حكم زكاة الذهب الملبوس ابن عثيمين

حكم زكاة الذهب الملبوس ابن عثيمين هو من الأحكام التي يبحث عنها المسلمون ممن اعتادوا الأخذ بفتاوي الشيخ الراحل محمد بن صالح العثيمين، الشيخ السعودي البارز خلال القرن الماضي، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي لتسليط الضوء حول قول الشيخ ابن عثيمين في الذهب الذي تقتنيه النساء للبس والتحلي به، إضافة للمرور على بعض المسائل المتعلقة بزكاة الذهب الملبوس وغير الملبوس.

حكم زكاة الذهب الملبوس ابن عثيمين

إنّ حكم زكاة الذهب الملبوس الذي قال به الشيخ محمد بن صالح العثيمين هو أنّ هذا الذهب تجب فيه الزكاة إذا بلغ النصاب، وهو قول الأئمّة من الحنفيّة، ودليلهم الذي استندوا عليه هو قوله صلى الله عليه وسلم: “ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ“.[1][2]

الدليل على زكاة الذهب الملبوس

يستند الشيخ الشيخ ابن عثيمين على حديث المرأة الذي صحَّحَهُ هو، ويقول الحديث: “أنَّ امرأةً أتتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَفي يَدِ ابنتِها مُسْكتانِ غَليظتانِ مِن ذهَبٍ، فقال: أَتُؤدِّينَ زَكاةَ هذا؟ قالتْ: لا. قال: أيَسُرُّكِ أنْ يُسوِّرَكِ اللهُ بهما سِوارَينِ مِن نارٍ؟ فخلَعَتْهُما وألْقَتْهُما إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقالت: هما للهِ ورَسولِه“،[3] والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل الذهب الملبوس عليه زكاة

زكاة الذهب الملبوس إسلام ويب

ذكر القائمون على الفتوى في موقع “إسلام ويب” أو “الشبكة الإسلامية” أنّ الذهب المُعَد للزينة عليه زكاة إذا بلغ النصاب، وقد أخذوا بأحد قولَي أهل العلم في أنّه تجب الزكاة في الذهب المُعَد للزينة، ودليلهم حديث عائشة رضي الله عنه “أنَّها دخلَت على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فرأى في يدِها فَتخاتٍ من ورقٍ فقالَ: ما هذا يا عائشةُ؟ فقالت: صنعتُهُنَّ أتزيَّنُ لَك بِهِنَّ يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: أتؤدِّينَ زَكاتَهُنَّ؟ قالت: لا. قالَ: هوَ حَسبُك من النَّارِ”،[4] والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: الأموال التي تجب فيها الزكاة

حكم زكاة الذهب الملبوس المطلق

ذهب الشيخ عبد الله المطلق إلى أنّ الذهب المُعَد للزينة -الذهب الملبوس- تجب فيه الزكاة إذا بلغ النصاب، وقد أخذ بقول المذهب الحنفي وبعض المشايخ المعاصرين مثل ابن عثيمين وابن باز ممن يرون في الذهب الملبوس زكاة إذا بلغ النصاب، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة

حكم زكاة الذهب المستعمل

إنّ حكم الزكاة في الذهب المستعمل هو مما اختلف فيه الفقهاء، وفيما يأتي بيان أقوالهم باختصار:[7]

قول الجمهور

ذهب الجمهور من المالكية والشافعية في الأصح من المذهب والحنابلة وأكثر اهل العلم إلى أنّ الذهب المستعمل لا زكاة فيه، وادلتهم على ذلك كثيرة منها قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}.[8]

قال بعض العلماء في الآية السابقة: “إنَّ ذِكْرَ الكَنزِ والإنفاقِ في الآيةِ يدُلُّ على أنَّ المرادَ بالذَّهَبِ والفضَّة فيها: النُّقودُ؛ لأنَّها هي التي تُكنَزُ وتُنفَق، أمَّا الحُلِيُّ المعتادُ المستعمَلُ، فلا يُعتَبَرُ كنزًا، كما أنَّه ليس مُعَدًّا للإنفاق بطبيعته”، وأيضًا من أدلتهم حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما: “كُنْتُ في المَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: تَصَدَّقْنَ ولو مِن حُلِيِّكُنَّ”، والشاهد هنا في قوله: “ولو مِن حُلِيِّكُنَّ”،[9] فهنا دليل على عدم وجوب الزكاة في الحلي؛ “إذ لو كانت واجبةً في الحُلِيِّ، لَمَا جعلَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مَضْربًا لصدقةِ التطوُّعِ”، والله أعلم.

شاهد أيضًا: نصاب زكاة المال بالريال السعودي 1444 – 2023

قول الحنفية

ذهب الحنفية من المذاهب الأربعة -وهو قول للإمام ورواية عن الإمام أحمد-  إلى أنّ الذهب المستعمل تجب فيه الزكاة، ولهم أدلّة كثيرة كذلك منها الحديث سالف الذكر الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: “ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ”،[1] والله أعلم.

شاهد أيضا: ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة

زكاة الذهب غير الملبوس

إنّ الذهب المُعد للزينة ولو كان غير ملبوس لا تجب فيه الزكاة على قول جمهور أهل العلم، وحتى لو لم يلبس هذا الذهب ما دام معدا للزينة، يقول البهوتي من علماء الحنابلة: “ولا زكاة في حلي مباح لرجل وامرأة  من ذهب وفضة معد لاستعمال مباح  أو إعارة ولو لم يعر أو يلبس حيث أعد لذلك“، ولو انكسرت تلك الحلي ونوى صاحبها إصلاحها فلا زكاة عليها، يقول الإمام النووي: “والثالث ينكسر بحيث يمنع الاستعمال لكن لا يحتاج إلى صوغ ويقبل الإصلاح بالإلحام، فإن قصد جعله تبرًا أو دراهمَ أو كنزه انعقد الحول عليه من يوم الانكسار، وإن قصد إصلاحه فوجهان مشهوران أصحهما لا زكاة وإن تمادت عليه أحوال“، والله أعلم.[10]

شاهد أيضًا: الحكمة من مشروعية الزكاة

وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم زكاة الذهب الملبوس ابن عثيمين بعد الوقوف على رأى الشيخ العثيمين في زكاة الذهب الملبوس، والوقوف كذلك على تفصيل هذه الفتوى عند أصحاب المذاهب الأربعة.