حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة

ما هو حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة، فدعاء الاستفتاح هو ما يبدأ به المسلم صلاته، ويختلف وقت قوله بين العلماء بين من يرى أنّه بعد تكبيرة الإحرام، ومن يرى أنّه قبل تكبيرة الإحرام، فما هو حكم هذا الدعاء، في هذا المقال سوف يتوقف موقع مقالاتي مع بيان حكم هذا الدعاء في الصلاة الفرض والنافلة، وحكم من نسيه ولم يأتِ به، إضافة للوقوف على بعض الأحكام الأخرى التي تختص بهذا الدعاء.

حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة

إنّ حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة هو أنّه سنّة مستحبة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا ما عليه جمهور العلماء، ودليل ذلك أنّ النبي محمد لم يبتدئ هو بتعليم المسلمين هذا الدّعاء، بل لم يذكره إلّا بعد أن سأله عنه أبو هريرة رضي الله عنه، فلو كان فرضًا لم يسكت عنه عليه الصلاة والسلام، ولكان بادر بتعليمهم إيّاه لتصحّ صلاتهم. ففي الحديث يقول أبو هريرة رضي الله عنه: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذَا كَبَّرَ في الصَّلَاةِ، سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، ما تَقُولُ؟ قالَ أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطَايَايَ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِن خَطَايَايَ بالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ”،[1] وهناك قول آخر بوجوبه وهو رواية عند الحنابلة، غير أنّها خلاف ما عليه المذهب، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: دعاء الاستفتاح في الصلاة مكتوب واهم الاحكام المتعلقة به

حكم من نسي دعاء الاستفتاح

إنّ دعاء الاستفتاح هو سنّة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس بفرض، فإذا ما غفل المرء عنه ونسيه فلا إثم عليه، ولا يترتب على ذلك شيء وصلاته صحيحة إن شاء الله تعالى، وذلك لأنّ الفرض واجب الحصول، بينما السنّة يستطيع المرء أن يلزمها أو يتركها، وإن كان الالتزام بها أفضل، وعليه فإنّ الناسي لدعاء الاستفتاح لا إثم عليه وصلاته صحيحة والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: متى يقرأ دعاء الاستفتاح في اي ركعة

حكم دعاء الاستفتاح في النوافل

إنّ دعاء الاستفتاح هو سنة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهو مستحبٌ بعد تكبيرة الإحرام الأولى، وقبل البدء بقراءة الفاتحة، فقائله يثاب، وتاركه لا يعاقب، وهو سنة في كل صلاة، سواء أكانت هذه الصلاة من الفروض أم كانت من النوافل، وللمصلي أن يختار أي دعاء استفتاح قد أثر عن النبي ويقرأه، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:[4]

• “سبحانكَ اللهمَّ وبحمدِكَ تباركَ اسمُكَ وتعالَى جدُّكَ ولا إلهَ غيرُك”.[5]
• “اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطَايَايَ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِن خَطَايَايَ بالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ”.[1]

اقرأ أيضًا: صيغ دعاء الاستفتاح الله أكبر كبيرًا اسلام ويب

حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة عند المالكية

إنّ المالكية كما جمهور العلماء قد قالوا بسنيّة قراءة دعاء الاستفتاح في الصلاة واستحبابه، ولكنّهم اختلفوا عن الجمهور في وقت قراءة دعاء الاستفتاح في الصلاة، فجمهور العلماء قالوا بأنّ وقت قراءة دعاء الاستفتاح هو بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة، أمّا المالكية، فقد قالوا إنّ وقت قراءة دعاء الاستفتاح يكون قبل تكبيرة الإحرام لا بعدها، والله أعلم.[6]

اقرأ أيضًا: يقرا دعاء الاستفتاح بعد تكبيره الاحرام صح او خطا

حكم ترك دعاء الاستفتاح

إنّ دعاء الاستفتاح هو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن تركه فصلاته صحيحة، ومن أتى به فهو أفضل له،[7] وتارك السنّة يفوّت على نفسه خيرًا كثيرًا بتركها، وينبغي التنبيه أنّ تارك السنة المؤكدة يُعاقب كما قال بعض العلماء، وقال آخرون إنّ تارك السنن المؤكدة مخروم المروءة، والله أعلم.[8]

اقرأ أيضًا: هل دعاء الاستفتاح في الصلاة واجب

حكم الصلاة بدون دعاء الاستفتاح

إنّ دعاء الاستفتاح هو سنّة، وليس فرضًا أو شرطًا لصحّة الصلاة، فمن شروط صحّة الصلاة مثلا الطهارة والوضوء، فلو انعدم هذا الشرط لبطلت الصلاة، أما السنن المتعلّقة بالصلاة، فإنّها إذا انعدمت لا تفسد صحّتها، غير أنّ فاعلها يُزاد له في الثواب، وعليه فمن صلّى ولم يقرأ دعاء الاستفتاح، فإنّ صلاته صحيحة ولا إثم عليه، والله أعلم.[2]

وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة بعد الوقوف على حكم قول دُعاءُ الاستِفتاح في بداية الصّلاة، إضافة للوقوف على بعض الأحكام الأخرى المتعلقة بدُعاء الاستِفتاح.