خطبة الرسول في استقبال شهر رمضان

خطبة الرسول في استقبال شهر رمضان

خطبة الرسول في استقبال شهر رمضان التي تعدُّ من أهم الخطب لدى كافة المسلمين، حيث ذُكرت هذه الخطبة في أحد الأحاديث التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت الخطبة تدور حول فضل هذا الشهر والأعمال الواجب على المسلم القيام بها في هذا الشهر ليحصل على الأجر والثواب العظيم، فمن هذا المنطلق سوف نرفق في سطور هذا المقال في موقع مقالاتي على تفاصيل هذه الخطبة، ونتطرق إلى الحديث كيف كان يستقبل الرسول شهر رمضان، وأعماله في رمضان.

خطبة الرسول في استقبال شهر رمضان

فعلى مر عصور من الهداية، كان النبي الكريم هو المعلم الأول والأخير الذي علمنا طريقة العبادة الأمثل لوجه ربنا الكريم، ورسم لنا مسار الحياة القويم بما حدث به أصحابه ومعاصريه من المسلمين وانتقل إلينا، ذكرت خطبة الرسول عن استقبال الشهر الفضيل في حديث رواه عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرِّضَا، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عليهم السلام)، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) خَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ:[1]

{أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ، وَ أَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ، وَ لَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَ سَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ، هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللَّهِ، وَ جُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللَّهِ، أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَ نَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ، وَ عَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ، وَ دُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَ قُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَ تِلَاوَةِ كِتَابِهِ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ، وَ اذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَ عَطَشِكُمْ فِيهِ جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ عَطَشَهُ، وَ تَصَدَّقُوا عَلَى فُقَرَائِكُمْ وَ مَسَاكِينِكُمْ، وَ وَقِّرُوا كِبَارَكُمْ، وَ ارْحَمُوا صِغَارَكُمْ، وَ صِلُوا أَرْحَامَكُمْ، وَ احْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَ غُضُّوا عَمَّا لَا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ أَبْصَارَكُمْ، وَ عَمَّا لَا يَحِلُّ الِاسْتِمَاعُ إِلَيْهِ أَسْمَاعَكُمْ، وَ تَحَنَّنُوا عَلَى أَيْتَامِ النَّاسِ يُتَحَنَّنْ عَلَى أَيْتَامِكُمْ، وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكُمْ، وَ ارْفَعُوا إِلَيْهِ أَيْدِيَكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِ صَلَاتِكُمْ، فَإِنَّهَا أَفْضَلُ السَّاعَاتِ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهَا بِالرَّحْمَةِ إِلَى عِبَادِهِ، يُجِيبُهُمْ إِذَا نَاجَوْهُ، وَ يُلَبِّيهِمْ إِذَا نَادَوْهُ، وَ يُعْطِيهِمْ إِذَا سَأَلُوهُ، وَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْهُ.

  • أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ فَفُكُّوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ، وَ ظُهُورَكُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِكُمْ فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِكُمْ، وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ الْمُصَلِّينَ وَ السَّاجِدِينَ وَ أَنْ لَا يُرَوِّعَهُمْ بِالنَّارِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ.
  • أَيُّهَا النَّاسُ: مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ، وَ مَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ.
  • قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ.
  • فَقَالَ (صلى الله عليه و آله): اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ.
  • أَيُّهَا النَّاسُ: مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ، وَ مَنْ خَفَّفَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عَمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ خَفَّفَ اللَّهُ عَلَيْهِ حِسَابَهُ، وَ مَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَ مَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَ مَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَ مَنْ قَطَعَ فِيهِ رَحِمَهُ قَطَعَ اللَّهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَ مَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِصَلَاةٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، وَ مَنْ أَدَّى فِيهِ فَرْضاً كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ، وَ مَنْ أَكْثَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ ثَقَّلَ اللَّهُ مِيزَانَهُ يَوْمَ تَخِفُّ الْمَوَازِينُ، وَ مَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ.
  • أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ فِي هَذَا الشَّهْرِ مُفَتَّحَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُغَلِّقَهَا عَنْكُمْ، وَ أَبْوَابَ النِّيرَانِ مُغَلَّقَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُفَتِّحَهَا عَلَيْكُمْ، وَ الشَّيَاطِينَ مَغْلُولَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُسَلِّطَهَا عَلَيْكُمْ.
  • قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السَّلام): فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟
  • فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ}.

