جدول المحتويات
حكم معاداة اولياء الله بأي نوع من المعاداة، فالناس عند الله تعالى مقامات، ومنهم من كان تقياً قائماً ليله ومصلياً نهاره ومستغرقاً في طاعاته في كل وقت، سواء في وقت عمله أو وقت فراغه وراحته، ومنهم من كان يمتلك الوقت، ولا يقوم بأداء العبادات ويغفل عنها، ومنهم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه باسم أولياء الله، الذين قد يتعرض الناس لهم بالأذى والمعاداة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على من هم أولياء الله وحكم التعرض لهم.
من هم أولياء الله
بتعريف بسيط، أولياء الله هم أهل الإيمان، وهذا ما قاله أهل العلم فيهم، وقد وضح أهل العلم اللبس الحاصل في هذا المصطلح من حيث إن هناك مغالطة كبيرة في ذلك قد توقع الإنسان في الإثم وغضب الله تعالى، وقالوا إن أولياء الله ليس هم من يتم تقديسهم من قبل الناس وهم أصحاب الخرافات، فترى الناس يقدسونهم ويجلوهم ويتشفعون بهم، وقد يبنون لهم مزارات يقومون بزيارتها والتضحية بها للتشفع بهم من أجل حاجة أو شفاء مريض وما نحو ذلك، وهذه هي البدع بعينها والعياذ بالله، وإنما أولياء الله هم الذين يؤدون عباداتهم على خير وجه، سواء كانوا نساءً أو رجالاً، سواء كانوا مزارعين أو أطباء أو عمال عاديين وأي إنسان تقي، وقال الله تعالى فيهم: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}[1].
شاهد أيضًا: حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور
حكم معاداة اولياء الله بأي نوع من المعاداة
لا يجوز معاداة اولياء الله وقد ورد في ذلك تحريم ووعيد من الله تعالى بمحاربته وعده البعض من الكبائر، وهذا عليه إجماع لما ورد في الأحاديث الصحيحة عنه، ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن أبو هريرة -رضي الله عنه- قال، إن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: {إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ}[2].
شاهد أيضًا: ما حكم تمني الموت والدعاء على النفس بالموت
ما معنى معاداة أولياء الله
معاداة أولياء الله لا تعني المعاداة بالحقوق المالية ومنازعتهم على الحقوق وحسب، وإنما باب المعادة أكبر من ذلك بكثير، وأسبابها متنوعة للغاية، ومن أنواع المعادلة هو معاداتهم لأجل طاعتهم وخضوعهم لله ووقوفهم عند حدوده ونهي ما نهي عنه، والتزامهم بأوامر الله تعالى ونبيه الكريم -عليه الصلاة والسلام- في كل فعل يفعلونه، وهذا قد يتعارض بالمطلق مع شهوات ومصالح أصحاب النفوس الضعيفة، مما يجعلهم يَهمّون بمعاداة أولياء الله من باب السعي وراء الشهوات.[3]
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم معاداة اولياء الله بأي نوع من المعاداة، والذي تعرفنا من خلاله على من هم أولياء الله وما حكم معاداتهم في الشرع مع الدليل على ذلك، كنا تعرفنا على معنى معاداة أولياء الله.
المراجع
- ^ سورة يونس , الآيتان 62 و 63
- ^ صحيح البخاري , أبو هريرة، البخاري، 6502، صحيح
- ^ alukah.net , من أقوال العلماء: لنحذر من: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) , 29/05/2022