جدول المحتويات
ما هو حكم الايمان بالابراج والتعلق بالنجوم، فالأبراج والنجوم من الأمور المنتشرة لدى كثير من الأمم، ولعلّها قديمة جدًّا في التاريخ البشري، وقد وضع الإسلام قواعد لكثير من معتقدات الناس، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان حكم الأبراج والنجوم والإيمان بها في الشريعة الإسلامية، إضافة للوقوف على بعض الأحكام المتفرقة حول مسألة الأبراج والنجوم والإيمان بها والتطرق إليها ونحو ذلك.
النجوم والابراج
إنّ النجوم والأبراج ينبعان لما يُعرف بعلم الفلك والتنجيم، وهذان العِلمان كانا يُعاملان قديمًا على أنّهما علم واحد، ولكنّهما ما لبثا أن صارا علمين منفصلين حتى انفصلا أخيرًا في القرن السابع عشر حينما رُفض أن يُعدَّ التنجيم علمًا، ومع دخول القرن الثامن عشر صار يُنظر للتنجيم على أنّه أحد أشكال العرافة وهو من العلوم الزائفة.[1]
شاهد أيضًا: من أمثلة التطير التشاؤم بالأبراج أو النجوم
حكم الايمان بالابراج والتعلق بالنجوم
إنّ حكم الإيمان بالأبراج والتعلق بالنجوم مُحرَّم بما جاء من نصوص شرعيّة تحرّم هذا الأمر وتعظّم من حرمانيته؛ ففي الحديث الذي يرويه ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “منِ اقتبسَ علمًا منَ النجومِ اقتبسَ شعبةً منَ السحرِ زادَ ما زادَ”،[2] وفي حديث آخر يقول -صلى الله عليه وسلم-: “من أتى عرَّافًا أو كاهنًا فَصدَّقَهُ بما يقولُ فقد كفرَ بما أنزلَ على محمَّدٍ”،[3] وهذا الوعيد الشديد يأتي من عظم الأمر وهوله، فهو شرك وعمل من أعمال الجاهلية التي حاربها الإسلام وقضى عليها، والله أعلم.[4]
شاهد أيضًا: حكم الإنتحار شرعا وحكم الصلاة على المنتحر والدعاء له
حكم قراءة الأبراج للتسلية
إنّ قراءة الأبراج أو سماعها من باب التسلية هو أمرٌ محرّم، ولو كان على سبيل التسلية لا على سبيل التصديق؛ ففي الحديث الشريف يقول -صلى الله عليه وسلم-: “مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً”،[5] ولكن من سمعها على سبيل التصديق والإيمان بها فهذا قد كفر كما في الحديث الشريف: “من أتى عرَّافًا أو كاهنًا فَصدَّقَهُ بما يقولُ فقد كفرَ بما أنزلَ على محمَّدٍ”،[3] والله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: حكم تعبيد الاسماء لله وحكم تعبيد الاسماء لغير الله
هل قراءة الأبراج تبطل الصلاة
إنّ قراءة الأبراج لا تبطل الصلاة، ولكنّ الذي يقرأ الأبراج، ولو على سبيل التسلية لا تُقبل صلاته أربعين يومًا لما ورد في الحديث الصحيح الذي ترويه بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: “مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً”.[5]
وهذا فقط على سبيل القراءة، ولو كان من دون الإيمان بما جاء في تلك الأبراج، وتلك الصلوات لا تبطل، ولا يُطالب المسلم بقضائها، ولكنّه لا يُثاب عليها، وينبغي لمن وقع في مثل ذلك التوبة إلى الله -تعالى- مما بدر منه، والله -تعالى- يقبل التوبة الصادقة من عباده، قال تعالى: {وَهُوَ ٱلَّذِى يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِۦ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}،[7] والله أعلم.[8]
شاهد أيضًا: حكم سب الصحابة رضي الله عنهم
حكم الأبراج بن عثيمين
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- إنّ حكم الأبراج هو التحريم، وقال إنّه لا يحلّ لمسلم أن يعتقدها أو أن يصدّق بها، وقال إنّ المسلم ينبغي له الابتعاد عن هذه الأمور، ولو رأى صحيفة أو ما شابه، وقد كتب بها شيء عن الأبراج، فإنّ المسلم ينبغي له تمزيقها، والله أعلم.[9]
شاهد أيضًا: ما هو حكم الامن من مكر الله
حديث عن الأبراج
لقد وردت في السنة النبوية المطهّرة أحاديث كثيرة تخص ما يعرف اليوم بالأبراج والتنجيم ونحو ذلك، وهي أحاديث منها ما جاء في كتب الصحيح، ومنها ما جاء في كتب السنن الأخرى وكتب الأحاديث التي جمعها عدد كبير من علماء الحديث خلال تاريخ الإسلام الطويل، ومن تلك الأحاديث:
- “منِ اقتبسَ علمًا منَ النجومِ اقتبسَ شعبةً منَ السحرِ زادَ ما زادَ”.[2]
- “من أتى عرَّافًا أو كاهنًا فَصدَّقَهُ بما يقولُ فقد كفرَ بما أنزلَ على محمَّدٍ”.[3]
- “صَلَّى بنا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَلاةَ الصُّبْحِ بالحُدَيْبِيَةِ في إثْرِ السَّماءِ كانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ فقالَ: هلْ تَدْرُونَ ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالوا: اللهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: قالَ: أصْبَحَ مِن عِبادِي مُؤْمِنٌ بي وكافِرٌ، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنا بفَضْلِ اللهِ ورَحْمَتِهِ فَذلكَ مُؤْمِنٌ بي كافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: مُطِرْنا بنَوْءِ كَذا وكَذا فَذلكَ كافِرٌ بي مُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ”.[10]
