جدول المحتويات
خطبة عن فضل قيام الليل في رمضان مكتوبة 2024، ففي شهر رمضان الكريم، يكثر الوعي والوعظ للمسلمين ممكن كانوا غافلين عن الأجر والثواب العظيم الذي منَّ الله به على عباده في هذا الشهر، وهنا يعتلي أئمة المساجد للمنابر لينبروا إلى تنبيه الناس إلى ما قد يفوتهم، إذا لم يعطوا شهر رمضان حقه من العبادات والطاعات حتى ينالوا فضله، كما هو الحال مع فضل قيام الليل فيه، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقدم خطبة كاملة ومكتوبة عن فضل قيام الليل في هذا الشهر.
مقدمة خطبة عن فضل قيام الليل في رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، الذي عليه نتوكل وبه نستعين، والحمد لله الذي نستهديه ونشكره ونستغفره، ونتوب إليه وإلى أمره نستكين، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، فمن يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ولنحمد لله على ما هدانا، وتاب علينا ولم يجعلنا من المغضوب عليهم والضالين، إذ أرسل إلينا خير خلقه المصطفى الطاهر الأمين، فسلام على المرسلين ومن اتبع هذا الدين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً الطاهر الأمين عبده ورسوله، أما بعد:
شاهد أيضًا: خطبة جمعة عن فضل العشر الاواخر من رمضان مكتوبة
خطبة عن فضل قيام الليل في رمضان
الخطبة الأولى عن قيام الليل في رمضان
فقد حبانا الخالق عن سائر خلقه إذ جعل لنا العقل حتى نفرق بين الحق والباطل، والخير والشر، والجنة والنار، وما ينفعنا ويضرنا، فمن ضل عن طريق الجنة كان من الخاسرين، ومن اهتدى إلى طريق الجنة كان من الفائزين، وقد أعد الله كل الخير لعباده وأسبابه في شهر رمضان الكريم، حيث أمرهم النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- أن يصوموا يومه، ويقوموا ليله حتى يستحصلوا على العفو والرحمة التي وعد بها الله عباده الصالحين، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: {مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ}[1]، وفي هذا فضلان، فضل صيام رمضان وقيام ليله، وفضل قيام ليلة القدر التي تأتي في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ولذلك، ولأفضاله الكثيرة على المؤمن، فقد أمرنا النبي بقيام الليل في رمضان وخارجه، إذ قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في وصف قيام الليل وفضله: {عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ، وَمَنْهَاةٌ عَنْ الإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الجَسَدِ}[2].
واعلموا عباد الله أن ربكم يأمركم بالطاعة في ليله ونهاره، وما قيامكم في رمضان إلا جزء من هذه الطاعة، وإنما الصلاة هي أصل قيام الله بالإضافة إلى ما تبعها من الطاعات والعبادات، وعن ذلك، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحموداً}[3]، فتهجدوا في ليلكم وناموا وفيقوا وعودوا لعبادكم، فما لكم إلى وجه الله الذي إليه ترجعون، وأكثروا من خشوعكم ودعائكم في تهجدكم، وأجلوه إلى آخر ثلث من الليل فإن الله مطلع عليكم في هذا الوقت، ومستجيب لدعائكم وغافراً لأعمالكم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له}[4]، فأطيلوا في تهجدكم في شهر رمضان المبارك، وزيدوا في تهجدكم في العشر الأواخر منه، فإن رحمة الله فيها لا حدود لها.
واعلموا عباد الله أن السماء ناظرة إليكم، والأرض شاهدة عليكم وعلى أعمالكم في الشهر الفضيل، وأنكم عائدون إلى الله، ولا تبقى لكم سوى أعمالك، فعن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال، إن جبريل -عليه السلام- عندما جاء إلى النبي -عليه الصلاة والسلام قال: {يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مَفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ}[5]، فقوموا ليلكم وَأقيموا صلاتكم، واستغفروا الله وسبحوه في ركوعكم وسجودكم وقيامكم، واتلوا قرآنكم، وتهَجدوا لربكم، وادعوا لأنفسكم وبنَوكم وأهلكم وأحبابكم، وتذكروا عباد الله {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[6]، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
شاهد أيضًا: خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر
الخطبة الثانية عن فضل قيام الليل في رمضان
عباد الله، إن الله وملائكته يصلون على النبي، فيا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، والحمد لله وحده الذي به نستعين، وبه نستجير وإلى أمره نستكين، فهو قاضي الأمر ومالك يوم الدين، فَنستغفرك اللهم في كل وقت وحين، وأبقنا على عهدك ولا تجعلنا من الضالين، سبحانك ربنا لا إله إلا أنت مالك الملك وبارئنا إلى يوم الدين، والحمد لله الذي بلغنا رمضان، وجعلنا فيه من الصائمين والعابدين، والحمد لله الذي جعلنا فيه من المصلين القائمين ليلهم والداعين، وأما بعد:
عباد الله، إن شهر رمضان إنما هو أيام معدودات، لكم فيها الخير والرحمة والمغفرة كما وعدكم الله، فاغتنموا هذه الفرصة قبل أن ينتهي الشهر الفضيل، فيضيع عليكم ثوابه وأجره، واقتدوا بنبيكم -عليه الصلاة والسلام- وهو خير العابدين لله والقائمين ليلهم في شهر رمضان وغيره، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: {أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَاإندَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ}[7]، واعلموا عباد الله أن ما عندكم هو من عند الله، فإذا قضت مشيئته أن يزول فهو زائل لا محالة، ولا يدوم لكم إلا وجه ربكم الكريم الذي قال في كتابه العزيز: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}[8]، فاتقوا يوماً ترجعون به إلى الله، يوم لا تشفع فيه لكم ألا أعمالكم، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه}[9]، فَاغتنموا فرصة العشر الأواخر من رمضان لما لها من أجر عند الله وثواب عظيم، ولا تكونوا من الخاسرين والنادمين، ولا تجعلوا من أنفسكم أضحوكة للشيطان، فيجركم إلى المعاصي ويثقل عليكم السيئات، في ليلة يشهد عليها من استوطن في الأرض ومن استوطن السموات.
