سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم

سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، تزامناً مع دخولنا شهر رمضان المبارك، واقترابنا من الليال العشر الأخيرة منه، يتهيأ العالم الإسلامي للاحتفال بليلة القدر، تلك الليلة التي اختصها الله بأمة محمد، وتثور كثير من الأسئلة في فكر المسلمين ولعل أكثرها شيوعاً ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي حول فضل ليلة القدر، وكيفية إحيائها، وثواب الصيام بها، ولماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم، هذا ما سنعرفه في هذا المقال عبر موقع مقالاتي، إضافة إلى كل ما له صلة بهذه الليلة المباركة.

ما هي ليلة القدر؟

ليلة القدر هي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك، في آخر الأيام الفردية في الثلث الأخير منه وتعني في اللغة: ليلة القدر تتألف من شقين، الأول وهو الليل ويمتد من بعد غياب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي، أما الثاني وهو القدر بتسكين الدال ويعرف بالمكانة العالية والشرف والوقار في الاصطلاح لا يختلف معنى ليلة القدر عنه في اللغة، كما يرى أهل العلم بالإجماع بأن ليلة القدر هي ليلة عظيمة مباركة، ليلة نزول القرآن، تنزل فيها الملائكة للأرض، ويحدد الله أقدار العباد بها.[1]

شاهد أيضًا: معلومات عن ليلة القدر

سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم

اختلف أهل العلم حول سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، وتباينت آراؤهم بهذا الشأن، نوردها كما ذهبوا إليها بما يلي:[1]

• لأنها ذات قدر عظيم: وذلك لنزول الوحي بالقرآن الكريم على سيدنا محمد عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم، قال تعالى في الآية الأولى من سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.[2]
• ليلة يتعظم فيها قدر العبادة: فالله يثيب من عباده من قام ليلة القدر دون أن يعرفها عظيم الثواب، وصيامها يعادل بالفضل والأجر صيام ألف شهر، والدعاء بإذن الله تعالى فيها مجاب.
• لأنها ليلة الفصل والحكم: ويذهب البعض أن سببَ تسمية ليلة القدرْ بهذا الاسمْ، لأن الله يقدر فيها الرزق والعمل، وكذلك الآجال، ويأمر الملائكة بكتابة أقدار الناس لعام كامل، قال تعالى في سورة الدخان الآية 4: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.[3]
• جاءت تسميتها بالقدر من الضيق: وذلك حسبما يرى البعض أن في هذه الليلة المباركة تضيق الأرض بالملائكة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنَّها ليلةُ سابعةٍ أو تاسعةٍ وعشرون إنَّ الملائكةَ تلك اللَّيلةَ في الأرضِ أكثرُ من عددِ الحصَى}.[4]

اقرأ أيضًا: معلومات عن ليلة القدر للاطفال

الأعمال المستحبة في ليلة القدر

ليلة القدر يجهد المسلم بالتقرب من الله بكثير من الأعمال نذكر منها:

• قراءة القرآن: قراءة القرآن تلاوة وتدارسا وتدبيرا، أعظم ما يشغل المسلم به نفسه في ليلة القدر، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر قراءة القرآن في العشر الأواخر من رمضان، وروي عن الشافعي أنه كان يختم القرآن ستين مرة في رمضان.
• قيام الليل: حث عليه سبحانه وتعالى هو خير وسيلة للتقرب به من الله، ومن الأوقات المحببة لقيام الليل شهر رمضان وليلة القدر، كان الرسول يصلي قيام الليل مع أصحابه، وتركها خشية أن يعتقدوا أنها فرض، بينما هي تحبباً بالله، لنيل رضاه والثواب.
• كثرة الدعاء: يستحب للمسلم اغتنام شهر رمضان بالإكثار من الدعاء، وتعد ليلة القدر من الأوقات التي يجيب الله فيها الدعاء، وحث الرسول على سؤال الله الجنة والنجاة من النار في كل أوقات السنة.
• الصدقة: تستحب الصدقة في كل أوقات رمضان، ولعل أكثرها ثوابا في ليلة القدر، وذلك لأن العمل الصالح فيها في ألف شهر من سواها، قال تعالى في سورة القدر الآية 3: {لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍۢ}. [5] صدق الله العظيم

شاهد أيضًا: هل المغتاب لا يغفر له في ليلة القدر

بعض الأسئلة الدينية حول ليلة القدر

هناك كثير من الأمور المتعلقة في ليلة القدر يرغب كثير من جمهور المسلمين الإلمام بها نذكر منها : 

• كم عدد السور التي ذكرت فيها ليلة القدر؟ وردت صراحة بقوله في سورة القدر الآية 1-2: { إِنَّآ أَنزَلنهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ* وَمَآ أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ* لَيلَةُ القَدرِ خَير مِّن ألف شَهر}، [6] وبصفتها الليلة المباركة في سورة الدخان في الآية 3 قال تعالى: {إِنَّآ أَنزَلنَهُ فِي لَيلَة مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}. [7]صدق الله العظيم
• هل كانت ليلة القدر عن الأمم السابقة ؟ لا، حيث أن ليلة القدر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، لم تكن معروفة لدى الأمم السابقة.
• ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر؟ الحكمة من عدم تحديد أي يوم هي ليلة القدر من العشر الأواخر من شهر رمضان، لترغيب العبد المداومة على العبادات والمبالغة فيها في هذا الوقت من شهر رمضان، وينال فضل ليلة القدر بجهد.
• ما هو أفضل دعاء في ليلة القدر؟ هو الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهو: {اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني}، وروي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالتُ: {يا رَسولَ اللهِ، أرأيْتَ إنْ عَلِمتُ أيَّ ليلةٍ لَيلةُ القدْرِ ما أقولُ فِيها؟ قال: قُولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ، تُحِبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي.}[8]

وهكذا نكون وصلنا إلى ختام مقالنا بعد أن تحدثنا عن سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، وتوسعنا بالحديث حول معنى ليلة القدر، والأعمال المستحبة بها، وبعض الأسئلة الدينية الشائعة حولها.