- ^ dorar.net , شروح الأحاديث , 16/06/2022
- ^ سورة التوبة , الآية 54
- ^ سورة البقرة , الآية 45