جدول المحتويات
حكم الطلاق في حالة الغضب، فالطلاق وإن كان محللاً في الإسلام، إلا أن أبغض الحلال عند الله تعالى هو الطلاق، وقد يقع الطلاق لعدة أسباب مختلفة، كما يمكن أن يقع في عدة حالات مختلفة، ولكل من هذه الأسباب أو الحالات حكم شرعي خاص بها من حيث وقوع الطلاق فعلاً، أو من عدم وقوعه، وقد بين الشرع الإسلامي هذه الحالات، وهذا ينطبق على حالة الغضب، وفي مقالنا هذا عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حكم الطلاق وقت الغضب وما يرتبط به.
حكم الطلاق في حالة الغضب
الطلاق في حالة الغضب لا يقع إلا في عدم غياب عقله بسبب الغضب، فالغضب من الانفعالات الطبيعية التي تحدث لأي إنسان، وذلك بسبب موقف ما اعترض له الإنسان في الحياة، أو بسبب نقاش بين الرجل وزوجته في موضوع ما، أو أي سبب آخر من الأسباب التي تؤدي للانفعال، مما قد يدفع الإنسان للإتيان بأقوال أو أفعال غير عقلانية، مرد فعل لا إرادي للتنفيس عن الحالة التي تملكت الإنسان، ولذلك كان الشرع الإسلامي واضحاً في هذه المسألة، واشترط على وقوع الطلاق في حال الغضب، أن يكون الغضبان واعياً ومدركاً ما يقوله، حتى يقع الطلاق فعلياً، ولا يؤاخذ الغضبان الذي كان غضبه شديداً للغاية لدرجة أنه أصبح غير واع لما يقول ويفعل، والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: ما هو حكم طلاق الحائض والنفساء
هل يقع الطلاق عند الغضب إسلام ويب
لا يقع الطلاق عند الغضب إلا في حالة الإغلاق كما ذكر العلماء في إسلام ويب، وقد ورد في فتواهم الواردة برقم 11566 على الموقع، ما يلي:[1]
فمن قال لزوجته أنت طالق ثلاثاً، أو أنت طالق وطالق وطالق، ونحو ذلك، بانت منه زوجته، ولا يحل أن ينكحها إلا بعد أن تنكح زوجاً غيره، وهذا مذهب جماهير أهل العلم، وأما طلاق الغضبان فالراجح أنه يختلف باختلاف الغضب، وقد روى أبو داود وابن ماجه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “لا طلاق ولا عتاق في إغلاق” والإغلاق معناه انغلاق الذهن عن النظر والتفكير بسبب الغضب أو غيره.
شاهد أيضًا: ما هو حكم الطلاق البدعي وما الفرق بينه وبين الطلاق السني
أحوال طلاق الغضبان
لقد بين العلماء من أهل السلف، أحوال طلاق الغضبان مما يقع فيها الطلاق أو لا يقع، ومن بينهم الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- الذي بين هذه الأحوال في كتابه إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان، وقسمها إلى ثلاثة أحوال وفق التالي:[1]
- الغضب في بدايته: وهو الغضب الذي لا يزال فيه الرجل مدرك لما يقول ويفعل، أي لم يذهب عقله بعد. نتيجة الغضب بحيث يتصرف بدون تفكير، وهذه الحالة يقع فيها الطلاق.
- الغضب في شدته: وهو الغضب الذي يخرج به الإنسان عن السيطرة في إدراك ما يقوله ويفعله، وهذه الحالة لا يقع الطلاق فيها.
- الغضب المتوسط بين البداية والشدة: وهذا فيه خلاف، فالبعض من العلماء قالوا إن الطلاق واقع، والبعض منهم قال إن الطلاق لا يقع، والله.
شاهد أيضًا: حكم الطلاق بدون سبب
الطلاق في حالة غضب عبر الهاتف
يقع الطلاق في حالة غضب عبر الهاتف، فقد أفتوا العلماء بالراجح أن لفظ الطلاق عبر الهاتف، يقع عليه ما يقع على الطلاق وجهاً لوجه بين الزوج وزوجته، وكذلك الأمر بالنسبة للطلاق في حالة الغضب عبر الهاتف، يقع عليه الأحكام الثلاثة التي ذكرناها سابقاً، من حيث الغضب في بدايته، أو في شدته أو في التوسط بين الاثنين، والله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: حكم نكاح التحليل
حكم الطلاق المتكرر
الطلاق المتكرر في حال صحة وقوعه هو فراق بين الرجل وزوجته، ولا تعود له إلا بعد أن ينكحها رجل آخر ويطلقها، وهذا كله في حال طلقها ثلاث مرات، وفي حال طلقها المرة الأولى والثانية فقط، يجوز له إعادتها بمهر جديد، وإذا كام الطلاق المتكرر حصل في لفظه بسبب الغضب الشديد، بحيث يكون الشخص غير واعٍ لما يقوله ومنتفي عنه التفكير في ما يفعله، فهذا لا يقع فيه الطلاق، ولو كان مطلقها ثلاث مرات، وإذا كان من نوع الغضب الذي يؤاخذ به الإنسان، بحيث يكون واعياً ومدركاً لما يقوله، فهذا يقع فيه الطلاق، والأولى أن شافه المسلم أقرب إمام إليه ممن يشهد له بالفقه في أمور الدين، حتى ينظر في تفاصيل الحالة ويبت فيها، والله أعلم.[3]
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم الطلاق في حالة الغضب، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أكثر من قول من أقوال العلماء، كما تعرفنا على حكمها في عدة أوجه وأحوال طلاق الغضبان كما ذكرها العلماء وأهل السلف.
المراجع
- ^ islamweb.net , أحوال طلاق الغضبان , 16/06/2022
- ^ islamweb.net , طلقها الثالثة عبر الهاتف وهو في غضب شديد , 16/06/2022
- ^ islamweb.net , حكم الطلاق المتكرر في الغضب , 16/06/2022