من هو اول من حاول الطيران

اول من حاول الطيران، كما هو الحال مع التطور الكبير الذي حدث في مجال الطيران والوصول إلى الفضاء وصناعة المركبات الفضائية، تساءل الكثير من الناس عن أول من حاول الطيران وأول من اخترع طائرة مخصصة للبشر، قال البعض قال إن أول من استخدم الطيران كان عالمًا من دول الغرب، والبعض الأخر قال أن أول من طار كان عالمًا عربيًا، وعبر هذا المقال سوف يتحدث موقع مقالاتي عن التعريف بأول من حاول الطيران، والتطرق لذكر كيف كانت محاولاته في الطيران بشكل تفصيلي.

من هو اول من حاول الطيران

مهندس القرن التاسع عباس بن فرناس يعتبر أول إنسان يطير بمساعدة زوج من الأجنحة المبنية من الحرير والخشب والريش الحقيقي، ويُعدُّ التاريخ مليء بالأساطير والخرافات التي تصور البشر بأجنحة ويقومون بأشياء غير عادية في السماء، وعندما يتعلق الأمر بالطابع العملي للطيران ، فإن التجربة الأولى حيث طار جسم في الهواء والتي تم إجراؤها  من قبل فلاسفة صينيين اللذين يقال إنهما المخترعين وراء الطائرة الورقية نتيجة لطرقهم الرائدة في القرن الخامس إذ تمكنوا من جمع المعلومات العسكرية من الممالك المتنافسة، وبعد هذا الشرح الوافي يكون أول من حاول الطيران هو:[1]

• عباس بن فرناس

شاهد أيضًا: من هو اول رائد فضاء عربي ومتى كان ذلك

أصول وبدايات عباس بن فرناس

ولد في القرن التاسع في إزن راند أوندا الأندلس وهي روندا بإسبانيا حاليًا، وقضى معظم حياته البالغة في إمارة قرطبة أحد مراكز التعلم الرئيسية خلال الخلافة الأموية، وتشير بعض الروايات التاريخية إلى أن الفرناس تأثر بأرمن فيرمان  الذي لم يكن عالِمًا ولا متعدد المواهب بل كان مراقبًا ماهرًا للطبيعة، كان فيرمان هو أول من بنى أجنحة مصنوعة من ألواح خشبية ملفوفة بالحرير وريش الطيور في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، إذ صعد فيرمان إلى أعلى مئذنة مسجد في قرطبة وقفز من عليه مرتديًا الأجنحة، وعلى الرغم من أن محاولته فشلت بسرعة وهبط إلى الأرض  إلا أن آلة الطيران تضخمت في الوقت المناسب وأبطأت هبوطه.

تأملات ابن فرناس في الطيران

شاهد ابن فرناس مغامرة فيرمان وهو يقف بين الحشود المتجمعة والمذهلة التي كانت تشاهد السماء من فوق بدهشة، وأعجب بنتيجة فيرمان، بدأ ابن فرناس يدرك أن فعل الطيران في الهواء يحتاج إلى مزيد من التحقيق، ودرس عباس بن فرناس أنماط طيران الطيور والأشياء المختلفة لمدة ثلاثة وعشرين عامًا، وبعد عدة قرون نجح التركي العثماني أحمد جلبي في الطيران والهبوط عبر مضيق البوسفور في عام 1630.[1]

شاهد أيضًا: ما هو اكبر مطار في العالم

تجربة طيران عباس بن فرناس

قام ببناء آليته الطائرة وقفز من جبل العروس في اليمن على الرغم من سنواته المتقدمة، وفقًا للمؤرخين عندما كان ابن فرناس يبلغ من العمر 65 و 70 عامًا قفز من جرف من جبل العروس اليمني وحلق في الهواء، واستمر في الطيران لمدة 10 دقائق على الأقل، وأصابته الرحلة القصيرة بإصابات وخاب أمله، وأدرك أنه بسبب إهماله لآليات الهبوط  لم يستطع موازنة رحلته في الهواء وانتهى به الأمر بهبوط محطم.

تجربة الطيران الثانية

عاش بعدها ابن فرناس 12 سنة أخرى، وأدرك أن الهبوط البطيء يتحقق من خلال العمل التعاوني بين الذيل والأجنحة ، وهي النتيجة التي توصل إليها بعد عقود من الدراسات حول تحليق الطيور وهبوطها، وكان فرناس هو الذي يمكن أن يدعي بنجاح أنه وراء النظرية التي استمرت في إنشاء أورنيثوبتر وهي طائرة تحاكي الطيور وتطير من خلال رفرفة أجنحتها، واصلت مخططاته المتعلقة بآلات الطيران لتصبح حجر الزاوية في هندسة الطيران في أواخر القرن العشرين.[1]

شاهد أيضًا: اشهر علماء اللغة العربية

ابتكارات ومساهمات أخرى لعباس بن فرناس

أدى اهتمام ابن فرناس الشديد بالعلوم والتكنولوجيا إلى ابتكار ساعات تعمل بالماء، كما أجرى تجارب مع بلورات الرمل والكوارتز لفهم طبيعة هذه الخصائص، والعديد من المؤرخين ينسبون إليه الفضل في صنع هذه المواد من الزجاج الشفاف، ويُزعم أنه كان أيضًا الرائد وراء النظارات الأندلسية الشهيرة والتي لا تزال مطلوبة حتى يومنا هذا، وقد استفاد منه المعاق بصريًا أيضًا حيث كان له الفضل في صنع عدسات تساعد في القراءة، وتمت تسمية العديد من المطارات والجسور والتلال والحدائق والطرق والهيئات العلمية على اسمه، خاصة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، ويوجد تمثال له بالقرب من مطار بغداد وسمي الجسر فوق نهر الوادي الكبير في قرطبة بإسبانيا باسمه، وتوفي فرناس في وقت ما بين عامي 890 و 895 بعد الميلاد، ويقول العديد من المؤرخين إن وفاته ربما تسارعت بسبب إصابته.

شاهد أيضًا: هو المسؤول عن تحريك الروبوت وتنفيذ المهام

اتهامات عباس بن فرناس بالسحر

كان عباس بن فرناس أول من صنع الزجاج من الحجر، وهو رجل من قرطبة اخترع نظارات وميزان حرارة بآلية معقدة وآلة طيران في القرن التاسع الهجري، وكان مسلمًا بربريًا متعدد المواهب مخترعًا ومهندسًا وطيارًا وطبيبًا وشاعرًا عربيًا وموسيقيًا أندلسيًا، ولد في إزن رند أوندا  الأندلس وعاش في إمارة قرطبة، اتهم عباس بن فرناس بالسحر بسبب التجارب التي كان يقوم بها في منزله من قِبل الحاسدين، وجاءت هذه التهمة بعد أنّ شاهدوا الأدخنة والبخار يخرج من منزلهِ، وكانت هذه الأدخنة تخرج جراء العمليات الكيميائية التي كان يقوم بها، وأرسل إلى القاضي عبد الرحمن بن هشام الأموي وتمت محاكمته ببراءة عباس بن فرناس من تهمة السحر، وأمره القاضي بالاستمرار بتجاربه وحُفظت له بذلك مكانته.[2]

شاهد أيضًا: الطريقة العلمية هي طريقة يستعملها العلماء لحل المشكلات

وبهذا القدر نصل لختام مقال اول من حاول الطيران، والذي تناول في محتواه التعريف بـِ عباس بن فرناس، والتطرق لذكر اتهامات عباس بن فرناس بالسحر، وتناولنا في مقالنا أصول وبدايات عباس بن فرناس بشكل تفصيلي.