حكم صيام يوم الجمعة

حكم صيام يوم الجمعة، فقد وردت عدة أحاديث شريفة صحيحة في هذه المسألة الشرعية، وقد أقر العلماء فتواهم فيها استنادا على ما ذكر في هذه الأحاديث الشريفة والنصوص الشرعية التي دلت على ذلك، كما ورد حكمها في أكثر من موضع ووجه وحالة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان هذه المسألة الشرعية في أكثر من وجه وأكثر من قول من أقوال العلماء فيها.

حكم صيام يوم الجمعة

يجوز صيام يوم الجمعة في حالة القضاء، وفي حالة عدم الإفراد في صيام التطوع مع استحباب صيام يوم قبله، أو بعده لتزول الشبهة، فقد نظر أهل العلم في هذه المسألة الشرعية في ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن أدلة ذلك نذكر ما ورد في الحديث الشريف الذي رواه الصحابي أبو هريرة -رضي الله عنه- من قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إنَّ يومَ الجمعةِ يومُ عيدٍ، فلا تجعلوا يومَ عيدِكُم يومَ صيامِكُم، إلَّا أن تصوموا قبلَهُ أو بعدَهُ”[1]، وفي قول بعض العلماء أن صيام التطوع في يوم الجمعة لمن كان يعمل، ويشق عليه الصوم في العمل، ولا يمتلك وقت لذلك إلا يوم الجمعة فلا بأس في ذلك، وذلك بالاستناد إلى قول الإمام أحمد أن من صام يوم الجمعة بلا قصد فلا بأس، والله وحده أعلم.[2][3][4]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة

ما حكم صيام يوم الجمعة منفردا

لا يجوز صيام يوم الجمعة منفردا إلا في حال صيام الفرض، وهذا يشمل صِيام رمضان أو القضاء مما فات على المؤمن من رمضان وفق ما أباح الله تعالى، أو في حالة النذر وما إلى ذلك، كمن كان ينذر صيام عرفة وصادف هذا اليوم يَوم الجُمعة، فلا حرج في ذلك، وعلى الخلاف من ذلك، فقد أفتى الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- أن من صام الجُمعة بلا قصد فلا بأس، ففي ما تم به تفسير قول النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في ذلك، كما جاء في شرح زاد المستقنع لأحمد الخليل، أن “المنهي عنه هو تقصد الجُمعة بالصيام”، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: حكم صيام القضاء يوم الجمعة

حكم صيام يوم الجمعة تطوعا

لا يجوز صيام يوم الجمعة تطوعا في حال إفراده بالصيام، واستحباب صوم يوم قبله أو بعده لزوال الشبهة، وهذا الغالب عند أهل العلم كما ورد في الكتب والنصوص الشرعية، وكما ورد في الحديث الشريف الذي شرحناه سابقاً، أما إذا صادف صيام التطوع في يَوم الجُمعة لصومٍ كان يعتاده، فإنه لا حرج عليه في ذلك، وهذا ما أفتى به العديد من العلماء ومنهم الإمام والعلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في هذه المسألة، وفي مثال هذه المصادفة كما ذكر الإمام، يوم عرفة ويوم عاشوراء إن صادف أن المرء اعتاد صيامه، وأتى هذا اليوم في يَوم الجُمعة.[3]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة منفرداً

حكم صيام يوم الجمعة إذا كان قضاء

يجوز صيام يوم الجمعة إذا كان قضاء في إجماع غالبية أهل العلم، وإنما جاء النهي عن تخصيص يَوم الجُمعة للصوم في حالة التطوع، وفي هذا التفصيل الذي ذكرناه سابقاً، وخلاصة الحكم أن صِيام الجُمعة لقضاء ما فات من رمضان جائز بإجماع أهل العلم مع الاستحباب في جعله في غير هذا اليوم، أو صِيام يَوم قبلها أو بعدها من باب الاحتياط حتى تزول الشبهة في ذلك، ولا يكون هناك خلاف في ذلك لأمر النبي -عليه الصلاة والسلام- والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام القضاء يوم الجمعة

