جدول المحتويات
حكم صلاة الجماعة في المسجد في المذاهب الأربعة هو موضع جدل وخلاف بين الأئمة الأربعة فاختلفوا فيه، لذا فسيصحبكم موقع مقالاتي في جولة نتعرف من خلالها على حكم صلاة الجماعة في المسجد في المذاهب الأربعة عن طريق ما سنقدمه الآن من معلومات.
حكم صلاة الجماعة في المسجد في المذاهب الأربعة
إن صلاة الجماعة تعني أن مجموعة من الأشخاص يؤدونها في نفس المكان والزمان بوجود إمام يصلي بهم في المسجد، فهي ذات أجر كبير، فتختلف في أجرها عن أجر صلاة الفرد بمفرده في المنزل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنها: ” تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ أو (صلاة الرجل) وحده خمسًا وعشرين صلاة”.
بالرغم من أجرها الكبير والعظيم؛ إلا أنه حدث خلاف حول حكم صلاة الجماعة في المسجد في المذاهب الأربعة، وهذا ما سنقدمه لكم من خلال العناصر التالية:
اقرأ أيضًا: ما حكم الاذان لكل جماعة وضح دلالة الحديث على ذلك
مذهب الحنابلة
لقد أجمع الحنابلة على أن حكم صلاة الجماعة واجب، وبذلك فأنهم يتفقون مع الحنفية في هذا الرأي، وذلك لقوله الله -تعالى- في سورة النساء: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ).
مذهب الحنفية
كما ذكرنا أنهم يقرون أن حكم صلاة الجماعة بالمسجد واجبة، بمعنى أن الشخص عليه أن يلتزم بها، فهم يتفقون في هذا الرأي مع الحنابلة.
مذهب الشافعية
يختلف هنا الشافعية عن الحنابلة والحنفية في حكم صلاة الجماعة بالمسجد، فقالوا أنها فرض كفاية (بمعنى أنها مفروضة شرعًا)، أي أنها فريضة شرعية المسلم ملزم بإدائها.
مذهب الملكية
كان للملكية رأى مخالف لجمهور الفقهاء، فيما يتعلق بحكم صلاة الجماعة في المسجد، فيقولون بأنها سنة مؤكدة والسنة هي كل فعل وتصرف قام به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهذا الرأي استنادًا على حديث الرسول بقوله: “إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم تكون لكما نافلة”، والنافلة تعنى أنها يفضل فعلها ويأخذ عليها الثواب وتركها لا يعني معصية.
حكم أداء الصلاة في المسجد
كنا قد عرضنا في الفقرة السابقة الاختلاف الفقهي الذي حدث بين الأئمة الأربعة بشأن حكم صلاة الجماعة في المسجد، وبالرغم من هذا الخلاف إلا أنه أجمع أكثر علماء الفقه على أن حكم صلاة الجماعة بالمسجد واجب، وذلك اتفاقًا مع رأي المذهب الحنفي الذي يقر بأنها واجبة، وذلك استنادًا على هذا الحديث الصحيح وهو:
“عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: أَتَى النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- رَجُلٌ أَعْمَى، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه ليسَ لي قَائِدٌ يَقُودُنِي إلى المَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ له، فيُصَلِّيَ في بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ له، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقالَ: هلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بالصَّلَاةِ؟ قالَ: نَعَمْ، قال: فأجِبْ” وعليه فيجب أن يلتزم الرجال بالذهاب للصلاة في المسجد قدر المستطاع.
الجدير بالذكر أنه يفضل الصلاة في مسجد بعيد عن الصلاة في مسجد قريب، وذلك استنادًا على قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-:” إن أعظم الناس في الصلاة أجرًا أبعدهم فأبعدهم ممشى” رواه مسلم.
حكم أداء الصلاة في المسجد بالنسبة للنساء
إن الصلاة بالمسجد لها شعور خاص فعند الصلاة في المسجد يشعر الشخص بمزيد من الخشوع والورع، لذا فهناك من النساء يفضلن الصلاة في المسجد مثل الرجال، لكن هل يجوز للمرأة الصلاة في المسجد؟ وهل صلاتها بالمسجد واجبة عليها مثل الرجل؟ الإجابة هي لا، حيث إن صلاة الجماعة بالمسجد مستحبة للمرأة لكنها غير واجبة، وهذا القول يستند على أن عائشة وأم سلمة -رضي الله عنهما- أمتا جماعة من النساء.
رأي المذاهب الأربعة في صلاة المرأة بالمسجد
بعد أن توصلنا في السابق إلى أن حكم صلاة الجماعة بالنسبة للرجل واجب، وذلك بعد أن قمنا بعرض أراء المذاهب الأربعة في هذا الشأن، والآن سنعرض لكم رأي المذاهب الأربعة في حضور النساء للصلاة بالمساجد كما يلي:
رأى الحنابلة والشافعية
أقروا أنه من المكروه ذهاب المرأة للصلاة بالمسجد في حال حسنها الزائد الذي قد يتسبب في فتنة، أما إذا كانت ذات جمال عادي وغير متعطرة فلها أن تذهب بإذن من زوجها.
رأى الحنفية
جاء رأي الحنفية بالإكراه المطلق، حيث إن ذهاب الفتيات والسيدات التي في عمر الشباب للصلاة في المسجد غير مستحبًا.
رأي المالكية
رأيهم يشبه رأي الحنابلة والشافعية في أنه يجوز للشابة الخروج إلى المسجد مع الالتزام بعدم التزين وعدم التعطر، كما أنه من الممكن لها حضور الجنازات الخاصة بالأهل، أما في حال جمالها الفاتن لا يجوز لها مطلقًا الذهاب للمسجد.
عن أم مسلمة فتقول: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “خير مساجد النساء قعر بيوتهن”، أي أنه يفضل تواجد المرأة بالمنزل للصلاة.
اقرأ أيضًا: ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال
كنا قد عرضنا لكم في السطور السابقة بعض المعلومات الخاصة بموضوع معرفة حكم صلاة الجماعة في المسجد في المذاهب الأربعة، كما أشرنا إلى بعض الأحاديث النبوية الشريفة الخاصة بهذا الشأن، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة والنفع.