جدول المحتويات
يقر جميع خبراء الاستثمار بأن العملات المشفرة باتت واحدة من أهم أدوات الاستثمار في العصر الذي نعيش فيه، حيث استطاعت هذه العملات بمختلف أشكالها أن تحقق مكانه متميزة في وقت قليل جداً، لتكون عنصر أساسي في مختلف البورصات العالمية، بل وأداة طبيعية لعمليات التجارة البسيطة والكبيرة في كثير من دول العالم.
صعود العملات المشفرة
تشهد العملات الرقمية في الوقت الحالي انتعاش جيد جداً، حيث ارتفعت قيمة غالبية العملات الرقمية في العموم، ولا سيما البيتكوين خلال شهر ديسمبر بصورة كبيرة جداً وصلت إلى 17-20%، محققة مكاسب جيدة لجميع من يقومون بالتداول في هذه العملات صاحبة الجدل الكبير.
بالرغم من التقلبات السعرية التي تلازم أسواق العملات الإلكترونية، وما يتبعها من مخاوف من قبل المستثمرين بمختلف حجم تداولاتهم، إلا أن أسواق العملات المشفرة تشهد مزيد من الانفتاح والانتشار في مختلف دول العالم، بسبب حب الناس وشغفهم ورغبتهم في تحقيق أرباح مالية كبيرة في وقت قصير.
فعالم العملات المشفرة هو أحد أبسط أشكال الاستثمار، التي لا تحتاج لخبرات طويلة في مجال الاستثمار من جانب. فضلاً عن تاريخها المتميز في تحقيق الأرباح المالية الكبيرة. فيكفي القول بأن البيتكوين ربح هذا العام أكثر من 200% في عام واحد فقط، وهو هامش ربح من الصعب إيجاده في الكثير من وسائل الاستثمار المختلفة. لهذا يعلوا نجم العملات المشفرة كواحدة من أكثر وسائل الاستثمار التي تشهد تزايد يوم بعد يوم من قبل المستثمرين من كافة دول العالم.
مقارنة بين العملات الرقمية وتجارة الفوركس
في الواقع، هناك الكثير من أوجه الاختلاف بين العملات الرقمية وعملات الفوركس. فعملات الفوركس تختص بالتجارة في العملات التقليدية ولكن من خلال منصات موجودة على الإنترنت، وهذه العملات تشمل جميع العملات العالمية مثل الدولار واليورو والين وغيرها من عملات معروفة. في حين تتم تجارة العملات الرقمية من خلال عملات مشفرة تعتمد على خاصية البلوكتشين، وهي عملات لا يمكن الحصول عليها في الواقع مع البيتكوين والأيثريوم وغيرها من عملات.
تتشابه العملات الرقمية وتجارة الفوركس في أنها تعتبر من أدوات الاستثمار التي تتسم بالتقلبات السعرية وعدم الاستقرار. لكن هناك فرق شاسع بين طبيعة التقلبات السعرية في كلا النوعان. فالتقلبات السعرية في سوق الفوركس أقل بكثير من العملات الرقمية، فمخاطرها قليلة ولكن أرباحها تعتبر أقل بكثير من سوق العملات الرقمية؛ والمعروف عنه التقلبات السريعة والقوية جداً والتي تعتبر من أعلى الاستثمارات مخاطرة ولكنها في نفس الوقت من أعلى أنواع الاستثمارات ربحاً.
هناك بعض القيود التي يتم فرضها على كل من العملات الرقمية وتجارة الفوركس من قبل الحكومات والهيئات المالية، لكن لاتزال تجارة العملات الرقمية تعاني من نقد وقيود أكبر بكثير من سوق الفوركس الذي أصبح مقبول في أغلب دول العالم. فكثير من الدول العربية تحظر التجارة في العملات الرقمية، أو على أقل تقدير لا تقبل علميات الدفع بمثل هذه العملات التي تعتبرها غير قانونية.
العملات المشفرة واللوائح المالية والقانونية
تختلف بصورة كبيرة جداً أشكال اللوائح والقوانين التشريعية والمالية التي تتعلق بالعملات المشفرة. فهناك دول جعلت من البيتكوين عملة رئيسة لها مثل دولة السلفادور يمكن من خلالها القيام بكافة أعمل البيع والشراء داخل البلاد، وهناك دول أخرى مثل كثير من الدول العربية والتي تعتبر أي نشاط في العملات المشفرة هو عمل غير قانوني؛ بل أن هناك بعض المناقشات حول إذا ما كان التداول حلال أم حرام في بعض هذه البلاد.
تقوم الدول التي وافقت على إدراج العملات المشفرة في البورصة الخاصة بها، بإخضاع هذه العملات لهيئات رقابية مالية مشددة مثل البنوك المركزية وهيئات حكومية وخاصة، للرقابة على كل الأعمال والصفقات التي تتم من خلال هذه العملة، خوفاً من أي عمليات غسيل أموال أو تمويل عمليات إرهابية.
أما فيما يخص الضرائب، فلا توجد ضرائب ثابته على الأرباح الخاصة بالعملات المشفرة، فكل بلد تفرض نسبة ضرائب تختلف عن غيرها من البلاد، حيث تخضع جميع العملات الإلكترونية للنظم والقوانين الخاصة بكل بلد على حدي.
أهم العوامل التي تؤثر في أسعار العملات الإلكترونية
هناك أكثر من عامل يؤثر على أسعار العملات الإلكترونية، ويلعب دور كبير التقلبات السعرية الدائمة للعملات الإلكترونية. أول هذه العوامل تتمثل في العرض والطلب من قبل المستثمرين، فكلما زادت طلبات الشراء على مختلف العملات الإلكترونية ترتفع أسعارها، والعكس صحيح عند خوف الناس من الدخول في استثمار عالي المخاطر فتنخفض عندها أسعار العملات المشفرة.
تؤثر أيضاً الأخبار العالمية على أسعار العملات الإلكترونية، وخصوصاً إذا ما كانت هذه الأخبار تتعلق بتلك العملات بصورة مباشرة. فمثلاً إدارج بورصة عالمية لعملات إلكترونية يزيد من أسعارها، ومنع بلد ما لتداول العملات المشفرة يؤثر سلباً على أسعار كافة العملات الإلكترونية. كذلك تؤثر الأحداث الخاصة بالسياسة أو الأزمات المالية، فغالباً لا يفضل المستثمرين في هذه الأوقات التجارة في استثمارات عالية المخاطر مثل العملات الإلكترونية ويلجئون وقتها لحفظ الأموال في الذهب أو الدولار الأمريكي.
بالطبع تؤثر التطورات التكنولوجية التي لا تنتهي في صناعة البلوكتشين على أسعار البيتكوين وخصوصاً في المستقبل القريب والبعيد. فكلما تطورت هذه الصناعة، أصبح تعدين هذه العملات أسهل وأسرع، مما سيؤثر بشكل إيجابي في أسعارها حيث يراها الكثير من خبراء الاقتصاد بأنها عملة المستقبل لعالمنا!