حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية

حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية في الإسلام، حيث إنّ الهجرة النبوية من المناسبات التي يعدها النّاس فرحة كبيرة لهم لذلك، فإنّهم يرغبون في صيامها والاحتفال فيها، لكن لا بدّ لموقع مقالاتي من الوقوف مع الحكم الشرعي للاحتفال بهذه المناسبة إضافة لحكم التهنئة برأس السنة الهجرية ولتفصيل آراء العلماء المؤيدين من المعارضين، وما قول إسلام ويب في المسألة، وما هو السبب الذي يمنع من الاحتفال.

التقويم الهجري

التقويم الهجري أو ما يُطلق عليه اسم التقويم العربي أو التقويم الإسلامي، حيث إنّها هذا التقويم يعتمد على دورة القمر من أجل تحديد الأشهر الهجرية، ويُستخدم بشكل خاص من أجل تحديد شهر رمضان المبارك وأشهر الحج والأشهر الحرم والعيد ونحوه من المناسبات الشرعية الأخرى.

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بالحاج بعد عودته وتزيين البيت

حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية

إنّ الاحتفال برأس السنة الهجرية هو من الأمور التي اختلف فيها علماء أهل السنة والجماعة، فبعضهم قال بحرمانية هذا الاحتفال وبعضهم قال بإباحته ولكل من العلماء حجته في ذلك، لذلك فإنّه سيتم تفصيل آراء علماء أهل السنة والجماعة في المسألة إضافة لذكر الأدلة الشرعية التي استدلوا عليها ونحو ذلك:

الرأي الأول

ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ الاحتفال برأس السنة الهجرية هو من الأمور البدعية أي التي لا يجوز الإتيان بها في الشريعة الإسلامية، وقالوا إنّ أول من احتفل برأس السنة الهجرية هم مَن ناصروا البدعة وهم الفاطميون، وقد ورد في ذلك: “موسم رأس السنة: وكان للخلفاء الفاطميين اعتناء بليلة أول المحرم في كل عام؛ لأنها أول ليالي السنة وابتداء أوقاتها”، ولا يصح للمسلم أن يحتفل سوى بالأعياد المقررة في الإسلام وهي عيدي الفطر والأضحى والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

الرأي الثاني

ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّه على المسلم ألا يبتدئ التهنئة في ذلك، وإنما لو ابتدأه النّاس فيرد عليهم بكلام لينٍ لطيف، وقد ذكر أصحاب المذهب الحنبلي أنّه لا بأس برد التهنئة على الآخرين، ولكن لم يتم الوقوف على إباحة الاحتفال في هذه الليلة إذ الاحتفال يعني المبادرة وإثبات الأمر، ولم يذكر العلماء ذلك، وإنما قالوا بأنّه يُمكن الرد على التهنئة بكلام لين لطيف، فالله أعلم.[2]

حكم التهنئة بالسنة الهجرية إسلام ويب

ذكر إسلام ويب أنّ التهنئة بالسنة الهجرية تندرج في باب العادات وليس باب العبادات، والأصل هنا ألا يبتدئ المسلم التهنئة كما ذكر الإمام أحمد بن حنبل بقوله: “أنا لا أبتدئ أحداً، فإن ابتدأني أحد أجبته، وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأموراً بها، ولا هو أيضاً مما نهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة. والله أعلم”، وهذا هو الصواب في تلك المسألة كما أشار ابن تيمية -رحمه الله- وجمع من علماء أهل السنة والجماعة.

شاهد أيضًا: ما حكم الاحتفال برأس السنة

السبب في عدم جواز التهنئة والاحتفال بالسنة الهجرية؟

إنّ الأصل هو أن يلتزم المسلم بأوامر الله -تبارك وتعالى- ويبتعد عن نواهيه، ولا يصح للمسلم أن يحتفل بأعياد غير منصوص عليها في الشريعة الإسلامية؛ لأنّ مَن أتى به هم أصحاب البدع ولا يصح للمسلم أن يتبع أهل الهوى، ويجب أن يكون موقف المسلم من الوقت هو العبرة والعظة؛ لأنّ من ذهب يومه ذهب بعضه ودنا أجله وليس أن يحتفل، والله أعلم بكل أمر.

شاهد أيضًا: حكم زيارة المقابر في العيد الشيخ ابن باز

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على الحكم الشرعي للتهنئة في الشريعة الإسلامية بمثل هذه الاحتفالات ونحو ذلك من الأمور.