ما هو حكم تخطي رقاب الناس يوم الجمعة

ما هو حكم تخطي رقاب الناس يوم الجمعة سواء كان هذا المتخطي إمامًا أم مأمومًا، فكثير من المصلين يصلون إلى خطبة الجمعة متأخرين فيتخطون رقاب المصلين الجالسين أمامهم حتى يصلوا إلى مكان يجلسون فيه أثناء الخطبة، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي لبيان الحكم الشرعي لتخطي رقاب المصلين يوم الجمعة، إضافة للوقوف مع بيان حديث نبوي متعلق بمسألة تخطي الرقاب وغير ذلك.

ما هو حكم تخطي رقاب الناس يوم الجمعة

إنّ حكم تخطي رقاب الناس يوم الجمعة فيه خلاف بين العلماء؛ فإذا كان المتخطي هو الإمام فإنّه يجوز له ذلك إن لم يجد مكانًا للوصول إلى المنبر أو المحراب إلا بتخطي رقاب الناس، قال المرداوي من علماء الحنابلة: “أما إذا كان إمامًا، فإنّه يتخطى من غير كراهة، إن كان محتاجًا للتخطي، هذا المذهب، جزم به المجد”،[1] وأمّا إن كان من المصلين والخطيب يخطب فقد نهى عنه العلماء.[2]

فكرهه الحنابلة، وقال الإمام الترمذي إنّ العلماء كرهوا تخطي الرقاب يوم الجمعة وشدّدوا في ذلك، وحكى أبو حامد الإسفراييني التصريح بتحريم ذلك عن الإمام الشافعي، وصرح الإمام النووي بالتحريم لدلالة الأحاديث النبوية، قال: “إن المختار تحريمه للأحاديث الصحيحة”،[2] وأمّا إذا كان المصلي لا يجد أمامه سوى فرجة ولا بد للوصول إليها من تخطي رقاب المصلين فأجاز بعض العلماء ذلك، وقال بعضهم الآخر إنّ ذلك لا يجوز إلّا إن كان الخطيب لم يصعد إلى المنبر بعد، والله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: حكم السفر يوم الجمعة

حديث من تخطي رقاب الناس

ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث يقول فيه: “من تَخَطَّى رقابَ الناسِ يومَ الجمعةِ اتخذَ جسرًا إلى جهنمَ”، هذا الحديث رواه جملة من العلماء قديمًا وحديثًا، فممّن رواه الإمام الترمذي في سننه، والإمام أحمد في المسند، وابن ماجه في سننه، وابن حبان في المجروحين، وابن القيسراني في معرفة التذكرة وتذكرة الحفّاظ، والبغوي في شرح السنة والمنذري في الترغيب والترهيب وابن الملقن وابن رجب الحنبلي وغيرهم الكثير، وكلّهم ضعّفوه ولم يحكموا بصحته ولا بتحسينه.[3][4]

غير أنّ الإمام المباركفوري ذكره في كتابه “تحفة الأحوذي في شرح سنن الترمذي”، وقال عنه: “ضعيف لكنه معتضد بأحاديث أخرى”، وحديثًا ضعّفه الشيخ الألباني في “ضعيف ابن ماجه” و”ضعيف الترغيب والترهيب”، ولكنّه تراجع عن ذلك لاحقًا وحسّنه في “السلسلة الصحيحة” وقال: “حسن بشواهده”، وفي “تخريج مشكاة المصابيح” قال عنه: “صحيح لغيره”.[3][4]

اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات صلاة الجمعة

متى يجوز تخطي الرقاب

قال جماعة من العلماء إنّ المصلي إذا جاء أثناء الخطبة فإنّه يجوز له أن يتخطى رقاب المصلين في حال كان الذين أمامه قد تركوا فرجة أمامهم ولم يتموا الصفوف الأول فالأول، ففي هذه الحال أجاز بعض العلماء تخطي رقابهم لأنّهم قد قصّروا في اتباع السنة وتركوا أمامهم فرجة كان المصلين أولى بها، والسنة أن تكون صفوف المصلين كما جاء في السنة؛ ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: “ألَا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ فَقُلْنَا يا رَسولَ اللهِ، وكيفَ تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قالَ: يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ ويَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ”.[5][6]

وكذلك أجاز العلماء لمن يقوم لحاجة ثم يعود أن يتخطى الرقاب ليصل إلى مكانه، ففي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: “إذا قامَ أحَدُكُمْ. وفي روايةٍ: مَن قامَ مِن مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إلَيْهِ، فَهو أحَقُّ بهِ”،[7] والحديث الذي استند عليه العلماء في منع تخطي رقاب المصلين هو ما رواه عبد الله بن بسر -رضي الله عنه- حين قال: “جاءَ رجلٌ يتخطَّى رقابَ النَّاسِ يومَ الجمعةِ، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يخطبُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: اجلِس فقد آذيتَ وآنيتَ”،[8] والله أعلم.[6]

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وإلى هنا يكون قد تم مقال ما هو حكم تخطي رقاب الناس يوم الجمعة بعد الوقوف على حكم تخطي الرقاب يوم الجمعة والخطيب على المنبر، وكذلك بعد الوقوف على عدد من الأمور المتعلقة بمسألة تخطي الرقاب.