حكم ترك طواف الإفاضة

حكم ترك طواف الإفاضة من قبل بعض الحجاج لأي سبب كان، إما بسبب الجهل بحكم تركه، أو بسبب عذر كمرض أو غيره، فالطواف هو ركن من أركان ومناسك الحج، ويحمل هذا الركن عدة أحكام منها ما تجعل منه واجبًا لا يتم الحج من دونه، ومنها ما هو ليس بواجب على الحاج، ومن خلال المقال التالي على موقع مقالاتي سنتعرف على حكم ترك طواف الإفاضة.

طواف الإفاضة

طواف الإفاضة ركن من أركان الحج المجمع عليها، لا يصح الحج بدونه أبدًا، ولا ينوب عنه أيّ شيءٍ من الأعمال ولا يصح تركها أبدًا، والإفاضة تعني الزحف والدفع بالسير بكثرة، وطواف الإفاضة في يوم النحر يفيض المسلمون من منى إلى مكة فيطوف ثم يرجع، ونستدل على وجوبه من قول الله تعالى: “ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ”،[1] ولا يتحلل الحاج التحلل الأكبر من دون أن يفعله، ولا ينوب عن هذا الركن شيء البتة، يؤديه الحاج بعد أن يفيض من عرفة، ويبيت بالمزدلفة.

وقت طواف الإفاضة

يبدأ وقت طواف الإفاضة بعد منتصف الليل من ليلة النحر، والذي يصادف العاشر من ذي الحجة، وذلك للضعفاء ومَن في حكمهم، وليس لنهايته وقت محدد، والأفضل أن يؤديه الحاج ضحى يوم النحر بعد أن يفرغ من أعمال مناسك هذا اليوم، فيرمي جمرة العقبة، وينحر هديه، ويحلق رأسه اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع بين طواف الافاضة والوداع

حكم ترك طواف الإفاضة

إن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج لا يجبر بدم، ولا يتم الحج دونه، لذلك فإن حكم تركه هو أن يعود مجددًا ويؤديه ولو بعد حين، سواء كان رجلًا أو امرأة حتى ولو سافر إلى بلاده خارج السعودية، وفي حال كانت امرأة وأتاها زوجها قبل أن تطوف يكون عليها دم، يذبح في مكة للفقراء مع التوبة، وإذا كان زوجها ما طاف كذلك عليه دم أيضًا، والتوبة إلى الله، ويبقى الحاج مُحْرِمًا حتى أدائه، لأنه بعدم أدائه قد يكون تحلَّل التحلُّل الأول الذي يُحِلُّ كلَّ محظورات الإحرام إلا ما يتعلق بالنساء ولم يتحلل التحلل الثاني.[2]

سبب تسمية طواف الإفاضة بهذا الاسم

سمي طواف الإفاضة بهذا الاسم؛ لأنّه يأتي بعد إفاضة الحاج من منى إلى مكة، وسمي بطواف الزيارة؛ لأن الحاج يأتي من منى لزيارة البيت، ولا يقيم بمكة، بل يرجع إلى منى، ولم يقتصر اسمه على اسمين فحسب، بل سمي طواف الصدر وطواف الواجب وطواف الركن وطواف الفرض، وذلك اعتبارًا لحكمه الشرعي والله أعلم.

شاهد أيضًا: ماذا يقال عند بداية الطواف

متى يسقط طواف الإفاضة

أجمع جمهور علماء الدين على أن طواف الإفاضة لا يسقط لأي سبب كان، وذلك لأن هذا الطواف هو ركن من أركان الحج، ولا يصح الحج من دونه، وحتى من ترك هذا الركن سواء بقصد أو عن طريق السهو، فعليه العودة والإتيان به حتى يقبل حجه، حتى ولو سافر إلى بلده، فيجب عليه العودة إلى مكة وتأديته، وذكر أن بعض العلماء قالوا إن المرأة الحائض يسقط عنها هذا الطواف، وهذا فيه خلاف، والراجح أنه لا يسقط عنها طواف الإفاضة.[3]

بعد أن تعرفنا على حكم ترك طواف الإفاضة وهو أنه ركن من أركان الحج، نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اليوم، والذي تحدثنا من خلاله عن وقت طواف الإفاضة، وما هو سبب تسمية طواف الإفاضة بهذا الاسم، ومتى يسقط طواف الإفاضة.