جدول المحتويات
حكم صلاة الكسوف هو أمر يشغل عدد كبير من الأشخاص وذلك لأنهم قد يقومون بأداء صلاة الكسوف دون أن يعلموا ما هو الحكم الخاص بها، ودون حتى العلم بما هو الكسوف ولماذا تقام صلاته، وهل هي فريضة واجبة أم لا؛ لذا فسيصحبكم موقع مقالاتي في رحلة دينية لنتعرف من خلالها على حكم صلاة الكسوف، وبعض المعلومات حولها وذلك عن طريق السطور القادمة.
حكم صلاة الكسوف
قبل أن نتعرف معًا على حكم صلاة الكسوف نود بدايةً أن نشير إلى معنى كسوف الشمس وما هي صلاة الكسوف، فكسوف الشمس يعني أن تكون الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة، ونظرًا لتواجد القمر في المنتصف بين الأرض والشمس، فيكون قرص القمر مظلم، فيقوم بعبور قرص الشمس المضيء.
لذا فيعد هذا الحدث معجزة ألهيه، وعند رؤيته يعجز الإنسان عن التعبير فلا يقول سوى سبحان الله العظيم القادر على كل شيء الذي يقول للشيء كن فيكون، وعليه فيقوم الإنسان بالصلاة لله القادر، ويدعو الله ويسبحه ويشكره على النعم الكثيرة التي توجد في حياته، وهذا هي صلاة الكسوف وهي مشروعة للرجال والنساء.
أما عن حكم صلاة الكسوف، فإنها سنة مؤكدة بإجماع الفقهاء الأربعة؛ وذلك لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول: (إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا) متفق عليه.
شاهد أيضًا: ما حكم زيارة القبور للنساء
كيفية أداء صلاة الكسوف
إن العديد من الأشخاص يقومون بأداء صلاة الكسوف، ولكن دون عِلم بالطريقة الصحيحة للقيام بذلك، وهذا ما سنتطرق إليه من خلال الفقرة القادمة، والجدير بالذكر إن صلاة الكسوف عبارة عن ركعتين في كل ركعة يقف الشخص ويقرأ الفاتحة وسورة من القرآن الكريم في كلًا منهما، وبها ركعتان وسجدتان.
فإذا رغب الشخص في أن تكون الصلاة أفضل عليه بالتالي:
أن يكبر تكبيرة الإحرام ويبدأ بدعاء الاستفتاح، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويقرأ الفاتحة وجزء من سورة البقرة ثم يركع ركعة طويلة ويسبح كثيرًا ثم يقوم من الركوع ويسبح ويحمد الله، ثم يقرأ الفاتحة وسورة أخرى من القرآن.
ثم يركع ويطول في الركوع أكثر من الركعة الأولى، ثم يرفع من الركوع فيسبح ويحمد الله، ولا يطول في الوقوف ثم يسجد سجدتين طويلتين، ولا يطيل في الجلوس بيت السجدتين ثم يقوم للركعة الثانية، ويفعل ما قام بفعله في الركعة الأولى ثم يتشهد ويسلم.
كما أن عليه تجنب الجهر، أي أنه لا يصلي بصوت عالي أثناء أداء الصلاة؛ لأنها صلاة نهارية.
الوقت المناسب لصلاة الكسوف
إن صلاة الكسوف لا تجب إلا في المكان الذي حدث فيه الكسوف، وتم رؤيته مباشرةً، وذلك بإجماع فقهاء وشيوخ الدين، ومن ثم فسنعرض لكم بعضًا من آراء شيوخنا الكرام في معرفة الوقت المناسب لصلاة الكسوف على النحو التالي:
الشيخ ابن تيمية
قال الشيخ اين تميمية عن الوقت الصحيح لصلاة الكسوف: “أن العلم بوقت الكسوف والخسوف ممكن وإذا تواطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون، ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علم شرعي، فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تصلى إلا إذا شاهدنا ذلك”.
الشيخ ابن عثيمين
ذكر الشيخ عن وقت صلاة الكسوف: “إذا قال الفلكيون إنه سيقع كسوف أو خسوف، فلا نصلى حتى نراه رؤية عادية، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم ذلك فصلوا). فقال الشيخ الجليل أيضًا: “إن العبرة برؤية العين لا بالمناظير ولا بالحساب”.
الشيخ ابن باز
قال الشيخ أنه لا يشرع لأهل بلد لم يقع عندهم الكسوف أن يصلوا؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علق الأمر بالصلاة برؤية الكسوف لا بالخبر من أهل الحساب بأنه سيقع، ولا بوقوعه في بلد آخر، ذلك استنادًا على حديث النبي الكريم الذي يقول: (فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا ، فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ).
قول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
لا تشرع صلاة الكسوف إلا عند رؤيته بالعين المجردة، ومن ثم فيبدأ وقت صلاة الكسوف من لحظة حدوثه لحين زواله.
شروط صحة صلاة الكسوف
إن صلاة الكسوف مثلها مثل أي صلاة، يجب أن يتوافر بها بعض من الشروط لتكون صحيحة ومقبولة عند الله؛ لذا فسنقدم إليكم هذه الشروط من خلال النقاط المقبلة.
- يفضل أن تصلى في جماعة، لكن ليس هناك ما يمنع من قيام الشخص بالصلاة لوحده.
- يجب أن يتم أداء الصلاة بالمسجد ويجوز للنساء أدائها.
- على الشخص أن يكثر من الدعاء والتضرع لله ويستغفر مع رفع اليدين أثناء الدعاء.
- يفضل أن يطيل الشخص في الصلاة.
- على القائم بالصلاة أن يكمل صلاته حتى في حال انتهاء الكسوف أثناء الصلاة.
اقرأ أيضًا: استخراج الخريطة الفلكية السنوية
الأدلة الخاصة بحكم صلاة الكسوف
تعرفنا من خلال السطور السابقة على الحكم الخاص بصلاة الكسوف بأنه سنة مؤكدة، وذلك بإجماع من جمهور الفقهاء، أما الآن فسنعرض لك بعضًا من هذه الأدلة سواء التي ذكرت في القرآن الكريم أو تلك التي وردت في الأحاديث السنية.
دليل من القرآن الكريم
قوله -تعالى- في سورة فصلت آية 37: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون).
أدلة من السنة النبوية الشريفة
عَنِ المُغيرةِ بن شُعبةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (انْكسَفتِ الشَّمسُ يومَ ماتَ إبراهيمُ، فقال الناسُ: انكسَفتْ لِموتِ إبراهيمَ. فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: إنَّ الشَّمسَ والقَمرَ آيتانِ من آياتِ الله، لا يَنكسِفانِ لِموتِ أحدٍ ولا لِحَياتِه؛ فإذا رأيتُموهما فادْعُوا اللهَ وصَلُّوا، حتَّى يَنجليَ).
سبب الإطالة في صلاة الكسوف
كنا قد تعرفنا في السابق على الحكم الخاص بصلاة الكسوف، وعلى كيفية أدائها وذكرنا أنه على الشخص القائم بالصلاة أن يطيل في صلاة الكسوف؛ لذا فسنقدم لكم سبب الإطالة في هذه الصلاة من خلال السطور القادمة.
حيث إنه في حديث عن عائشة -رضي الله عنها- قالت:
(خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ بِالنَّاسِ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوع الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الْأولَى، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا الله وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا). (رواه البخاري).
إذًا فإن السبب هو قيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالإطالة في صلاة الكسوف، وعليه فنستطيع القول بإن صلاة الكسوف صلاة جامعة، وذلك بناءً على ما عرضناه في الحديث السابق عن الحكم الخاص بصلاة الكسوف، حيث تبين لنا إنه يفضل أن تقام الصلاة بالمسجد في جماعة، وعلمنا أنها سنة مؤكدة عن رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه، وأنها صلاة لا يؤذن لها.
شاهد أيضًا: حكم صلاة الجماعة في المسجد في المذاهب الأربعة
نتمنى أن تكون المعلومات التي عرضنها لكم في السطور السابقة حول حكم صلاة الكسوف مفيدة، حيث تطرقنا إلى بعض الآراء الخاصة بشيوخنا الكرام في هذا الشأن، إلى جانب ذلك فقد عرضنا بعض الأدلة المرتبطة بحكم هذه الصلاة.