حكم صيام يوم الجمعة والسبت

يجوز صيام يوم الجمعة والسبت معاً وفق ما أمر النبي بصيام يوم قبل الجمعة أو بعده، فالمنهي عنه هو الإفراد بأحدهما، وهذا النهي نهي كراهة وليس نهي تحريم، وهو في الغالب عند أهل العلم والله أعلم، والمقصود بنهي الكراهة لا التحريم، هو أنها مكروهة لما ذكر عن النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في أكثر من حديث أن الصيام يَوم الجُمعة فقط للفرض من حيث إنه عيد للمسلمين، وأما السبت فهو منهي عنه لما فيه من مبالغة وتعظيم عند اليهود؛ لأنه يوم عيد لديهم، وهذه الكراهة تنتفي إذا كان هناك صيام فرض مثل أيام رمضان والكفارة وقضاء رمضان ونحوها، أو أن يصوم يوم قبلها، أو بعدها كما أمر النبي -عليه الصلاة والسلام، أو في حال المصادفة كيوم الست البيض ووقفة عرفة وما نحوها.[5]

اقرأ أيضًا: حكم صيام يوم الجمعة والسبت

حكم صيام يوم الجمعة ست من شوال

يجوز صيام يوم الجمعة ست من شوال في حال صام يوم قبله، أو بعده ولا يجوز إفراده في هذا الصيام، وهذا الراجح عند أهل العلم مستندون في فتواهم على ما ورد صحيح مسلم مما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- من قول النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في كراهة ذلك: “لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بقِيَامٍ مِن بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَومَ الجُمُعَةِ بصِيَامٍ مِن بَيْنِ الأيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكونَ في صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ”[6]، وتزول الكراهة في ذلك أن أتبعه بيوم، أو سبق عليه يوم، حتى لا يكون المقصود هو تخصيص يَوم الجُمعة بعينه لهذا الغرض.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة في شهر شعبان

حكم صيام يوم الجمعة إذا صادف أيام البيض

يجوز صيام يوم الجمعة إذا صادف أيام البيض إذا صادف يوم الجمعة في أحد أيامها، فقد جاء النهي والكراهة على تخصيصها أو إفرادها في ذلك، وفضل الأيام البيض يستحب في الثالث والرابع والخامس عشر من كل شهر، وحتى لو صادفت في الأيام التي نهى النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- عن صيامها، لأن حضرة المصطفى قصد عدم تخصيصها بعينها أو إفرادها في هذا الصيام، والله وحده أعلم.[7]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجة

حكم صيام المرأة يوم الجمعة

حُكم صِيام المرأة يَوم الجمعة جائز إذا كان قضاء أو في حالة عدم الإفراد والتخصيص، ففي الشرع يقع في صيام الجمعة للرجل ما يقع على صيام المرأة من أحكام كما ذكرناه سابقاً في سياق هذا المقال، والله تعالى أعلم.[2]

أحب الأعمال يوم الجمعة

هناك العديد من المستحبات من الأعمال يوم الجمعة، وهذا ينطوي على الكثير من العبادات التي يؤديها المؤمن في هذا اليوم الفضيل، ومن ذلك نذكر:

• صلاة الجمعة: بعد أن يتطهر ويتطيب، ويتزكى فيذهب إلى الصلاة ويستمع للإمام.
• سورة الكهف: سواء كان في ليلة الجمعة أو نهارها.
• الإكثار من الصلاة على النبي: وهي من وصايا النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف.
• الذكر والاستغفار: وهو أمر إلهي بأن يكثر الإنسان من ذكر الله والاستغفار له.
• الأدعية والسور: بما في ذلك الأدعية المأثورة وغيرها، إضافة إلى الكثير من السور مثل يس والدخان في الليل، والكافرون والإخلاص في المغرب، إضافة إلى التسبيح بحمد الله.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم صيام يوم الجمعة، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أكثر من وجه وفي أكثر من قول، كما تعرفنا على أحب الأعمال في يوم الجمعة.