شاهد أيضًا: خطبة جمعة قصيرة عن استقبال رمضان

كيف كان يستقبل الرسول صلى الله عليه وسلم رمضان

روى أكثر من حديث عن كيفية استقبال النبي لشهر رمضان، فقد كان النبي يحتفل بقدوم الشهر الفضيل، ويحتفي فيه، وقد كان ينبه صحابته وكافة أفراد أمته لفضل هذا الشهر على عباد الله الصالحين، وكان يعلّمهم كيفية استقبال الشهر من خلال اغتنام الفرصة في أيام الشهر ولياليه بالعمل الصالح من قيام الليل وقراءة القرآن والتصدق دون إسراف أو تبذير، كما كان شديد التنبيه على فضيلة ليلة القدر، وقد ورد هذا في أكثر من حديث عن لسان الصحابة، ومن هذه الأحاديث:[2]

{كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أجودَ الناسِ بالخيرِ، وكان أجودَ ما يكون في شهرِ رمضانَ حتى ينسلِخَ، فيأتيه جبريلُ فيعرضُ عليه القرآنَ، فإذا لقِيَه جبريلُ كان رسولُ اللهِ أجودَ بالخيرِ من الرِّيحِ الْمُرسَلَةِ}.

شاهد أيضًا: خطبة مؤثرة عن استقبال شهر رمضان

أعمال الرسول في شهر رمضان

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من بعض الأعمال في شهر رمضان لكي يغتنم الفرصة في الحصول على أجر عظيم في هذا الشهر لأن الأعمال الصالحة والطاعات في رمضان أجرها مضاعف، ومن هذه الأعمال نذكر ما يلي:[3]

الإفطار والسحور

كان الرسول يُعَّجِّل الفطر، ويفطر على طبات وتراً، وإذا لم يجدها أكل تمرات، وإذا لم يجدها فطر على ماء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

(لا يزالُ النَّاسُ بخَيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ، عجِّلوا الفطرَ فإنَّ اليَهودَ يؤخِّرون) رواه ابن ماجه.

ويؤخر السحور فلا يكن بين سحوره وصلاة الفجر إلا وقتٍ قصير، وقد حث في أحاديثه عن أهمية السحور، وهذا عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(تسحروا فإن في السحور بركة).

قراءة القرآن الكريم والتصدق

كان النبي صلى الله عليه وسلم من أجود الناس، ويكثر في كرمه وجوده في شهر رمضان، كما كان يكثر من تلاوة القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل، وقد ورد هذا في حديث للنبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسل).

أداء صلاة القيام 

قيام الليل يعد من السنن والطاعات المؤكدة في شهر رمضان، والرسول كان يصلي إحدى عشرة ركعة، يطيل قراءة القرآن في كل ركعة من هذه الركعات، وهذا لما جاء في حديث له صلى الله عليه وسلم عندما قال:

(من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري.

يعتكف ويقيم ليلة القدر

الاعتكاف في شهر رمضان وكافة أيام السنة مستحب، وخاصةً في شهر رمضان، لأن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، ومن أسباب اعتكاف النبي في العشر الأواخر من رمضان لأن فيها ليلة القدر، وهذا لأن في هذه الليلة جعل الله العمل فيها يساوي ألف شهر، وقد جاء عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم ) رواه ابن ماجه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري.

الحرص على الأخلاق

فمن المعروف أن نبي الله محمد خير الناس خلقاً، وكان كثير التذكير في الحرص على الأخلاق في الشهر الفضيل، وكان يحذر من سوء الأخلاق دوماً وخاصة في شهر رمضان، وقد جاء في حديث للرسول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(الصيام جُنَّة، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث، ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم، إني صائم) رواه أبو داود. 

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان خطبة الرسول في استقبال شهر رمضان، فبعد أن ذكرنا تفاصيل هذه الخطبة، أرفقنا في سطوره كيف كان يستقبل الرسول شهر رمضان، وأعماله في رمضان.

المراجع

  1. ^ islam4u.com , خطبة الرسول الاعظم بمناسبة شهر رمضان المبارك , 11/03/2024
  2. ^ مختصر الشمائل , عبدالله بن عباس ، الألباني ، 303 ، صحيح
  3. ^ islamweb.net , رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم , 11/03/2024

اسئله عامه ، اسئله ثقافيه ، اسئلة مسابقات ، اسئلة ذكاء ، اسئلة دينية ، اسئلة محرجه ، اسئلة كرسي الاعتراف ، اسئلة للاطفال ، يوزرات انستا ، مقدمة بحث ، خاتمة بحث ، مقدمه وخاتمه انجليزي ، الغاز وحلول ، الغاز مع الحل ـ لغز صعب ، الغاز صعبه ، الغاز سهله ، الغاز مضحكة ، نكت مضحكة قصيرة ، نكت تحشيش ، لو خيروك ، اسماء قروبات ، اسماء حسابات تيك توك ، دعاء التوبة من الذنب المتكرر ، عبارات يوم الجمعه ، باقات سوا مكالمات فقط لمدة شهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *