جدول المحتويات
حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة هو أحد الأحكام الشرعية الإسلامية التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين، فالصلاة هي من العبادات التي يؤديها الإنسان بشكل يومي ويكررها خمس مرّات، وهي عماد الدين فإنَّ في إقامتها بشكل صحيح وسليم خالي من الأخطاء إقامة للدين، وفي هذا المقال سنقوم بشرح أحد التفاصيل التي قد تشكّل موضعًا للخطأ في الصلاة وهو حكم الاستعاذة في الصلاة وتفاصيله.
أحكام الاستعاذة في الصلاة
إنَّ الأصل والأساس في حكم الاستعاذة في الصلاة أن يستعيذ المرء قبل البدء في قراءة الفاتحة، وبعد قراءة الاستفتاح في الصلاة، وقد ورد عن رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- عدد من عبارات الاستفتاح التي بدء بها الصلاة، ومنها:
- سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.
- سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.
- اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد.
- سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.
وبعد قراءة أحد عبارات الاستفتاح السابقة، تأتي الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم باللفظ التالي “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم”، ويفضل أن يكون لفظها سرًا، ويكفي التعوذ الأول في الصلاة ولا داعي لتكراره في كل ركعة، ومع ذلك فإنَّ الاستعاذة عند قراءة آيات منفصلة من سورة في الصلاة جائز، أو البسملة قبل قراءة السورة القرآنية من أولها، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: “فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ“[1]، والله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: دعاء استفتاح الصلاة
حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة
إنَّ حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة هو جائز فقد ورد ثبوت الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة عن سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد اختلف أهل العلم في حكمها إذا كانت واجبة أو مفروضة أو مستحبة، وفيا يلي نذكر فتاوى بعض أهل العلم في الاستعاذة قبل قراءة الفتحة:[3]
- وجوب الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة: وأصحاب هذا الرأي هم عطاء والثوري، والأوزاعي وداود، وابن حزم، والألباني، واستدلوا بوجوب الاستعاذة بالآية الكريمة: “فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ“.
- استحباب الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة: وأصحاب هذا الرأي هم أبي حنيفة والشافعي وأحمد، وقد استدلوا في استحباب الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة وعدم وجوبها بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” إذا قمتَ إلى الصلاةِ فكبِّرْ ثم اقرأْ ما تيسرَ معك من القرآنِ ، ثم ارْكعْ حتى تطمئنَّ راكعًا ، ثم ارفع حتى تعتدلَ قائمًا ، ثم اسْجدْ حتى تطمئنَّ ساجدًا ، ثم ارفع حتى تطمئنّ جالسًا ، ثم اسجدْ حتى تطمئنَّ ساجدًا ، ثم افعل ذلك في صلاتِك كلِّها”[4]، وفي حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لم يُذكر وجوب الاستعاذة قبل الفاتحة، والله أعلم.
شاهد أيضًا: سبب نزول سورة الفاتحة
حكم الاستعاذة في كل ركعة
إنَّ الأحوط والأسلم عند أداء العبادات اتّباع ما ورد عن سنّة رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم، فقد ورد عن رسولنا الكريم أنّه كان يستعيذ في بداية الصلاة فقط، وقد ورد ذلك في حديث أبو سعيد الخدري الوارد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أنَّهُ كان إذا قامَ إلى الصلاةِ استفتحَ ثُمَّ يقولُ أعوذُ باللهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشيطانِ الرَّجِيمِ من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ ونَفْثِهِ“[5]، أمّا عن حكم الاستعاذة في كلّ ركعة فهو أمرٌ من الأمور التي لم يرد فيها النهي أو التحريم، كما ذهب طيف من أهل العلم أنَّه أمرٌ جائز ووارد.[6]
شاهد أيضًا: من قام الى الركعة الثالثة ونسي التشهد الأول
حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة هو موضوع مقالنا السابق الذي شرح لنا بالتفصيل أحد الأحكام المتعلقة بالصلاة وهي أحكام الاستعاذة في الصلاة، كما بيّن حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة، وحكم الاستعاذة في كل ركعة.
المراجع
- ^ سورة النحل. , الآية 98.
- ^ binbaz.org.sa , أحكام الاستعاذة والبسملة في الصلاة , 16-3-2021
- ^ islamqa.info , حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة , 16-3-2021
- ^ صحيح الجامع , أبو هريرة، الألباني، 741، صحيح.
- ^ السيل الجرار , أبو سعيد الخدري، الشوكاني، 1/224، صحيح.
- ^ islamweb.net , هل تشرع الإستعاذة في كل ركعة , 16-3-2021