ما حكم البيع والشراء في المسجد

ما حكم البيع والشراء في المسجد، فالمساجد هي بيوت الله سبحانه وتعالى في أرضه، وقد جعلها خالصةً له وحده، وهي أحب الأماكن إلى الله تعالى وإلى رسوله وإلى المؤمنين الصالحين، فالمسجد بيت كل تقي، وقد اهتم الدين الإسلامي بالمساجد بالحث على بنائها وإعمارها بالعبادة والطاعة، وأمر بالعناية بالمساجد وبيّن فضل الصلاة فيها، وحدد للمساجد آدابًا وأخلاقًا خاصة بها، ومن خلال موقع مقالاتي سيتم معرفة هل يجوز البيع والشراء في المساجد.

حكم البيع والشراء في المسجد

لا يجوز البيع والشراء في المسجد فهو محرمٌ تحريمًا قطعيًا عند كثيرٍ من أهل العلم ومحرمٌ على الكراهة عند بعضهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في كثيرٍ من الأحاديث الواردة فيه عن البيع والشراء في المسجد، وقد أخبر أن يدعوا المسلمين على البائع في المسجد بقول لا أربح الله تجارتك، فعلى المسلمين الابتعاد عن البيع والشراء في المسجد، لأن هذا المكان بني لعبادة الله تعالى، فلو جاء الناس بسلعهم إليه لبيعها فيه صار سوقا، ولو كانت السلعة غائبة أو حاضرة فعقد البيع والشراء في المسجد منهي عنه والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني

حكم البيع والشراء في المسجد ابن باز

أخبر الشيخ ابن باز -رحمه الله- أنه لا يجوز البيع والشراء في المسجد أبدًا، وذلك لعموم الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا رأيتُم من يبيعُ أو يبتاعُ في المسجدِ فقولوا: لا أربحَ اللهُ تجارتَك…”.[2] والله ورسوله أعلم.[3]

مذاهب العلماء في البيع والشراء والإعلانات في المسجد

أخبر أهل العلم أن المساجد ليست محلًا لتسويق البضائع ولا للبيع، بل لا بد على المسلمين تنزيه المساجد عن الكلام في غير ما بني له من الصلاة والذكر، فيكره البيع فيه عند جمهور أهل العلم وقال أخرون يحرم قطعًا، ولو كان خارج المسجد أمامه أو جانبه جاز ذلك فقد ورد عن عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- أنه بنى رحبة بجانب المسجد لمن يريد أن يبيع ويلغط وينشد ليخرج إليها خارج المسجد والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما معنى حديث رحم الله امرئ سهلا اذا باع

هل يجوز التحدث عن البيع والشراء في المسجد

لا يجوز البيع ولا الشراء داخل المسجد ولا يصح للمسلمين ذلك، ولا حتى الإعلان عن البضائع أو تجارة داخل المسجد، وكذلك لا يصح عرض عقود الإيجار ونحوه ولا التحدث عنها؛ لأن الحديث من اللغط إن لم يكن في ذكر الله والدعوة إليه داخل المسجد، ومن واجب المسلم تأجيل كل الحديث الدنيوي من بيع وشراء وغيره، حتى يخرج من المسجد فالمسجد دار عبادة، وليس دار دنيا ومصالح شخصية.[5]

شاهد أيضًا: الاستئذان لدخول المسجد النبوي

هل يجوز البيع والشراء في الحرم المكي

ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن البيع والشراء في المساجد، وإن التحريم والنهي يعظم في المسجد الحرام أو المسجد النبوي، ففيهما التحريم والنهي آكد على المسلمين من غيرهم وذلك لعظم المكان، وقد اختلف أهل العلم في عموم هذه المسألة بين التحريم القطعي وبين تحريم الكراهة، إلا أنّهم أخبروا أنه لو تمّ العقد فالعقد صحيح لكن يأثم صاحبيه، وهذا قول الجمهور، أما الحنابلة، فقالوا حتى العقد يبطل ويحرم، ولا يُعمل به لو تم داخل المسجد الحرام أو أي مسجد آخر والله ورسوله أعلم.[6]

هل البيع امام المسجد حرام

لا حرج على المسلمين البيع على باب المسجد خارجه أو البيع أمام المسجد وهو لا يدخل في التحريم عن البيع في المساجد، ولكن لو كان هذا الأمر عند الأذان فلا يجوز ذلك، وبالتحديد يوم الجمعة لا يجوز إذا كان بعد النداء الثاني؛ لأنّ الله -سبحانه وتعالى- نهى عن ذلك في كتابه العزيز، أما بعد الصلوات أو سائر الأوقات فلا حرج على المسلمين أن يبيعوا أمام المسجد والله أعلم.[7]

بهذه الأحكام الشرعية نختتم مقال ما حكم البيع والشراء في المسجد، والذي تمّ من خلاله الاطلاع على أقوال أهل العلم ومذاهبهم في عقود البيع والشراء في المساجد والحديث عن أمور التجارة فيها.