ما هو حكم عمليات التجميل في الاسلام

ما هو حكم عمليات التجميل في الاسلام، فظاهرة عمليات التجميل تنتشر بكثرة بين المسلمين، منها ما يكون بداعٍ كإخفاء تشوه أو نحو ذلك، ومنها ما يكون لزيادة الحسن والجمال والاعتناء بالمظهر العام للشخص سواء كان ذكرًا أم أنثى، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع مقالاتي لبيان الحكم الشرعي في عمليات التجميل بأسبابها المختلفة، إضافة للوقوف مع بعض العنوانات المتعلقة بمسألة التجميل.

ما هو حكم عمليات التجميل في الاسلام

إنّ حكم عمليات التجميل في الإسلام يحتاج إلى تفصيل لمعرفة الحكم الدقيق في هذه المسألة؛ فعمليات التجميل تنقسم قسمين:[1]

• الأول: هو ما كان لإزالة عيب ناتج عن حادث أو حرق أو تشوه أو نحوه، أو ربما كان لإزالة شيء ولد مع الإنسان كالإصبع الزائدة أو الشفة المشقوقة ونحو ذلك، وهذا النوع جائزٌ شرعًا، ومما يدل عليه حديث عرفجة بن أسعد -رضي الله عنه- الذي يقول فيه: “أُصِيبَ أنفِي يومَ الكِلابِ في الجاهليةِ فاتخذتُ أنفًا من ورِقِ فأنتنَ عليّ، فأمرنِي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن أتّخذ أنفًا من ذهبٍ”،[2] ويقول الإمام النووي في تعليقه على حديث النامصة: “وَأَمَّا قَوْله: (الْمُتَفَلِّجَات لِلْحُسْنِ) فَمَعْنَاهُ يَفْعَلْنَ ذَلِكَ طَلَبًا لِلْحُسْنِ، وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْحَرَام هُوَ الْمَفْعُول لِطَلَبِ الْحُسْن، أَمَّا لَوْ اِحْتَاجَتْ إِلَيْهِ لِعِلاجٍ أَوْ عَيْب فِي السِّنّ وَنَحْوه فَلا بَأْس، وَاللَّه أَعْلَم”.
• الثاني: هو ما كان لزيادة الحسن في نظر صاحبها، وهي ما يفعله الناس طلبًا للحسن والجمال الزائد، كتصغير الأنف وتكبير الثديين ونحو ذلك، وهذا يُعدّ تغييرًا لخلق الله تعالى، وفي هذا يقول تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا}،[3] فهم بذلك تبع للشيطان ينفذون ما يأمرهم به، وهذا النوع محرّم، والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم الإنتحار شرعا وحكم الصلاة على المنتحر والدعاء له

حكم عمليات التجميل إسلام ويب

قال القائمون على الفتوى في موقع إسلام ويب إنّ حكم عمليات التجميل يتبع للحالة التي تتطلب إجراء العملية؛ فإن كان سبب عملية التجميل تشوه عارض أو خلقي فإنّه يجوز إجراء العملية ولا بأس بها، ولكن إن كان سبب العملية هو طلب الحسن الزائد والجمال الزائد في نظر صاحبها فهذا يحرُم لما فيه من تغيير لخلق الله تعالى، ويساند هذا القول حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- الذي يقول فيه: “لَعَنَ اللهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللهِ ما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في كِتابِ اللهِ”،[4] وهذا من عمل الشيطان الذي يدعو الناس لتغيير خلق الله كما يقول تعالى على لسان إبليس في القرآن الكريم: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا}،[5] والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ما حكم الاستهزاء بالدين والمتمسكين به

حكم عمليات التجميل للزوج

إنّ حكم عمليات التجميل التي تقوم بها بعض النساء من أجل إرضاء الزوج أو لفت انتباهه أو نحو ذلك من دون أن يكون لها داعي فإنّها محرّمة لا تجوز، فبعض النساء تلجأ لعمليات التجميل لشد الزوج نحوها ولفت انتباهه، أو أن تفعلها لتخفي علامات التقدم في السن من شد الوجه أو ترهلات الجسم ونحو ذلك، وهذا لا يجوز شرعًا، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: ما حكم تزويج المرأة نفسها

هل عمليات التجميل من الكبائر

لم يرد عن علماء المسلمين حديث حول أنّ عمليات التجميل من الكبائر أم لا، ولكنّ الذي ذكروه أنّ فاعلها ملعون بحديث ابن مسعود -رضي الله عنه- إن كان دافعه لذلك تغيير خلق الله -تعالى- كما جاء في حديث ابن مسعود المشهور،[6] واللعن معناه هو الطرد من رحمة الله تعالى، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: حكم السمع والطاعة لولاة الأمر في الإسلام

وإلى هنا يكون قد تم مقال ما هو حكم عمليات التجميل في الاسلام بعد الوقوف على حكم هذه العمليات في الإسلام، وبعد معرفة بعض الأحكام الأخرى المتعلقة بهذه المسألة.