جدول المحتويات
حكم إفطار يوم عرفة هذا الحكم الشرعي الذي يسأل عنه الكثير من المسلمين، والذي يُعدّ من أهم الأحكام الشرعية التي تتعلق بصيام يوم عرفة في الإسلام، وينبغي على المسلمين جميعًا التفقه في الدين والتفقه بأحكام يوم عرفة، وذلك من أجل عدم الوقوع في نواهي الإسلام بسبب الجهل بالأحكام، ومن خلال فقرات هذا المقال من موقع مقالاتي سوف نلقي الضوء على حكم عدم صيام يوم عرفة وعلى حكم إفطار يوم عرفة للحاج وغير الحاج.
حكم إفطار يوم عرفة
إنّ إفطار يوم عرفة جائز ولا إثم على فاعله أبدًا، وذلك لأنّ صيام يوم عرفة في الأساس هو سنة مؤكدة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وليس فرضًا أو واجبًا، والمسلم لا يُحاسب على غير ما فُرض عليه، ووجب عليه في الشرع، والصيام الوحيد المفروض في الشريعة الإسلامية هو صيام شهر رمضان المبارك وما سوى ذلك فهو صيام تطوع أو نافلة، ويجوز للمسلم الإفطار به بإجماع أهل العلم، والله أعلم.
اقرأ أيضًا: متى موعد يوم عرفة
حكم إفطار يوم عرفة للحاج
إنّ إفطار يوم عرفة للحاج أفضل من صيامه لهذا اليوم، فقد جمع علماء المسلمين على نهي حُجاج بيت الله الحرام على صيام يوم عرفة، وأنّ استحباب صومه يكون لغير الحجاج من المسلمين فقط، فقد وقف رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في عرفة وهو مفطر في حجة الوداع، وفي هذا ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ما يأتي: “سُئِلَ ابنُ عُمرَ عن صومِ عرفةَ بعرفةَ؟ فقالَ: حَجَجتُ معَ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فلم يَصُمهُ، ومعَ أبي بَكْرٍ فلم يَصُمهُ، ومعَ عمرَ فلم يَصُمهُ، ومعَ عُثمانَ فلم يَصُمهُ، وأَنا لا أصومُهُ، ولا آمُرُ بِهِ، ولا أَنهى عنهُ” [1] فالأفضل ألّا يصوم الحاج عرفة أبدًا، والله أعلم. [2]
اقرأ أيضًا: أعمال يوم عرفة للحاج ولغير الحاج بالتفصيل
حكم إفطار يوم عرفة لغير الحاج
إنّ إفطار يوم عرفة لغير الحاج لا إثم فيه وهو جائز، ولكنّ الأفضل لغير الحاج أن يصوم يوم عرفة، فصيام يوم عرفة سنة مؤكدة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ولمن صام يوم عرفة من غير الحجاج أجر وثواب عظيم، وهو أنه يكفر ذنوب السنة السابقة والسنة اللاحقة، روى أبو قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله عنه-، أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ” [3] فعلى المسلم غير الحاج أن يحافظ على صيام عرفة في كل عام، وفيما يأتي نذكر قول الكاساني في هذه المسألة التي فصل فيها في كتابه الذي سمّاه بدائع الصنائع:
وَأَمَّا صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ: فَفِي حَقِّ غَيْرِ الْحَاجِّ مُسْتَحَبٌّ، لِكَثْرَةِ الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ بِالنَّدْبِ إلَى صَوْمِهِ، وَلِأَنَّ لَهُ فَضِيلَةً عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الْأَيَّامِ، وَكَذَلِكَ فِي حَقِّ الْحَاجِّ إنْ كَانَ لَا يُضْعِفُهُ عَنْ الْوُقُوفِ وَالدُّعَاءِ لِمَا فِيهِ مِنْ الْجَمْعِ بَيْنَ الْقُرْبَتَيْنِ، وَإِنْ كَانَ يُضْعِفُهُ عَنْ ذَلِكَ يُكْرَهُ؛ لِأَنَّ فَضِيلَةَ صَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ؛ مِمَّا يُمْكِنُ اسْتِدْرَاكُهَا فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّنَةِ، وَيُسْتَدْرَكُ عَادَةً، فَأَمَّا فَضِيلَةُ الْوُقُوفِ، وَالدُّعَاءِ فِيهِ لَا يُسْتَدْرَكُ فِي حَقِّ عَامَّةِ النَّاسِ عَادَةً إلَّا فِي الْعُمُرِ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَكَانَ إحْرَازُهَا أَوْلَى.
مقالات مقترحة
نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:
بهذه المعلومات الإسلامية المهمة نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدثنا فيه بالتفصيل عن حكم إفطار يوم عرفة وقمنا بالتفصيل في حكم الإفطار في يوم عرفة بالنسبة للحاج وبالنسبة لغير الحاج كل على حِدة.
المراجع
- ^ صحيح الترمذي , الألباني، عبد الله بن عمر، 751، صحيح.
- ^ binbaz.org.sa , حكم صوم يوم عرفة للحاج وغيره , 26/06/2023
- ^ صحيح مسلم , مسلم، أبو قتادة الحارث بن ربعي، 1162، صحيح.