جدول المحتويات
حكم قول ماشاء الله وشئت هو من الأحكام التي تتعلق ببعض الألفاظ التي تترد على ألسنة الناس أحياناً سواء كانت بقصد أو عن غير قصد، دون أن يدرك أهوال ما يقوله أو معانيه وحكمه في الشرع، ولذلك فقد أوضح الشرع الإسلامي العديد من هذه المسائل كما هذه المسألة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان هذه المسألة الشرعية في أقوال العلماء والحكمة من هذا الحكم مع الدلائل الشرعية على ذلك.
حكم قول ماشاء الله وشئت
قول ما شاء الله وشئت محرم شرعاً وهو من أنواع الشرك الأصغر، فقد نهى النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في حياته الكريمة عن هذا الأمر، لما له من كفر كبير قد يترتب على المسلم دون أن يدري بذلك، فعندما يقول الإنسان “ما شاء الله” وحدها، فهذا من مستحبات القول فالله وحده هو الذي يشاء ما يريد، ولكن قول شخص لشخص آخر “ما شاء الله وشئت” فهذا يعني أن الشخص قائل هذه الكلمة يشبه مشيئة الله بمشيئة الشخص الذي يوجه له الكلام، وهذا بحد ذاته يخالف تمام التوحيد والاعتراف لله وحده بالقدرة، والله أعلم.[1][2]
شاهد أيضًا: حكم الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الواجبات
حكم قول ماشاء الله وشئت ابن باز
في سؤال الإمام ابن باز -رحمه الله تعالى- عن هذه المسألة الشرعية، أجاب بما يلي:[1]
فهذا الباب عقده المؤلف لبيان ما قد يقع من بعض الناس من الأغلاط في قولهم: ما شاء الله وشاء فلان، ويبين في هذا الباب أن الأدلة الشرعية دلت على أن من تمام التوحيد وكماله أن يقول: ما شاء الله ثم فلان، لولا الله ثم فلان، ولا يقل: ما شاء الله وشاء فلان، أو يقول: لولا الله وفلان، فهذا نوع من الشرك؛ لأنه ساوى بين المخلوق وبين الله بالواو، فلهذا جاء النهي عن ذلك.
ما الحكمة من تحريم قول ماشاء الله وشئت
الحكمة من تحريم قول ما شاء الله وشئت جاءت في صميم إتمام التوحيد، فقد اهتم النبي -عليه الصلاة والسلام- بحماية التوحيد، وسد حماه لذرائع الشرك التي قد يقع بها المؤمن عن قصد أو غير قصد، فقول “ما شاء الله وشئت” فيها خدش للتوحيد الذي هو رسالة نبينا والأنبياء من قبله لأهل الأرض، وهو جوهر الرسائل السماوية التي أرسلها الله، ومن سمات التوحيد لله هو الإقرار له وحده بالمشيئة، وهذا ينطوي على قدرته على كل شيء، فَبمشيئته يرزق الناس ويدخلهم الجنة ويسير الكون بأكمله بها.[2]
شاهد أيضًا: ما هو حكم دخول غير المسلمين مكة
الدليل الشرعي على تحريم قول ماشاء الله وشئت
لقد وردت في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تحرم هذا القول لما يؤدي من إشراك بالله عز وجل والعياذ بالله، ومن ذلك نذكر ما رواه الصحابي عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- إذ قال: “قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لما قال له رجلٌ : ما شاء اللهُ وشئتَ: أجعلتَني للهِ ندًّا؟ ما شاء اللهُ وحدَه”[3]، وفي هذا الحديث لا يوجد نهي من المصطفى وحسب، وإنما يوجد تحريم وحتى ولو كان اللفظ موجه لحضرته، فالمشيئة هي لله وحده فقط دون سواه، ولا حتى الأنبياء فهم من خلق الله.
قول ما شاء الله ثم شئت هو من الألفاظ
قول ما شاء الله ثم شئت هو من الألفاظ التي لا حرج فيها، فهناك فرق كبير بين قول “ما شاء الله وشئت” وقول ما شاء الله ثم شئت”، فالمشيئة في كل أمر هي لله تعالى وحده فقط، ومشيئة كل الخلائق تأتي بعد مشيئة الله، وحتى ولو كان من الأنبياء، فلا يجوز أن يقول المسلم “ما شاء الله وشاء النبي” وإنما يقول “ما شاء الله ثم شاء النبي”، وفي دليل ذلك، نذكر ما ورد في صحيح أبي داود عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: “لا تقولوا: ما شاء اللهُ وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء اللهُ، ثم شاء فلانٌ”[4]
شاهد أيضًا: ما حكم من ترك الوقوف بعرفة وما وقته
قول ما شاء الله ثم شئت شرك أكبر أو أصغر
قول ما شاء الله ثم شئت هو شرك أصغر، فهناك فرق كبير بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر، فالشرك الأكبر هو ما يقود الإنسان إلى الكفر بالله من خلال جعل أحداً هو ند لله في العبادة، فيقوم بالتضرع له كما كان يتضرع الكفار إلى الشمس أو القمر أو الأصنام وما إلى ذلك، وللشرك أكبر عدة أنواع وجميعها تضع الإنسان في حكم المرتد عن الدين، أما الشرك الأصغر فهو الذي يكون ذريعة للوقوع في الشرك الأكبر، ولكن فاعله لا يخرج من الدين، وغالباً ما يكون الشرك الأصغر هو شرك لفظي، وهذا مثل القول السابق أو الحلفان بغير الله، أز الرياء اليسير في أقوال وأفعال المسلمين.[5]
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم قول ماشاء الله وشئت، والذي وقفنا من خلاله على استبيان هذه المسألة الشرعية في أقوال العلماء والحكمة من هذا الحكم مع الدلائل الشرعية على ذلك، كما تعرفنا على حكم هذا القول بألفاظ أخرى.
المراجع
- ^ binbaz.org.sa , باب قول ما شاء الله وشئت , 23/05/2022
- ^ islamweb.net , لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان , 23/05/2022
- ^ مجموع فتاوى ابن باز , عبدالله بن عباس، ابن باز، 28/2، صحيح
- ^ صحيح أبي داود , حذيفة بن اليمان، الألباني، 4980، صحيح
- ^ islamqa.info , ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟ , 23/05/2022