تأثير الصيام على الجنين في الشهور الأخيرة من الحمل

تأثير الصيام على الجنين في الشهور الأخيرة من الحمل من أكثر الأمور التي تهتم بها كل أم حامل اقترب موعد ولادتها بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث ترغب المرأة الحامل في صيام شهر رمضان الكريم ابتغاء مرضاة الله عز وجل، ولكنها تخشى من آثار الصيام على الجنين متسائلة أنه هل يتسبب الصيام في حدوث أي مخاطر أو مضاعفات للجنين أم لا؟ هذا الذي سوف يجيب عليه النص التالي من خلال موقع مقالاتي حول آثار الصيام على الجنين في الأشهر الأخيرة من الحمل ولا سيما الشهر الثامن والتاسع.

تأثير الصيام على الجنين في الشهور الأخيرة من الحمل

عند دخول المرأة الحامل الأشهر الأخيرة من الحمل يجب التوقف عن الصيام إذا تزامن الوقت مع حلول شهر رمضان الكريم، وذلك لمنع تعرضها هي وجنينها للمخاطر الصحية، خاصة بسبب كبر حجم الجنين وزيادة وزنه ومع التأكيد على ذلك، فإنه لا ينبغي الصيام في الثلث الأخير من الحمل، بسبب تزايد حاجة الأم والجنين إلى الطاقة لحياة طبيعية دون مضاعفات وللحفاظ على سلامة المرأة الحامل وسلامة الجنين، وفيما يلي سوف نوضح ما هو تأثير الصيام على الجنين في الشهور الأخيرة من الحمل وفقاً لآراء الأطباء:[1]

زيادة خطر الولادة المبكرة

عندما يطول جوع المرأة الحامل، يحرق الجنين كميات كبيرة من الدهون في أعضاء مثل الكبد والعضلات، مما يؤدي إلى تباطؤ نمو الجنين واختلال في عملية التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى الولادة المبكرة ويزداد الخطر على الجنين.

ضعف نمو الجنين

وبحسب فيما يتعلق بتأثير الصيام على الجنين في الأشهر الأخيرة من الحمل، فإن الجنين في هذه الفترة يقوم بتجميع الأحماض الأمينية وجميع الفيتامينات والمعادن والسكريات الضرورية وغيرها في الرحم للحصول عليها من خلال الحبل السري، والمشيمة وعن طريق دم الأم، لذلك لابد من الحفاظ على كمية الطاقة المخزنة في جسم الحامل لتزويد الطاقة للأعضاء الرئيسية في الجسم مثل القلب والدماغ والغدد الكظرية حتى اللحظة التي تأكل فيها المرأة الحامل.[2]

زيادة معدل ضربات قلب الجنين

يؤدي نقص الطعام المطول أثناء الصيام أيضًا إلى زيادة معدل ضربات قلب الجنين، وخلل في الجهاز العصبي للجنين، وزيادة تواتر الولادة المبكرة، ومن المحتمل دخول الطفل إلى قسم حديثي الولادة لفترة من الوقت.

الصيام للحامل في الشهور الأولى

صيام المرأة الحامل خلال الأشهر الأولى من الحمل من الأمور الشاقة للغاية، حيث تعاني الحامل من أعراض حمل مزعجة مثل القيء والغثيان مما يسبب لها المعاناة من الشعور بالضعف والوهن والاجهاد العام في كامل أنحاء الجسم، وربما يعرضها لخطر كبير، ويقال أنه لا يستحب ذلك، وعليها أن تتجنب المخاطر التي يمكن تفاديها بالإفطار، منها فقدان الجنين وزيادة احتمالية التعرض للإجهاض.

شاهد أيضُا: متى يبدا الطفل بالجلوس وما هي أضرار جلوس الطفل مبكرًا

متى تمنع الحامل من الصيام

تصوم المرأة الحامل في شهر رمضان المبارك، ولكن هل يمكن الصيام لبعض الحالات من النساء الحوامل؟ لأن التوقف الطويل عن الأكل والشرب يمكن أن يكون ضاراً للغاية، خاصة إذا كانت الحامل تعاني من مرض مزمن، ومن خلال ما يلي أهم الحالات التي يحذر عليها الصيام في شهر رمضان:[3]

الأشهر الأولى من الحمل

تعاني النساء في الأشهر القليلة الأولى من الحمل من الكثير من أعراض الحمل المزعجة والتي تتمثل في الشعور بالضعف الشديد وانخفاض في مستويات الدم، مع الغثيان المستمر في الصباح، وعند الامتناع عن الطعام والشراب لفترات طويلة خلال اليوم فسوف يزداد لديها المعاناة من الشعور بالاكتئاب والضيق نتيجة انخفاض الطاقة.

القيء المستمر

تعاني بعض النساء من القيء في وقت متأخر من الحمل، وقد يؤدي الامتناع عن شرب السوائل لأكثر من 15 ساعة إلى تعرضهن لخطر الجفاف مع الشعور بالضيق العام، والتعب وعدم وضوح الرؤية، مع وجود صديد في البول، وفي هذه الحالة تحتاج المرأة إلى شرب الكثير من الماء أثناء النهار.

سكري الحمل

إذا كانت المرأة مصابة بسكري الحمل، فلا يمكنها التوقف عن الأكل والشرب لفترة طويلة من الوقت وحالتها الصحية هي التحكم في مستويات السكر في الدم للحفاظ على سلامة طفليها، و تتطلب جرعة محددة من الدواء، لذلك يحرم عليها صيام شهر رمضان لأنها أكثر عرضة للإجهاض والولادة المبكرة.

تسمم الحمل

الحامل التي تصاب بحالة تسمم الحمل عليها التوقف تماماً عن فكرة الصيام في أشهر الحمل بأكملها، فهذه الحالة تصاب بها نتيجة احتباس الماء وارتفاع نسبة الأملاح المعدنية في الجسم مع نسبة عالية من الزلال في البول.

الحمل بتوأم

كما أن المرأة التى تحمل في طفلين توأم يحذر عليها الصيام في شهر رمضان لأنها تكون في حاجة مضاعفة إلى تناول الغذاء وإدخال السوائل والماء إلى جسمها، وذلك من أجل الحفاظ على سلامتها وسلامة طفليها، وحمايتهم من التعرض للإجهاض والولادة المبكرة.

ارتفاع نسبة الأملاح

عندما تظهر نتائج الاختبارات التي أجرتها النساء في مراحل مختلفة من الحمل وأثبتت وجود زيادة في نسبة الأملاح أو وجود صديد في البول، فإنها في هذه الحالة تحتاج إلى شرب الكثير من الماء طوال اليوم، والتخلي عن الصيام في رمضان.

انخفاض وزن الجنين

تفتقر بعض النساء الحوامل إلى التغذية السليمة والضعف العام في الصحة ولا تستطيع توصيل الطعام إلى الجنين، لذلك في هذه الحالة، يجب أن تأكل وتشرب بانتظام طوال اليوم، وهي أيضًا بحاجة إلى تناول بعض الأدوية التي تزيد من تدفق الدم لحمل الطعام عبر المشيمة.

الإصابة بارتفاع ضغط الدم

إذا كانت المرأة تعاني من مرض ضغط الدم المرتفع، فإن صيام رمضان ممنوع لها، لأن صحتها تتطلب تناول جرعات معينة من الأدوية أثناء النهار، هذا فضلا عن المضاعفات الخطيرة التي يسببها الصيام في هذه الحالة خاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.

شاهد أيضُا: ما هو افضل وقت للرياضة في رمضان

تأثير الصيام على مرضى السكري في الحمل

من المعروف أن الصيام لا يعتبر آمناً على المرأة التي تعاني من مرض السكري أو التي تعرضت للإصابة به أثناء الحمل، وذلك لأن الصيام يمكن أن يؤثر على مستويات السكر في الدم، فإذا كان الصيام خلال النهار، سينخفض ​​مستوى السكر في الدم ومن المحتمل إصابة الحامل بالجفاف، وخاصة إذا كان يصادف شهر رمضان في الصيف فسوف يكون الجو حاراً وطويلاً، ويزداد خطر إصابة الجسم بالجفاف.

في حين أن عند الصيام ليلاً، يمكن أن يؤدي تناول الكثير بين السحور ووجبة الإفطار إلى حدوث ارتفاع شديد في مستويات السكر في الدم، لذلك يحذر الأطباء من الأمهات اللاتي تعانين من مرض السكري أو اللاتي تعرضن للإصابة بأعراض سكري الحمل من عدم الصيام طيلة فترة الحمل وليس في الشهور الأخيرة فقط.[4]

شروط الصيام للحامل

أشار الأطباء والمتخصصين في مجال طب أمراض النساء والتوليد إلى أنه يمكن للحامل أن تصوم الحامل في رمضان دون أن يضر بها وعلى جنينها، ولكن يجب أن تتوافر فيها الشروط الآتية:

• السلامة من أي مرض يتعارض مع الصيام بما في ذلك فقر الدم وضغط الدم والسكري.
• إجراء فحص الطبيب شرط لازم للمرأة الحامل أن تصوم أو لا تتأكد من أنه لا يوجد ما يمنعها من الصيام.
• يجب على الحامل عدم بذل أي جهد خلال فترة الصيام لتلافي العواقب الوخيمة.
• تحتاج النساء الحوامل بالتأكيد إلى تناول السحور، ويجب أن يحتوي السحور على الألياف والبروتين والسكريات الطبيعية والسوائل.
• احتواء هذا الإفطار على جميع العناصر والفيتامينات والمعادن اللازمة لوجبة الإفطار والنمو السليم للجنين.
• يجب أن تخبر طبيبها الخاص عن الأعراض غير الصحية التي تعاني منها أثناء الصيام، واعتمادًا على الموقف لابد من إنهاء الصيام.

كيف أتعامل مع الصيام أثناء الحمل؟

إذا كان وزن المرأة صحيًا ولديها نمط حياة صحي بشكل عام، فمن المرجح أن تتعامل مع الصيام ببساطة، مع ضرورة معرفتها أن جنينها بحاجة إلى العناصر الغذائية منها، ولذلك إذا كان لديك مخزون كافٍ من الطاقة في جسمها، فمن المحتمل أن يكون الصيام أقل فعالية وتأثير على صحتها وصحة الجنين، وقد تعتمد الطريقة التي يتعامل بها جسم الحامل مع الصيام أيضًا على:

• الحالة العامة للمرأة: قبل حدوث الحمل، وهل بالفعل صحتها تتحمل قدرة الصيام عن تناول الطعام خلال الحمل؟ أم لا.
• مرحلة الحمل: كما يتم التعامل مع الصيام من خلال أي مرحلة من مراحل الحمل، لانه من الصعب جداً الصيام في الشهرين الأخيرين من الحمل بسبب زيادة تعب الحامل وكبر نمو الجنين.
• مدة الصيام في النهار: فمكن أن يكون هذا من 11 إلى 18 ساعة حسب الوقت من السنة، فهذا يؤثر بشدة على فترة الصيام في الحمل وكيفية تعامل الحامل معها
• توقيت الصيام: وفي أي فصل من فصول السنة، نظراً لأن الصيام في الصيف أكثر صعوبة منه في الشتاء بسبب الأيام الطويلة وارتفاع درجات الحرارة.

شاهد أيضُا: جدول الصيني لمعرفة نوع الجنين

وفي هذا الصدد من تأثير الصيام على الجنين في الشهور الأخيرة من الحمل ومعرفة مخاطره وفعاليته القوية على صحة الأم والجنين، وكذلك الآثار الجانبية للصيام في الأشهر الأولى من الحمل، تبين أن المرحلة الثانية من الحمل أي فترة الثلث الثاني من الحمل يفضل الصيام فيها وتجنب الصيام في الأشهر الأولى من الحمل لتفادي مخاطر الصيام من التعرض للإجهاض، وعدم الصوم في الأشهر الأخيرة من الحمل للحفاظ على صحة الجنين وتجنب التعرض للولادة المبكرة.