حكم الاستمنى باليد للمرأة العزباء

حكم الاستمنى باليد للمرأة العزباء في الإسلام وهل يجيز لها الشرع ذلك الفعل نظرًا للحاجات الجسدية التي قد تمر بها المرأة قبل زواجها، وما الأدلة على حكم ذلك الفعل في الإسلام في هذا المقال سيقف موقع مقالاتي للإجابة عن تلك الأسئلة والتفصيل فيها بالاستناد إلى الأدلة الشرعية والتعرض لبعض الأحكام الخاص بشهوة المرأة وكيفية الحدّ منها والإضاءة على بعض لمسائل الخاصة فيها.

حكم الاستمنى باليد للمرأة العزباء

إنّ حكم الاستمناء باليد للمرأة العازبة محرمٌ شرعاً بإجماع جمهور العلماء، وذلك بدليل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}،[1] والاستمناء هو نفسه ما يُعرف بالعادة السرية ويأتي تحريمها من كونها ضارةً بدنياً وجسدياً، وقد قال الشيخ مصطفى الزرقا -رحمه الله-: “وما كان مضرًّا طبيًّا، فهو محظور شرعًا”.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن بعض أهل العلم كالحنابلة والأحناف قد أباحوها عند الضرورة القصوى كالخشية من وقوع الزنا في حال عدم الزواج ولا يكون القصد من فعلها هو الحصول على اللذة بل القصد كسر حدة الشهوة، وذلك عملاً بقاعدة الضرورات تبيح المحظورات، واختيار أخف الضررين.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز فعل العادة سرية في ليل رمضان

الأدلة على تحريم الاستمناء

وفي موضوع حكم الاستمنى باليد للمرأة العزباء، فقد بيّن أهل العلم أن الاستمناء للرجل أو المرأة بعمومه محرمٌ شرعاً، وقد استندوا إلى عدة دلائل شرعية، وهي:

• قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}.[1]
• قوله عزَّ وجلَّ: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}.[3]
• قوله تبارك وتعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}.[4]
• حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حين قال: “كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ.”.[5]

شاهد أيضًا: حكم الاحتلام في نهار رمضان

مسائل في استمناء المرأة

هناك العديد من الأحكام والمسائل التي تخص موضوع استمناء المرأة في الإسلام وحكم الاستمنى باليد للمرأة العزباء والمتزوجة، وفيما يلي بعض المسائل التي تخصّ استمناء المرأة وأحكامه الشرعية بالتفصيل.

حكم الاستمنى باليد للمرأة المتزوجة

إن الاستمناء أو ممارسة العادة السريّة باليد أو أية أدوات للمرأة المتزوجة محرم شرعاً، وذلك لِما فيه من أضرار جسدية ونفسية، بدليل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}.[1]

إلاّ أن الحكم الشرعي لا يتضمن التحريم القطعي؛ إذ أجاز بعض أهل العلم العادة السرية عند الضرورة وذلك خشيةً من الوقوع في الزنا في حال عدم الزواج أو تغيب الزوج كالسفر أو عدم مراعاته لمتطلبات زوجته وشريطة الفعل يكون من أجل كسر حدة الشهوة وليس الوصول إلى اللذة.[2]

حكم الاحتكاك بالفراش

يبيّن أهل العلم أن الاستمناء أمرٌ محرمٌ شرعاً على اختلاف وسيلته؛ أيّ أن أية وسيلةٍ مستخدمة لطلب اللذة الجنسية محرمة، والاحتكاك بالفراش إحدى هذه الوسائل.[6]

وقال الشيخ ابن عثيمين عن ذلك: “ولو طُلب استخراج المني بغير استمناء اليد، فهل يجوز أو لا؟، الجواب: لا يجوز؛ لأن العلة واحدة سواءً كان ذلك باليد، أو بأي وسيلة”.[6]

حكم من غلبته الشهوة

يوضح أهل العلم أن الاستمناء بعمومه محرمٌ شرعاً، وذلك تبعاً لِما جاء في القرآن الكريم من حفظ الفرج، وقد أوضحوا أيضاً جوازه في حالاتٍ معينة.[7]

