جدول المحتويات
ما هو حكم صيام ستة أيام من شوال عند المالكية، فغالبية المسلمين يصومون ستة أيام من شهر شوال بعد شهر رمضان لما لها من فضائل منصوص عليها في السنة النبوية الشريفة، وكذلك حثّ عليها كثير من علماء المسلمين، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع مقالاتي لبيان حكم صيام ست من شوال عند المذاهب الإسلامية المختلفة، ولا سيما مذهب الإمام مالك إمام دار الهجرة.
حكم صيام ستة أيام من شوال عند المالكية
قال العلماء إنّ حكم صيام ستة أيام من شوال عند المالكية هو أنّه يُسنّ ذلك، ولكن ليس بالمطلق؛ فقد وضع أئمة المالكية شروطًا لصيام هذه الأيام، فقالوا إنّها مكروهة لمُقتدى به، ولمن خيف عليه اعتقاد، وجوبها إن صامها متصلة برمضان متتابعة وأظهرها، ويُكره صيامها أيضًا لمن كان يعتقد سنيّة اتصالها، وأمّا إذا زالت هذه القيود فلا يُكره صيامها، وقال بعض علمائهم: “كَرِهَ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَلْحَقَ بِرَمَضَانَ مَا لَيْسَ مِنْهُ مِنْ أَهْل الْجَهَالَةِ وَالْجَفَاءِ، وَأَمَّا الرَّجُل فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ فَلاَ يُكْرَهُ لَهُ صِيَامُهَا”، والله أعلم.[1]
اقرأ أيضًا: حكم الإفطار في صيام ست من شوال
صيام الست من شوال عند المذاهب الأربعة
لقد اختلفت أحكام المذاهب الأربعة حول صيام أيام شوال الستة، وتفصيل ذلك كما يأتي:
قول الحنفية
ذهب متقدمو الحنفية إلى كراهة صيام هذه الأيام، فقال الإمام أبو حنيفة إنّ صيام هذه الأيام الستة متتابعة أو متفرقة مكروهة، بينما قال أبو يوسف إنّ صيام هذه الأيام متفرقة غير مكروه، وذهب المتأخّرون منهم إلى أنّه لا بأس بصيامها، قالوا: “وَالْمُخْتَارُ أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ، لأَِنَّ الْكَرَاهَةَ إِنَّمَا كَانَتْ؛ لأَِنَّهُ لاَ يُؤْمَنُ مِنْ أَنْ يُعَدَّ ذَلِكَ مِنْ رَمَضَانَ، فَيَكُونَ تَشَبُّهًا بِالنَّصَارَى، وَالآْنَ زَال ذَلِكَ الْمَعْنَى، وَاعْتَبَرَ الْكَاسَانِيُّ مَحَل الْكَرَاهَةِ أَنْ يَصُومَ يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَصُومَ بَعْدَهُ خَمْسَةَ أَيَّامٍ، فَأَمَّا إِذَا أَفْطَرَ يَوْمَ الْعِيدِ، ثُمَّ صَامَ بَعْدَهُ سِتَّةَ أَيَّامٍ فَلَيْسَ بِمَكْرُوهٍ، بَل هُوَ مُسْتَحَبٌّ وَسُنَّةٌ”، والله أعلم.[1]
اقرأ أيضًا: حكم إفراد الجمعة في صيام ست من شوال
قول المالكية
ذهب المالكية إلى أنّ صيام الأيام الستة من شوال سنة ولكن بشروط، جاء في الموسوعة الفقهية: “كَرِهَ الْمَالِكِيَّةُ صَوْمَهَا لِمُقْتَدًى بِهِ، وَلِمَنْ خِيفَ عَلَيْهِ اعْتِقَادُ وُجُوبِهَا، إِنْ صَامَهَا مُتَّصِلَةً بِرَمَضَانَ مُتَتَابِعَةً وَأَظْهَرَهَا، أَوْ كَانَ يَعْتَقِدُ سُنِّيَّةَ اتِّصَالِهَا، فَإِنِ انْتَفَتْ هَذِهِ الْقُيُودُ اسْتُحِبَّ صِيَامُهَا”، والله أعلم.[1]
قول الشافعية والحنابلة
إنّ صيام ستة أيام من شهر شوال سنّة في المذهبين الشافعي والحنبلي، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية نقلًا عن فقهاء المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي ما يأتي: “صَرَّحَ الشَّافِعِيَّةُ، وَالْحَنَابِلَةُ: بِأَنَّ صَوْمَ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ -بَعْدَ رَمَضَانَ- يَعْدِل صِيَامَ سَنَةٍ فَرْضًا، وَإِلاَّ فَلاَ يَخْتَصُّ ذَلِكَ بِرَمَضَانَ وَسِتَّةٍ مِنْ شَوَّالٍ، لأَِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشَرَةِ أَمْثَالِهَا”، والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: حكم جمع نية صيام ست من شوال والبيض
