تاريخ ليلة الاسراء والمعراج 2023

إنّ تاريخ ليلة الإسراء والمعراج 2023 الذي تمّ تحديده يكون في يوم الاثنين 28/ فبراير شباط/ 2023م، وهو ما يوافق 27/ رجب/ 1444 هـ، وينتهي في فجر الثلاثاء، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذا التاريخ هو الموعد الذي اشتهر بين النّاس لكن لا دليل صحيح على صحّته، أما ما ورد عن التاريخ الحقيقي لرحلة الإسراء والمعراج فقد وقع الخلاف الشديد بين أهل العلم، ولم ترد فيه أيّة رواياتٍ أو أحاديث نبوية صحيحة، وكل ما ورد فيه خاطئٌ ولا صحّة له، وقد ورد عن ابن حزم قوله أنّ أهل العلم قالوا أنّ الإسراء والمعراج وقعت قبل الهجرة بعامٍ واحد، وقال القاضي قد وقعت قبل الهجرة بخمس سنوات، وقد وقع الخلاف في الشهور، فقيل إنها في ربيع الأول وقيل رجب، وقيل شوال وقيل غير ذلك، ومن الأيام أيضًا حدث خلافٌ في وقوعها والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: متى تكون ليلة الإسراء والمعراج

موعد ليلة الإسراء والمعراج 2023

إنّ موعد وتاريخ ليلة الاسراء والمعراج 2023 سيكون في السابع والعشرين من شهر رجب 1444هـ وهو ما يوافق اليوم 28/ من شهر شباط فبراير من العام الميلادي 2023م، ولا بدّ من معرفة أنّ هذا القول هو القول الشائع بين عوام المسلمين، لكنّ أهل العلم يرون أن تحديد هذا اليوم غير صحيحٍ شرعًا ولا منطقًا، لأنّه لا دليل شرعي صحيح على حدوث هذه الرحلة في هذا اليوم، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان وغيرها من الدولة يُعدّ إجازةً رسمية، لكن في المملكة العربية السعودية لا يعدّ كذلك، فشيوخ المملكة اختاروا القول الصحيح لأهل العلم وهو ما يقول إن هذا اليوم غير معروف وتحديده بدعة من البدع التي لا تصح والله أعلم.

توقيت حدوث الإسراء والمعراج

لا يوجد أيّ دليلٍ قطعي جازم يبيّن تاريخ ليلة الاسراء والمعراج 2023 ولا توقيت حدوثها، ولم يتّفق أهل العلم على ضبط توقيتها، ومما ورد فيها أنّ الجزم بكونها في السابع والعشرين من شهر رجب لا يصحّ ولا أصل له لا تاريخيًا ولا شرعًا، وقد كثرت أقوال أهل العلم في توقيتها، ومما ورد فيها ما يأتي:[3]

قال الشيخ ابن عثيمين: “فأما ليلة السابع والعشرين من رجب، فإن الناس يدّعون أنها ليلة المعراج التي عرج بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيها إلى الله عز وجل، وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية، وكل شيء لم يثبت، فهو باطل، والمبني على الباطل باطل”.
قال الشيخ ابن باز: “وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند أهل العلم بالحديث ، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها”.
قال ابن تيمية: “لم يقم دليلٌ معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به”.

شاهد أيضًا: أعمال ليلة الإسراء والمعراج

فضل إحياء ليلة واقعة الإسراء والمعراج

لا يجوز للمسلم أحياء ليلة الإسراء والمعراج ولا أن يخصّها بأيّ شيءٍ من العبادات والأعمال الصّالحة، كالدّعاء أو الصّلاة أو قراءة القرآن أو غيره، ولم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قد احتفل بهذه الليلة أو أحياها بالعمل الصّالح، كما لم يرد عن الصّحابة والتّابعين من بعده، ولو كان فيها خيرًا لما كتموه عنّا وسبقونا إليه، فلا فضل لإحياء ليلة الإسراء والمعراج، وذلك لأنّه قد اُختلف في تحديد الميعاد الصّحيح، حيث أنّ المسلمين قد نسوا الميعاد الصّحيح والحقيقيّ لليلة الإسراء والمعراج وذلك لحكمة من الله تبارك وتعالى، والله أعلم.[4]

حكم صيام ذكرى الإسراء والمعراج

قد بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الأيّام الّتي من الجائز لمسلم أن يصوم بها، وبيّن القرآن الكريم أن صيام شهر رمضان واجبٌ على كلّ مسلم، وأمّا عن الأيّام المسنونة فمنها صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء، وصيام الأيام البيض والسّتّة من شوّال وغيرهم، أمّا عن الصيام ليلة الإسراء والمعراج فلا يجوز للمسلم ذلك، لأنّ ذلك بدعةٌ مستحدثةٌ لم ينصّ عليها القرآن الكريم أو السّنّة النّبويّة المباركة، فلا يجوز للمسلم فعل ذلك إطلاقًا، فلم يرد عن النّبيّ أنّه صامه أو عن الصّحابة الكرام أو حتّى التّابعين من بعده.[5]

شاهد أيضًا: فضل ليلة الإسراء والمعراج

الأدعية المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج

لم تذكر السّنة النبوية المطهرة أيّة أدعيةٍ مستحبّةٍ أو مخصوصةٍ بليلة الإسراء والمعراج، كما لا يجوز له تخصيص هذه الليلة بشيءٍ من الأدعية النّبويّة المأثورة أو غير المأثورة، ولكن يمكن للمسلم الدّعاء بما يريد من الأدعية الّتي يناجي بها الله تعالى ويرجوه ويتضرّع ويتذلّل إليه بها في جميع الليالي والأيّام دون تقييد وتخصيص لليلةٍ معيّنة منها، ومن الأدعية النبوية العظيمة الّتي يمكن للمسلم الدّعاء بها هي:

“اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ”.
“اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ”.

قصة الإسراء والمعراج في القرآن والسنة

ثبت ذكر قصة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم والسّنة المباركة، حيث رواها أكثر من عشرين صحابيًا وكنت أحاديثهم بين الصّحيح والثّابت حتّى بلغ حدّ التواتر، كذلك ذُكرت القصّة في بعض آيات القرآن الكريم منها قوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[6] كذلك وصف القرآن الكريم مشهدًا من المعراج في قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى}.[7] والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: في اي سنة كانت رحلة الاسراء والمعراج

هنا نصل لختام مقالنا تاريخ ليلة الاسراء والمعراج 2023، حيث تحدّثنا عن ليلة الإسراء والمعراج وإحيائها وفضلها والدّعاء فيها، كما بيّنا تاريخها لهذا العام، وغيرها العديد من المعلومات الأخرى.