ويعد استحكام الشهوة النفسَ وبلوغها أقصاها واحداً من الحالات التي أجاز الشرع الاستمناء فيها، إذاً فإن الاستمناء في حال الشهوة الشديدة التي لا يستطيع صاحبها دفعها إلا بارتكاب الفاحشة أو ممارسة العادة السرية مجاز شرعاً وذلك عملاً بمبدأ ارتكاب أخف المفسدتين، على أن يحاول المرء قدر الإمكان المسارعة إلى الزواج.[7]

شاهد أيضًا: هل اخراج المنى عمدا يبطل الصيام

هل يجب الغسل بعد العادة السرية للبنات إسلام ويب

لا يجب الغسل بعد ممارسة العادة السريّة عند البنات إذا لم يخرج المني؛ فقد بيّن أهل العلم إن وجوب الغسل يتعلق بخروج المني المعروف بأنه سائلٌ أبيضٌ يخرج عند اشتداد الشهوة، ويعقبه فتورٌ في الجسم، فإن أدّت العادة السرية إلى خروجه وجب الغسل، وإن لم تؤدِ فلا وجوب للغسل.[8]

شاهد أيضًا: هل ممارسة العادة تفسد الصيام للنساء

ممارسة العادة السريّة عند الخوف من الوقوع في الزنا

اختلف أهل العلم حول مشروعية الاستمناء أو ممارسة العادة السريّة؛ فمنهم من اتّجه إلى تحريمه بالمطلق مهما كان السبب، ومنهم من حرّمه في بعض الحالات وأوجبه في حالاتٍ أخرى.[9]

ويعد الاستمناء خوفاً من الوقوع في الزنا إحدى الحالات التي بيّن فريقٌ من أهل العلم وجوبه فيها، فقد رأى الحنابلة والأحناف أنه يجب الاستمناء في هذه الحالة عملاً بقاعدة ارتكاب أخف الضررين، ولاسيما إن لم يكن له زوجة أو أمة.[9]

شاهد أيضًا: هل يجوز مداعبة الزوجة اثناء الصيام

الأمور التي تساعد على التخلص من العادة السريّة

وفي نهاية موضوع حكم الاستمنى باليد للمرأة العزباء، فإن ممارسة العادة السرية تصنف كنوعٍ من الإدمان، الذي مهما تعددت فوائده فمضاره ومخاطره أكثر، غير أنها محرمةٌ شرعاً، وما يأتي بعض النصائح التي تساعد على التخلص منها:

• الاعتراف بوجودها كمشكلة: إنّ الاعتراف بإدمان العادة السرية أولى خطوات التخلص منها، ويجب على مدمنها عدم الشعور بالذنب والمسارعة إلى تحديد خطةٍ أو هدف للتخلص منه.

• تغيير السلوك: وذلك عبر محاولة ملء الوقت اليومي بعدّة مهامٍ سواء كعملٍ أو دراسةٍ أو أيّة نشاطاتٍ أخرى.

• ممارسة التمارين الرياضية: وذلك لِما لها من دورٍ في تفريغ طاقة الجسم، بالإضافة لدورها الكبير في الحفاظ على الصحة العامة للجسم.

• التخلص من وسائل الإثارة: فيجب التخلص من أي صورٍ أو مقاطع فيديو أو مجلات أو نحو ذلك، مع محاولة ضبط النفس وغض البصر عموماً.

• الصيام: وذلك عملاً بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن أن الصيام يُشعر العبد بمراقبة الله عزَّ وجلَّ له فيلتزم تقواه بذلك، بالإضافة إلى دوره في تفريغ طاقة الجسم.

• المساعدة الطبيّة: فلا بدّ من استشارة الأطباء الاختصاصيين، وذلك نظراً للفروق الجسدية والنفسية بين الأفراد وتفرد كل امرئٍ بحالته الجسمانية.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم الاستمنى باليد للمرأة العزباء وذكرنا رأي الشرع في ذلك، وكيف يُمكن للإنسان التخلص من العادة السرية ومتى جعلها العلماء مباحة وما أدلتهم على ذلك وغيرها من المسائل التي أضيء عليها.