شاهد أيضًا: خطبة الجمعة عن زكاة الفطر مكتوبة
دعاء خطبة عن فضل قيام الليل في رمضان
عباد الله، قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[10]، فادعوا الله في طاعاتكم أنه قريب مجيب الدعوات، وارفعوا أيديكم إلى السماء وتضرعوا إلى الله وألحوا في دعائكم، وإني داعياً لي ولكم فأمنوا:
- “اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيتَ وعافِنا فيمَن عافَيتَ، وتوَلَّنا فيمَن توَلَّيتَ وبارِكْ لنا فيما أعطَيتَ وقِنا شَرَّ ما قضَيتَ إنَّك تَقضي، ولا يُقضى عليكَ إنَّه لا يَذِلُّ مَن والَيتَ تَبارَكتَ ربَّنا وتَعالَيتَ”[11].
- اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ”[12].
- وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
شاهد أيضًا: خطبة عن العشر الاواخر من رمضان قصيرة
خاتمة خطبة عن فضل قيام الليل في رمضان
عباد الله، إن أبواب الرحمة في رمضان فتحت، والشياطين فيها صفدت، والأعمال فيها ثوابها الجنة إذا بالخير رفعت، ومن غفل عن شهر رمضان وفضله، فإن النار له نصبت، فاجتهدوا واعملوا صالحاً في رمضان حتى تنالوا وعد الله، وإنما قيامكم في الليل، وتهجدكم هو خير عملكم به، ولا تنسوا صدقاتكم وصلواتكم ودعواتكم وأن تتقوا الله فيما تفعلون، واعلموا أن الله مطلع على أعمالكم وما تعلنون وما تسرون، قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[13]، فاجعلوا ليلكم عامر بالطاعات، وأكثروا فيها من العبادات، وأطيلوا في ركوعكم وسجودكم وكبروا بالصلوات، واغسلوا أعمالكم بالصدقة والإحسان والمبرات، وصلوا أرحامكم واعتصموا بحبل الله جميعكم، وتضرعوا إلى الله في الخلوات، وأذكروا عوائلكم وإخوانكم والمؤمنين في الدعوات، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وأقم الصلاة أثابنا وأثابكم الله.
خطبة عن فضل قيام الليل في رمضان pdf
إن شهر رمضان هو شهر العبادة الخالصة لوجه الله تعالى، والذي تتنوع فيه العبادات، وتكثر فيه الحسنات، ومن خير الطاعات به هو قيام ليله والتهجد به، ونظراً لأهمية هذه الخطبة في الهداية إلى فضل قيام الليل في رمضان المبارك، نقدم لكم هذا المقال بصيغة ملف pdf يمكن تحميله “من هنا” حتى يتم الاستفادة منه في عدة مواضيع مختلفة.
خطبة عن فضل قيام الليل في رمضان doc
إن ثواب قيام الليل في رمضان يعادل أضعافاً من ثوابه في الأيام الأخرى، ولا بد من تعريف الناس عن فضله حتى لا يتجاوزه ويتخطوه فيضيع عليهم الأجر والثواب، ولتحقيق الفائدة من هذه الخطبة في عدة أوجه مختلفة، نقدم هذا المقال كملف doc يمكن تحميله “من هنا” حتى يتسنى تحميله أو طباعته على الورق ليتم استغلاله بالخير.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان خطبة عن فضل قيام الليل في رمضان مكتوبة 2024، والذي قدمنا من خلاله خطبة كاملة عن فضل قيام الليل في هذا الشهر الفضيل، كما قدمنا هذا المقال كملف بصيغتي pdf وdoc حتى يتم الاستفادة من هذه الخطبة بكافة الأوجه.
المراجع
- ^ صحيح البخاري , أبي هريرة، البخاري، 2014، صحيح
- ^ سنن الترمذي , بلال بن رباح، الترمذي، 3549،، غريب
- ^ سورة الإسراء , الآية 79
- ^ صحيح البخاري , أبو هريرة، البخاري، 7494، صحيح
- ^ شرح كتاب الشهاب , سهل بن سعد الساعدي، السفاريني الحنبلي، 115، حسن صحيح
- ^ سورة النحل , الآية 90
- ^ صحيح البخاري , أم المؤمنين عائشة، البخاري، 4837، صحيح
- ^ سورة الغاشية , الآيتان 25 و 26
- ^ سورة الزلزلة , الآيتان 7 و 8
- ^ سورة البقرة , الآية 186
- ^ تحفة المحتاج , عبدالله بن عباس، ابن الملقن، 1/304، إسناده جيد
- ^ صحيح البخاري , عبدالله بن عباس، البخاري، 7499، صحيح
- ^ سورة التوبة , الآية 105