جدول المحتويات
الفرق بين النبي والرسول من حيث التكليف لا يعتبر فرق بسيط ولابد من معرفته؛ لأن أغلب الناس يظنون أنه لا فرق بين نبي ورسول، لارتباط كلمة الرسول في الأذهان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان رسولًا نبيًا إلا أنه بالتأكيد هناك فرق حيث قال تعالى “وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ” الآية 52 من سورة الحج فهنا ذكر الله تعالى الرسول والنبي كشخصين.
الفرق بين النبي والرسول من حيث التكليف
يرى أغلب العلماء أن الفرق بين النبي والرسول من حيث التكليف يكون واضحاً إذا تم ربطه بالرسالة نفسها ويمكن تلخيصه كالآتي:-
- الرسول يرسله الله تعالى برسالة (جديدة أو متقدمة) ويوحي إليه بتبليغ هذه الرسالة، والنبي يوحى إليه بتبليغ رسالة من قبله من الرسل، وقد يوحى إليه برسالة من قبله دون أن يؤمر بالتبليغ، والرسالة هنا بمعنى الأحكام والتشريع والمنهج وربما أيضًا الكتاب.
- الرسول يُرسل بتشريع جديد ورسالة، لذا يكون إرساله للكافرين، والنبي يُرسل للتذكير بشرع الله، والتذكير برسالة من قبله من الرسل، لذا يكون إرساله لأهل الكتاب والرسالة لتصحيح مسارهم.
- الرسول يؤمر بالتبليغ مطلقًا، وإلزاميًا، بمجرد إرساله، والنبي قد يؤمر بالتبليغ، وقد لا يؤمر بالتبليغ، فيكون نموذجًا سلوكيًا ليقتدي به الناس.
- الرسل أنبياء وليس كل الأنبياء رسل.
- سيدنا موسى عليه السلام (مثلًا) رسول الله ورسالته هي التوراة التي حكم بها بني إسرائيل وأحكامها ومنهجها.
- بني إسرائيل حين حرفون الأحكام وغيروا المنهج القويم، أرسل الله (الأنبياء)، على رسالة سيدنا موسى عليه السلام (الرسول).
- سيدنا داوود والعزير وسليمان مثلا ليذكروا الناس بشرع الله وأحكامه على رسالة التوراة التي هي رسالة سيدنا موسى عليه السلام.
شاهد أيضًا: وصف النبي صلى الله عليه وسلم احد أصحابه بانه اصدق هذه الامة حياء
تعريف النبي والرسول
أولًا علينا أن ندرك أن الهدف من إرسال كلًا من الأنبياء والرسل هو توحيد الله عزّ وجلّ ومن أجل إرشاد الناس إلى أحكام وتعاليم الله التي بها تستقيم أمور دينهم ودنياهم.
- النّبي اختصارًا هو إنسان ذكر أوحي إليه بشرع، ولو لم يؤمر بتبليغه.
- الرسول هو الذي أوحي إليه بشرع، وأمر بتبليغه.
- كلمة النبوة مشتقة من النبأ، أي الخبر، والمقصود الإخبار أي أن يُخبر عن الله.
- كلمة النبوة قيل أيضاً أنها تعني الارتفاع عن الأرض، دلالة على رِفعة مكانة النبي عن سائر الناس.
أفضلية الأنبياء والرسل
- فضّل الله تعالى البشر أولًا على سائر المخلوقات، حيث قال تعالى “ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلًا” الآية 70 سورة الإسراء.
- فضّل الله تعالى الأنبياء والرسل على سائر البشر بالوحي والرسالة، كذلك فضّل الله تعالى الأنبياء والرسل بالعِصمة من الكبائر.
- أتفق أغلب العلماء على أفضلية الرسل على الأنبياء، وقالوا أن جميع الرسل أنبياء، وليس جميع الأنبياء رسل.
- فضّل الله تعالى بعض الرسل والأنبياء على بعض حيث قال تعالى “تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم الله ورفع بعضهم درجات …”إلى آخر الآية 253 سورة البقرة.
- يرى القليل من العلماء (بصفة خاصة من الصوفية) أن الأفضلية قد تكون للأنبياء عن الرسل.
شاهد أيضًا: الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين هو
خصائص الأنبياء والرسل
اجتمعت بعض الصفات في الأنبياء والرسل، هيأها لهم ربّ العزّة، لكي يعينهم بها على أداء رسالته، ولا يشبههم فيها أحد، بل يتشبه بهم من سار على نهجهم من الصالحين ومنها :-
- العصمة من الشرك ومن الكبائر سواء كان قبل النبوّة أو بعدها.
- يقظة القلب وعدم النسيان.
- النسب، فكل الأنبياء والرسل رجال أحرار، من نسب شريف ومعلوم لدى قومهم،
- تحريم الأرض أن تأكل أجسادهم بعد وفاتهم ودفنهم، كسائر البشر، الأنبياء أجسادهم لا تتحلل بعد الوفاة.
- الأنبياء جميعا عملوا برعي الأغنام.
- صحّة الخَلق، وحُسن الخُلق، والصدق.
شاهد أيضًا: من هو النبي الذي آمن به جميع قومه
عدد الأنبياء والرسل
عدد الأنبياء والرسل غير معلوم أو محدد بنص صريح في القرآن، بل قال تعالى “بل أرسلنا رسلًا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص” الآية 164 سورة النساء لذا المؤكد أن هناك رسلًا لا نعلم حتى أسماءهم.
- يوجد بعض الأحاديث التي اختلف العلماء في مدى صحتها تخبرنا أن عدد الأنبياء يبلغ مائة وعشرون ألف نبي، وقيل أيضًا مائة وأربعة وعشرون ألف نبي.
- يبلغ عدد الرُسل ثلاثمائة وثلاثة عشر، وقيل أيضًا ثلاثمائة وخمسة عشر رسولًا.
- ذكر الله تعالى أسماء بعض الأنبياء والرسل في القرآن الكريم، عددهم خمس وعشرون، منهم بالتفصيل، ومنهم بالإجمال.
بذلك نكون انتهينا من المقال واستعرضنا الفرق بين النبي والرسول من حيث التكليف ،وتم ذكر تعريف النبي وتعريف الرسول وتحدثنا عن أفضلية الأنبياء والرسل وتحدثنا أيضا عن بعض خصائص الأنبياء والرسل وتم توضيح عدد الأنبياء والرسل.