حكم سب الصحابة رضي الله عنهم

حكم سب الصحابة رضي الله عنهم وهم رجال الرسول -عليه الصلاة والسلام- الذين نصروه في السراء والضراء، وكيف يُمكن للمسلم أن يقف مع حقيقة حكم من سب الصحابة هو ما سيضيء عليه موقع مقالاتي وسيقف مع تعريف الصحابي وما هي الصفات التي تنطبق على الرجل حتى يُقال عنه صحابي، وماذا يترتب على المرء الذي يسب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

من هو الصحابي

الصحابي هو من لاقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآمن به ومن ثم مات على ذلك، ولو تخللت حياة الصحابي ردة، وقال بذلك صاحب النخبة -رحمه الله-، ومَن لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو غير مميز فإنّه يدخل في باب الصحابة من باب، فقد تشرف بالصحبة ومن باب التابعية من وجه آخر.[1]

شاهد أيضًا: من الصحابة الذين كتبوا السنة

حكم سب الصحابة رضي الله عنهم

إنّ حكم سب الصحابة -رضي الله عنهم- غير جائز وهو فسق باتفاق علماء أهل السنة والجماعة، أمّا لو سب الصحابة باعتبار الصحبة، فقد كفر كما ذكر من علماء أهل السنة والجماعة، وقد ذكر الإمام السبكي -رحمه الله- في نصّ من سبّ الصحابة -رضي الله عنهم-: “إن سب الجميع بلا شك أنه كفر، وهكذا إذا سب واحدًا من الصحابة حيث هو صحابي؛ لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة، ففيه تعرض إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا شك في كفر الساب”.[2]

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنّه مَن قال بأنّ الصحابة كلهم ارتدوا بعد موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا نفر قليل منهم فقد كفر، ومَن رمى عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- بما برأها الله -تعالى- منه في القرآن الكريم فقد حكم عليه بالكفر، وقال الإمام مالك -رحمه الله- يُقتل وهو ما اتفق عليه معه جمع من العلماء من بينهم ابن كثير وابن تيمية -رحمهم الله-.[2]

شاهد ايضًا: حكم معاداة اولياء الله بأي نوع من المعاداة

حكم القدح في الصحابة

إنّ حكم قدح الصحابة أمر عظيم في الشريعة الإسلامية، ويترتب عليه مفاسد جليلة عظيمة إذ ذلك قدح برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقدح بحكمة الله -تبارك وتعالى-، وهو قدح بالشريعة الإسلامية عينها لأنّ الصحابة -رضوان الله عليهم- هم مَن نقلوا الشريعة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولا يجوز للمسلم أن يخوض في مثل تلك الأمور أبدًا فالمجتهد منهم -أي الصحابة- له أجر أخطأ أم أصاب والمخطئ منهم في اجتهاده له أجر واحد.[3]

شاهد أيضًا: حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور

ما يترتب على من سبَّ الصحابة

إنّ مَن سب الصحابة -رضي الله عنهم- عليه أن يُستتاب ويرجع إلى جادة الصواب والحق وإلى الله -تبارك وتعالى-، فلو تاب وعاد إلى رشده فالله -تعالى- تواب على عباده رحيم بهم، أمّا لو تمادى في سبه الصحابة -رضي الله عنهم- فهو كافر قادح بالشريعة الإسلامية، وهذا فيمن سبهم على جملتهم، وكذلك مَن سب واحدًا منهم وقد تواترت النصوص بفضله، لأنّه أنكر شيئًا معلومًا بالضرورة، أمّا لو لم يسب سبًا يقدح بعدالة الصحابي أو شتم مَن لم تتواتر النصوص بفضله، فإنّه لا يكفر بمجرد ذلك السبب.[4]

شاهد أيضًا: من هو اكثر الصحابة كتابة للسنة النبوية

لماذا يحرم سب الصحابة

يحرم سب صحابة -رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنّ في ذلك مفسدة عظيمة، فهم ناقلوا الشريعة الإسلامية وهم مَن صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأقاموا على الجهاد وسعوا إلى الحق وبأيديهم نصر الإسلام بفضل من الله ومنة عظيمة، وهم صحابة خير خلق الله، وقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضلهم الجليل في غير موضع من مواضع سنته.[3]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم سب الصحابة رضي الله عنهم وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على حكم قدح الصحابة -رضي الله عنهم- وما حكم مَن سب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجملة.