جدول المحتويات
حكم الطلاق بدون سبب شرعي يُبيح للرجل أن يفارق زوجته هو من الأمور التي لا بدّ للعامة أن يكونوا على علمٍ بها إذ الطلاق هو من أخطر الأحكام التي شرعها الدين الحكيم، ولمّا كان الإسلام دين الأحكام والضوابط فإنّه لا بدّ من التفصيل في أحكام الطلاق بدون سبب، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي لذلك وبعض الأحكام الخاصة بمسألة الطلاق في الإسلام.
الطلاق أبغض الحلال
روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أبغضُ الحلالِ إلى اللهِ الطلاقُ”[1] والحديث بهذا اللفظ صحيح كما ورد إلا أنّ بعضًا من العلماء قد اختلفوا في صحته فمنهم من رآه صحيحًا ومنهم مَن ضعفه ومن بينهم الألباني، وقد ذكر ابن عثيمين فيه: “يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق) وهذا الحديث ليس بصحيح، لكنَّ معناه صحيح، أن الله تعالى يكره الطلاق، ولكنه لم يحرمه على عباده للتوسعة لهم، فإذا كان هناك سبب شرعي أو عادي للطلاق صار ذلك جائزاً”.[2]
شاهد أيضًا: هل يقع الطلاق في الحيض
حكم الطلاق بدون سبب
إنّ حكم الطلاق بدون سبب عند العلماء ممنوع إمّا منع كراهة أو منع تحريمي كما انقسم العلماء في ذلك إلى قولين، وهو كفران لنعم الله -تبارك وتعالى- ويترتب مفاسد كثيرة على ذلك، ولا يحل الطلاق إلا عند الضرورة الشديدة؛ لأنّ فيه مضرة كبيرة لكلا الطرفين، وقال بعض العلماء بتحريم الطلاق لغير حاجة ومن بينهم الإمام أحمد بن حنبل، فالله أعلم بالصواب.[3]
هل يجوز للرجل تطليق زوجته إذا كرهها
يكره على الرجل أن يطلق امرأته فقط لأنه كرهها لأنّ الله -تبارك وتعالى- قال في كتابه الكريم في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}،[4] وتندب الآية إلى إمساك المرأة مع كرهها فلو كره منها خلقًا فلعله أحبّ منها الآخر، والله هو الأعلم بالصواب.[5]
شاهد أيضًا: ما هو الزواج العرفي وما حكمه وأنواعه
متى يحرم على الزوج تطليق زوجته
ذكر ابن باز -رحمه الله- في فتوى له أنّ الطلاق المحرم هو الذي يقع في الحيضة أو في النفاس أو في طهر جامعها فيه إلا أن تكون حاملًا فلو جامعها في طهر فإنّ طلاقها لا يكون محرمًا وكذلك لو كانت آيسة من الحيض فلو جامعها في طهرها تقع الطلقة، وأمّا بالنسبة لوقوع الطلاق المحرم ففيه خلاف بين علماء أهل السنة والجماعة إلى قولين، فالأول قالوا بوقوع الطلاق والثاني قالوا بعدم وقوعه.[6]
الحكم على المرأة التي تطلب الطلاق دون إبداء أسباب
لو كانت المرأة مظلومة مع زوجها وتطلب الطلاق لظلمه لها فإنّه لا بأس في ذلك ويحق لها طلب الطلاق، أمّا لو كانت غير ذلك أي ليس هناك أسباب للطلاق فلا يجوز لها طلب الطلاق، ومن الأسباب التي عدّها الشرع وجيهة لطلب الطلاق أن يؤديها ويغضبها أو إن ظهر منه ما يشير إلى فسقه مثل تعاطي المسكرات أو إنّ محبته لم تقع في قلبها بل هي تبغضه بغضًا شديدًا لا تستطيع معه احتمال العيش مثلما فعلت زوجة ثابت بن قيس عندما طلبت من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يفرق بينها وبين ثابت، فسألها النبي صلى الله عليه وسلم عن الأسباب فقالت: إنها لا تطيقه بغضاً.[7]
شاهد أيضًا: ما هو الزواج المسيار وشروط صحة زواج المسيار
إذا أراد الزوج الطلاق والزوجة لا تريد
إن أراد الزوج أن يطلق زوجته وهي لا تريد ذلك وأنفذ الطلاق فإنّه ليس على المرأة أن تعترض لأنّها لو اعترضت فإنّ الطلاق نافذ لا محالة، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في ذلك: “الأصل في الطلاق: الحظر، وإنما أبيح منه قدر الحاجة، كما ثبت في الصحيح عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم “أن إبليس ينصب عرشه على البحر ويبعث سراياه فأقربهم إليه منزلة أعظمهم فتنة فيأتيه الشيطان فيقول: ما زلت به حتى فعل كذا، حتى يأتيه الشيطان فيقول: ما زلت به حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: أنت، أنت ويلتزمه”.[8] ويمكن للمرأة أن تسقط عن الرجل نفقتها أو شيئًا منها وحقها في المبيت وأن تعرض عليه الزواج بأخرى وله أن يقبل منها ذلك، والله هو الأعلم بكل أمر.[8]
شاهد أيضًا: حكم زواج المسيار ابن عثيمين
أنواع الطلاق حسب قراره
إنّ أنواع الطلاق بحسب القرار ينقسم إلى قسمين وهما:[9]
- الطلاق السني: إنّ الطلاق السني هو الطلاق الذي يحصل بين الرجل والمرأة في طهر لم يمسها فيه وتكون طلقة واحدة إذ لو طلقت المرأة في حيضها فإنّ وقت العدة سيطول عليها لأنّ بقية الحيضة لا يُحسب لها من أيام العدة.
- الطلاق البدعي: إنّ الطلاق البدعي هو الطلاق المُخالف للسنة النبوية والشريعة الإسلامية، كأن يُطلقها الرجل ثلاث مرات في جلسة واحدة أو أن يطلقها ثلاثًا بكلمة واحدة، أو أن يطلقها الرجل في حيض أو في نفاس أو في طهر قد جامعها فيه، وقد ذهب بعض العلماء إلى أنّ الطلاق البدعي لا يقع.
شاهد أيضًا: ما الحكمة من تحريم الزنا
عقوبة طلاق الظلم
إنّ طلاق الرجل لامرأته ظلمًا هو أذية لها ولأهلها وإلحاق ضرر بمرأة مسلمة من غير سبب، وعلى الرجل أن يعامل امرأته مثل ما يحب أن تُعامل ابنته وأخته وإلا عُدَّ ذلك الرجل من عداد الظلمة وكان له عند الله -تبارك وتعالى- جزاء الظالمين، ولمّا كان أبغض الحلال إلى الله الطلاق كان لا بدّ للمرء أن يكون وقّافًا عند حدود ربه ولا يقدم إلى ناحية الظلم خطوة واحدة، والله هو الأعلم بالصواب.[10]
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم الطلاق بدون سبب وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على مسألة طلاق الرجل لامرأته ظلمًا من غير سبب وهل يقع الطلاق لو كان بغير وجه حق ونحو ذلك من الأمور.
المراجع
- ^ خلاصة البدر المنير , ابن الملقن، بد الله بن عمر، 2/218، صحيح
- ^ islamqa.info , حديث (أبغض الحلال إلى الله الطلاق) , 19/05/2022
- ^ islamqa.info , هل ورد وعيد للزوج إذا طلق بلا سبب كما في حال الزوجة ؟ , 19/05/2022
- ^ النساء , 19
- ^ islamweb.net , حكم تطليق الزوج زوجته لأنه لا يحبها , 19/05/2022
- ^ binbaz.org.sa , متى يكون الطلاق حرامًا , 19/05/2022
- ^ binbaz.org.sa , حكم المرأة التي تكثر طلب الطلاق من زوجها , 19/05/2022
- ^ islamqa.info , هل للزوجة رفض طلاق زوجها لها ؟ وما حكم امتناع الزوج عن جماعها وعن الإنجاب , 19/05/2022
- ^ al-maktaba.org , كتاب فقه السنة , 19/05/2022
- ^ aliftaa.jo , تحذير الزوج من الطلاق لغير سبب , 19/05/2022