هل يجوز صيام الست من شوال قبل القضاء
قال العلماء إنّ صيام أيام شوال قبل القضاء جائز عند جمهور العلماء، وهو جائز مع الكراهة عند الشافعية والمالكية، وجائز بلا كراهة عند الحنفية، وقال العلماء إنّه يجوز صيام ستة شوال قبل القضاء “لأن القضاء موسع يجوز فيه التراخي، وصيام الست قد يفوت فيفوت فضله”، والله أعلم.[2]
اقرأ أيضًا: حكم صيام ست من شوال قبل القضاء
فضل صيام الست من شوال إسلام ويب
لقد ذكر مركز الفتوى في موقع إسلام ويب فضائل لصيام الأيام الستة من شوال تتلخّص ببعض الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”،[3] وقوله صلى الله عليه وسلم: “مَن صام رمضانَ وستًّا مِن شوَّالٍ، فقد صام السَّنةَ”،[4] وقوله صلى الله عليه وسلم: “جعل اللهُ الحسنةَ بعشرة أمثالِها، فشهرٌ بعشرةِ أشهرٍ، وصيامُ ستَّةِ أيامٍ بعد الفطرِ تمامُ السَّنةِ”.[5]
وذكروا أنّ هذه الأيام الستة تعوض النقص الحاصل في صيام شهر رمضان، قالوا: “إذ لا يخلو العبد من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبًا في عبادته وطاعته، ويوم القيامة يُؤخذ من نوافل العبد ليجبر بها النقص الذي طرأ على أداء فرائضه”، واستدلوا على ذلك بالحديث الشريف الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ الناسُ به يَومَ القيامةِ مِن أعمالهمُ الصَّلاةُ. قال: يَقولُ رَبُّنا جلَّ وعزَّ لِمَلائِكتِه، وهو أعلَمُ: انظُروا في صَلاةِ عَبدي، أتَمَّها أم نَقَصَها؟ فإنْ كانت تامَّةً كُتِبتْ له تامَّةً، وإنْ كان انتَقَصَ منها شَيئًا قال: انظُروا هل لِعَبدي مِن تَطوُّعٍ؟ فإنْ كان له تَطوُّعٌ قال: أتِمُّوا لِعَبدي فَريضَتَه مِن تَطوُّعِه. ثم تُؤخَذُ الأعمالُ على ذاكم”،[6] والله أعلم.[7]
مقالات مقترحة
نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:
وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم صيام ستة أيام من شوال عند المالكية بعد معرفة حكم صيام هذه الأيام عند فقهاء المذهب المالكي، وبعد معرفة الحكم عند المذاهب الأربعة، إضافة للوقوف على شيء من فضائل صوم هذه الأيام.
المراجع
- ^ shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية ص92 - 93 , 09/04/2024
- ^ islamweb.net , حكم البداءة بصيام الست من شوال قبل القضاء , 09/04/2024
- ^ صحيح مسلم , مسلم، أبو أيوب الأنصاري، رقم الحديث: 1164، حديث صحيح.
- ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان، ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث: 3635، أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه.
- ^ صحيح الترغيب , الألباني، ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث: 1007، حديث صحيح.
- ^ سنن أبي داود , أبو داود، أنس بن حكيم الضبي، رقم الحديث: 864، سكت أبو داود عن هذا الحديث وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
- ^ islamweb.net , فضل صيام ست من شوال , 09/04/2024