- “إذا قَضَى اللهُ الأمْرَ في السَّماءِ، ضَرَبَتِ المَلائِكَةُ بأَجْنِحَتِها خُضْعانًا لِقَوْلِهِ، كَأنَّهُ سِلْسِلَةٌ علَى صَفْوانٍ، فإذا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ قالوا: ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا لِلَّذِي قالَ: الحَقَّ، وهو العَلِيُّ الكَبِيرُ، فَيَسْمَعُها مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، ومُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ -ووَصَفَ سُفْيانُ بكَفِّهِ فَحَرَفَها، وبَدَّدَ بيْنَ أصابِعِهِ- فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ فيُلْقِيها إلى مَن تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيها الآخَرُ إلى مَن تَحْتَهُ، حتَّى يُلْقِيَها علَى لِسانِ السَّاحِرِ أوِ الكاهِنِ، فَرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أنْ يُلْقِيَها، ورُبَّما ألْقاها قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ معها مِئَةَ كَذْبَةٍ، فيُقالُ: أليسَ قدْ قالَ لنا يَومَ كَذا وكَذا: كَذا وكَذا، فيُصَدَّقُ بتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتي سَمِعَ مِنَ السَّماءِ”.[11]
شاهد أيضًا: هل يجوز الدعاء على الظالم
كفارة قراءة الأبراج
لم تذكر كتب الفقه كفارة معينة لمن قرأ الأبراج، أو اعتقد بها أو غير ذلك، ولكن الواجب على المسلم أن يتوب من هذا الأمر ولا يرجع إليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له كما نصّت على ذلك الشريعة الإسلامية، والتائب يكون -بإذن الله- غير مستحق للعقوبة لا في الدنيا ولا في الآخرة، وقد ورد عن الشيخ ابن تيمية قوله: “ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعًا ولا قدرًا”، والله أعلم.[12]
شاهد أيضًا: ما هو حكم حسن الظن بالله تعالى
حكم قراءة الأبراج جهلًا بحكمها
إنّ من قرأ الأبراج وهو جاهل بحكمها، فيُرجى له ألّا يكون آثمًا، ولكن متى علمَ الإنسان بحرمة هذا الأمر فإنّه ينبغي له الامتناع عنه وألّا يعود إليه أبدًا، وكذلك ينبغي لمن قرأ الأبراج، ولو كان جاهلًا أن يتوب إلى الله -سبحانه- ويعقد النية على عدم العودة إلى تلك الأمور، وأن يعتقد أنّه لا يعلم الغيب إلّا الله -تعالى- وحده، وليعلم المسلم أنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله أعلم.[13]
شاهد أيضًا: حكم الاذان في اذن المولود
حكم قراءة صفات الأبراج
إنّ قراءة صفات الأبراج -أي قراءة الصفات الخاصة بمواليد كل برج من الأبراج- هي من التنجيم وهو نوع من الكهانة المحرمة التي فيها ادعاء لعلم الغيب والقول على الله بغير علم، وهذا غير مبنيّ على علم أو استقراء، وعليه فلا يجوز النظر في تلك الأبراج أو تصديقها، وقد حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من هذه الأمور وشدّد الوعيد، فقال -صلى الله عليه وسلم-: “مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً”،[5] وكذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: “من أتى عرَّافًا أو كاهنًا، فَصدَّقَهُ بما يقولُ فقد كفرَ بما أنزلَ على محمَّدٍ”،[3] والله أعلم.[14]
شاهد أيضًا: حكم تعليق التمائم إذا كانت من غير القرآن الكريم
وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم الايمان بالابراج والتعلق بالنجوم بعد الوقوف على الحكم الشرعي في هذه المسألة، وبعد الوقوف على بعض الأحكام الأخرى المتعلقة بمسألة الأبراج والنجوم وغيرها.
المراجع
- ^ wikiwand.com , علم الفلك والتنجيم , 08/06/2022
- ^ المنثورات , النووي، عبد الله بن عباس، رقم الحديث: 159، حديث إسناده صحيح.
- ^ المهذب , الذهبي، أبو هريرة، رقم الحديث: 6/3228، حديث إسناده صحيح.
- ^ binbaz.org.sa , التعلق بالنجوم والأبراج والطالع , 08/06/2022
- ^ صحيح مسلم , مسلم، بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث: 2230، حديث صحيح.
- ^ islamweb.net , حكم سماع برنامج الأبراج بقصد الترفيه , 08/06/2022
- ^ سورة الشورى , الآية: 25
- ^ islamweb.net , حرمة النظر في الأبراج ومعنى حديث (..لم تقبل له صلاة أربعين يوما) , 08/06/2022
- ^ youtube.com , 09- ما حكم قراءة الأبراج , 08/06/2022
- ^ صحيح مسلم , مسلم، زيد بن خالد الجهني، رقم الحديث: 71، حديث صحيح.
- ^ صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، رقم الحديث: 4800، حديث صحيح.
- ^ islamweb.net , حكم من نظر في الأبراج غير معتقد صحتها , 08/06/2022
- ^ islamweb.net , حكم قراءة الأبراج , 08/06/2022
- ^ islamweb.net , حكم الاعتماد على الأبراج في معرفة صفات الأشخاص , 08/06/2022