حكم كل لهو يضل عن سبيل الله

حكم كل لهو يضل عن سبيل الله هو الحكم الشرعي الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة لقمان، فقد خلق الله الإنسان على أحسن حال وأمرهم بعبادته وتقواه والابتعاد عن كل ما هو ضلالة وبعدٌ عن سراطه المستقيم، وفي هذا المقال سنوضّح معنى لهو الحديث، وحكم كل لهو يضل عن سبيل الله، وتفسير الآية التي ورد فيها لهو الحديث، وسبب نزولها.

معنى لهو الحديث

إنّ معنى اللهو في اللغة العربية هو اللعب والتسلية، والملهى هو مكان اللعب والتسلية، والتّلهي عن شيء هو الانشغال عنه، أما لهو الحديث الذي ورد في القرآن الكريم فقد فُسّر بأكثر من معنى، فقد فسّره البعض إنّه الكلام الذي يحث على المعصية، وكل مافيه فسوق ومنكر، وقد قال آخرون أنَّه كلام الكفر وما شابهه، كما فُسر لهو الحديث على أنَّه الأغاني التي تحتوي على الفجور وكلامٌ حرّمه الله، والأصح في القول أن لهو الحديث هو كل كلام يلهو ويشغل قلب الإنسان عن طاعة الله وعبادته، فقد خلق الله الإنسان ليعمّر الأرض بالخير والعدل والطاعة والعبادة، وكل ما يلهيه عن ذلك فهو يخالف المهمة التي أوجده الله من أجلها، والله أعلم.[1]

حكم كل لهو يضل عن سبيل الله

ميّز الله الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل، وجعله أرقى ما خلق على وجع الارض، وكلّفه بعبادته وتقواه واتّباع أوامره والابتعاد عن نواهيه، فعلى الإنسان المؤمن أن يستغل نعمة العقل التي وهبه إيّاها في التّقرب إلى الله، وكسب رضاه، وعن حكم كل لهو يضلّ عن سبيل الله هو محرّم، فكل ما يبعد الإنسان عن ذكر الله وعبادته وتوحيده هو محرّم، وقد ورد في قوله تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ”[2]، وفي هذه الآية دليل واضح على العذاب الذي ينتظر من يلتهي بهو الحديث عن ذكر الله وعبادته، كما قال تعالى في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ“[3]، والفوز العظيم لمن اتقى الله واتّبع هديه وهداه.[4]

شاهد أيضًا: عدد ايات سورة لقمان

سبب نزول الآية التي ورد فيها لهو الحديث

ذُكر لفظ لهو الحديث في قوله تعالى في سورة لقمان : “”وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ”، وفي سبب نزول هذه الآية وردنا أنَّ النضر بن الحارس كان تاجرًا يسافر إلى بلاد فارس، فيعود مشتريًا أخبار الأعاجم ويرويها لقريش، ويقول وهو يروي هذه الأخبار إنَّ محمدًا -صلّى الله عليه وسلّم- يحدثكم حديث عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم و اسفنديار، فيتركون الاستماع إلى القرآن الكريم ويستمعون له، فنزلت في ذلك هذه الآية، كما قيل في سبب نزول هذه الآية عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه، عن ابن عباس أنَّهذه الآية نزلت في رجل اشترى جارية لتغنّي له وتطربه، فنزلت في ذلك هذه الآية لتحرّم الغناء، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: استدل من سورة لقمان على أهمية العقيدة الإسلامية

وفي هذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي وضّح معنى كلمة لهو الحديث في اللغة وفي سياق القرآن الكريم، كما بيّن حكم كل لهو يضل عن سبيل الله ، وسبب نزول هذه الآية التي تحثّ كل مسلم على الابتعاد عن كلّ ما يشغل الإنسان عن طاعة الله وعبادته وتقواه، لكسب رضاه وجنّة الخلد، والابتعاد عن عذاب جهنم المهين بإذنه تعالى.