حكم متابعة إمام الصلاة في افعال الصلاة

حكم متابعة إمام الصلاة في افعال الصلاة وعدم مسابقته في الشريعة الإسلامية، فقد يجهل كثرٌ من عامة المسلمين أهمية متابعة الإمام في الصلاة وما يترتب على المسلم الذي يُخالف ذلك الفعل، وهل يُمكن للمرأة أن تكون إمامًا في الصلاة كما الرجال هو ما سيقف للحديث عنه موقع مقالاتي وسيُضاء على بعض الأحكام الخاصة بالإمام والمأموم في الشريعة الإسلامية.

فَضْل الإمامة في الصلاة

إنّ الإمامة في الصلاة لها شرف جليل عظيم وهي وظيفة يوكلها الناس إلى مَن يتوسمون فيهم الخير والصلاح، وقد رغب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا في الإمامة وذكر في الأخبار أنّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مرني بعمل أعمله، قال: كن إمام قومك، قال: فإن لم أقدر، قال: فكن مؤذنهم.[1]

شاهد أيضًا: حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة

حكم متابعة إمام الصلاة في افعال الصلاة

إنّ حكم متابعة إمام الصلاة في افعال الصلاة واجب على المسلم وقد روي في ذلك عن الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: “سَقَطَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن فَرَسٍ – ورُبَّما قالَ سُفْيَانُ: مِن فَرَسٍ – فَجُحِشَ شِقُّهُ الأيْمَنُ، فَدَخَلْنَا عليه نَعُودُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى بنَا قَاعِدًا وقَعَدْنَا – وقالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: صَلَّيْنَا قُعُودًا – فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قالَ: إنَّما جُعِلَ الإمَامُ لِيُؤْتَمَّ به، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وإذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وإذَا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، فَقُولوا: رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ، وإذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا”،[2] والله هو الأعلم بكل أمر.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الكلام اثناء خطبة الجمعة

حكم إمامة المرأة في الصلاة

إنّ مسألة إمامة المرأة في الصلاة للنساء هي مسألة خلافية بين العلماء، فمنع الإمام مالك -رحمه الله- إمامة المرأة في الصلاة حتى للنساء، أمّا الشافعي فقد أجاز إمامة المرأة للنساء وقال بذلك جمع من الصحابة من بينهم عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأم سلمة وبذلك قال الأوزاعي والثوري، فلا تتقدم المرأة الصفوف وإنّما تُصلي في الصف الأول في المنتصف.[4]

شاهد أيضًا: حكم الإنصات لخطبة الجمعة هل هو واجب

حكم تأخر المأموم عن الإمام

إنّ تأخر المأموم عن الإمام عمدًا في أثناء الركع والسجود حتى يرفع الإمام قبل اطمئنان المأموم لا يُبطل الصلاة، وأمّا المُبطل هو أن يتخلف المأموم في ركن كامل عمدًا بحيث يرفع الإمام من السجود أو الركوع وذلك قبل شروع المأموم فيهما، وقد ذكر ابن قدامة في كتابه المغني: ” فإن سبق الإمام المأموم بركن كامل مثل أن ركع ورفع قبل ركوع المأموم لعذر من نعاس أو زحام أو عجلة الإمام، فإنه يفعل ما سبق به ويدرك إمامه، ولا شيء عليه، نص عليه أحمد… إلى أن قال: وإن فعل ذلك لغير عذر بطلت صلاته، لأنه ترك الائتمام بإمامه عمدا”، والله هو الأعلم بالصواب.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة

آداب الإمامة والاقتداء

إنّ من آداب الإمامة والاقتداء في الإسلام:[6]

• أن يخفف الإمام الصلاة، وقد ذكر أنس بن مالك -رضي الله عنها- في قوله: “ما صليت خلف أحد صلاة أخف ولا أتم من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
• ألا يُكبر الإمام حتى يفرغ المؤذن من الأذان ومن الإقامة ويتأكد من استواء الصفوف.
• أن يرفع الإمام من صوته في التكبير ولا يرفع المأموم إلا بالقدر الذي يعينه على سماع نفسه.
• أن ينوي الإمام إمامة النّاس في الصلاة حتى يُحصل فضل الإمامة، أما لو لم ينو ونوى النّاس الاقتداء صحت الصلاة ونالوا فضل القدوة.

مكروهات الإمامة والاقتداء

من مكروهات الإمامة والاقتداء:[7]

• ذهب أصحاب المذهب الحنفي إلى كراهة إمامة الأمرد صبيح الوجه كراهة تنزيهية حتى ولو كان أعلم القوم إن كان يُخشى على النّاس من الفتنة والشهوة وتكره إمامة السفيه والمفلوج والأبرص المنتشر برصه والأعرج والحاقن البول والمجذوم والمجبوب ومقطوع الي وشابر الخمر وآكل الربا والنمّام والمرائي.
• ذهب أصحاب المذهب المالكي إلى كراهة إمامة ذي سلس كبول أو نحو ذلك وصاحب قرح، وتُكره إمامة غير المختون ومجهول الهوية ومجهول النسب.
• ذهب أصحاب المذهب الشافعي إلى كراهة مَن لا يتحرز عن النجاسة أو الإمام المتغلب على الإمامة وهو لا يستحقها، أو مَن يكرهه قومه لأمر مذموم مثل إكثار للضحك، وتكره إمامة مجهول النسب أو مجهول الأب أي ولد الزنا إلا لمثله، وتُكره إمامة الصبي ولو كان أفقه من البالغين.
• ذهب أصحاب المذهب الحنبلي إلى كراهة إمامة الأعمى والأصم والأعشى والرجل غير المختون ولو كان بالغًا، ومقطوع اليدين أو يد واحدة ومقطوع الرجلين إلا لمثله.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم متابعة إمام الصلاة في افعال الصلاة وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على آداب الإمام والاقتداء وما هي مكروهات الإمامة، وما حكم إمامة المرأة لغيرها من النساء ونحو ذلك.