حكم بلع البلغم في الصيام

حكم بلع البلغم في الصيام وما حكم ابتلاع النخامة في شهر رمضان أثناء الصيام، وهل البلغ يفطر في عمومه، وما رأي أهل العلم في ابتلاع البلغم، من الأحكام الشرعية التي بمعرفتها يضمن المسلم صحّة صيامه وعدم مفسدته وتمامه واكتماله، وعدم نقص أجره في شهر رمضان المبارك، ومن خلال موقع مقالاتي سيتمّ بيان حكم بلع الريق والبلغم والنخامة في نهار رمضان.

حكم بلع البلغم في الصيام

اختلف أهل العلم في حكم بلغ البلغم في الصيام، فقالوا أنّه لو لم يصل للفم قبل ابتلاعه فهو لا يفطر، ولو وصل لجوف الفم فعند الحنابلة يفطر، وعند المالكية يرجح عندهم أنّه يفطر لو أنّ الصائم ابتلعه متعمّدًا، وقد عرّف أهل العلم البلغم أنّه خلطٌ من أخلاط الجسد والبدن، وذهب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنّه لا يفطر لو تعمد ابتلاعه، وقد ورد في كتاب الفواكه الدواني: “كذلك البلغم يَخْرُجُ مِنْ الصَّدْرِ إلَى طَرَفِ اللِّسَانِ وَيَبْلَعُهُ لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَلَوْ تَمَكَّنَ مِنْ طَرْحِهِ، وَمِثْلُهُ النُّخَامَةُ وَلَوْ وَصَلَتْ إلَى طَرَفِ اللِّسَانِ وَتَعَمَّدَ ابْتِلَاعَهَا لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، خِلَافًا لِخَلِيلٍ فِي إيجَابِهِ الْقَضَاءَ عَلَى مَنْ تَمَكَّنَ مِنْ طَرْحِهِ، وَمِمَّا لَا قَضَاءَ فِيهِ بِالْأَوْلَى الرِّيقُ يَتَعَمَّدُ جَمْعَهُ فِي فِيهِ وَيَبْلَعُهُ عَلَى أَحَدِ قَوْلَيْنِ وَأَظُنُّهُ الراجح” والأفضل للمسلم أن يبتعد بنفسه عن الشبهات، وأن لا بتلعه احتياطًا وأسلم والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم الاحتلام في نهار رمضان

حكم بلع الريق والبلغم في نهار رمضان

إنّ الريق لا خلاف عليه بين أهل العلم حيث يجوز ابتلاعه أثناء الصوم ولا يفسد الصوم به وهو بالإجماع، أمّا البلغم والنخامة، وهو الأذى الذي يخرج من الحلق عند الإنسان، فقد ذكر أصحاب المذهب الشافعي أنّ من تعمد ابتلاعه بعد أن وصل إلى ظاهر الحلق فقد فسد صومه، وذهب أصحاب المذهب الحنفي والمالكي في حكمها، فقالوا أنّ البلغم لا يفطر ولو وصل إلى اللسان قبل ابتلاعه، وقد ورد عن الشيخ المالكي النفراوي قوله: “البلغم يخرج من الصدر إلى طرف اللسان ويبلعه لا قضاء عليه ولو تمكن من طرحه، ومثله النخامة ولو وصلت إلى طرف اللسان وتعمد ابتلاعها لا قضاء عليه في شيء من ذلك، خلافا لخليل في إيجابه القضاء على من تمكن من طرحه” والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما هي مبطلات الصيام في شهر رمضان

ما حكم بلع الصائم البلغم أو النخامة ابن عثيمين

كان للشيخ ابن عثيمين فتوى في حكم بلغ البلغم في الصيام، فقد قال عندما تمّ سؤاله عن ابتلاع الصائم للبلغم أو النخامة:[3]

“البلغم أو النخامة إذا لم تصل إلى الفم فإنها لا تفطر، قولاً واحداً في المذهب، فإن وصلت إلى الفم ثم ابتلعها ففيه قولان لأهل العلم: منهم من قال: إنها تفطر، إلحاقاً لها بالأكل والشرب، ومنهم من قال: لا تفطر، إلحاقاً لها بالريق، فإن الريق لا يبطل به الصوم، حتى لو جمع ريقه وبلعه، فإن صومه لا يفسد، وإذا اختلف العلماء فالمرجع الكتاب والسنة، وإذا شككنا في هذا الأمر هل يفسد العبادة أو لا يفسدها؟ فالأصل عدم الإفساد وبناء على ذلك يكون بلع النخامة لا يفطر، والمهم أن يدع الإنسان النخامة ولا يحاول أن يجذبها إلى فمه من أسفل حلقه، ولكن إذا خرجت إلى الفم فليخرجها، سواء كان صائماً أم غير صائم، أما التفطير فيحتاج إلى دليل يكون حجة للإنسان أمام الله عز وجل في إفساد الصوم”

اقرأ أيضًا: هل مشاهدة الافلام الاباحية تبطل الصيام

حكم بلع الريق والنخامة في نهار رمضان ابن باز

مع المرور على فتوى الشيخ ابن عثيمين في حكم البلغم في نهار رمضان، فمن المهم الاطّلاع على رأي الشيخ ابن باز رحمه الله في حكم بلع البلغم في الصيام، وقد قال في فتواه:[4]

“أما اللعاب فلا يمنع الصوم ولا يضر الصوم، اللعاب هو من الريق من كثرة الريق فإن بلع فلا بأس وإن بصقت فلا بأس، أما النخامة وهي ما يقع من الصدر أو من الرأس أو من الأنف، النخامة ويقال لها: النخاعة وهي الشيء الغليظ.. البلغم الغليظ الذي يحصل للإنسان تارة من الصدر وتارة من الرأس فهذا يجب على الرجل وعلى المرأة بصقه وإخراجه وعدم ابتلاعه، أما اللعاب العادي والماء العادي الذي هو الريق هذا لا حرج فيه ولا يضر الصائم لا رجلاً ولا امرأة، أما إذا كان المراد باللعاب هنا هو النخاعة التي تكون من الصدر الغليظة، أو تكون من الرأس فهذه يجب إخراجها وبصقها وعدم ابتلاعها”.

هل البلغم يفطر

في خلاصة القول في مسألة البلغم والصيام، إنّ البلغم لا يفطر مطلقًا عند الحنفية والمالكية، وعند الشافعية والحنابلة يفطر لو وصل إلى الظاهر قبل ابتلاعه، ويختلف مفهوم الظاهر بين الشافعية والحنابلة، فهو عند الشافعية مخرج الحاء من الحلق، وعند الحنابلة هو الفم كلّه، فلو ابتلعه المسلم بعلمه أنّه يفطر ويقدر على لفظه فصيامه يفسد، وعليه القضاء على مذهب الحنابلة والشافعية، وهذا هو الأفضل للمسلم خروجًا من الشبهات، وفي مذهب المالكي وأبو حنيفة لا قضاء عليه والله أعلم.[5]

بهذا نختتم مقال حكم بلع البلغم في الصيام، والذي تمّ فيه بيان هل البلغم بفطر، وبيّن أقوال المذاهب الفقهية الأربعة في هذه المسألة.