جدول المحتويات
ما هي العقوبات التي فرضتها أمريكا على روسيا إبان الغزو الأخير الروسي لأوكرانيا، بتجاهلٍ تام من قبل روسيا للتحذيرات والتّهديدات التّي وجهتها الدول الغربية بفرض عقوبات على روسيا، مما اضطر أمريكا لتنفيذ وعيدها وفرض عقوبات على روسيا، وهو ما سيحمله مقالنا التالي على موقع مقالاتي، بالإضافة إلى مجموعة معلومات عن العقوبات التي فرضت على روسيا من قبل الغرب، وتداعياتها الاقتصادية.
الحرب الروسية الأوكرانية
بعد ظهور رئيس روسيا فلاديمير بوتين في بيانٍ متلفز يوم الخميس الموافق ليوم 24 من شهر فبراير عام 2023، أعلن فيه أنّه لا نيّة لروسيا في احتلال أوكرانيا، شنت القوات العسكرية الروسية هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، ودخلت أراضيها واستهدفت مواقع عسكرية بالقرب من مدنها الكبرى، وطالب الجيش الأوكراني بإلقاء أسلحته. وبعد ذلك، بدأ الجيش الروسي هجماتٍ على أهدافٍ عسكريةٍ أوكرانيةٍ هامةٍ، حيث صرّحت الحكومة الأوكرانية أنّ بوتين بدأ غزوًا واسع النطاق على البلاد، وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن فرض الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد، وقال في بيانٍ مصور “لا ذعر. نحن أقوياء. مستعدون لأي شيء. سنهزم الجميع لأننا أوكرانيا”. وتجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس الأوكراني قام بمحاولةٍ أخيرةٍ لإبعاد خيار الحرب، محذرًا من أن روسيا قد تبدأ حربًا كبيرةً في القارة الأوروبية، كما حث المواطنون الروس على معارضة الغزو.
شاهد أيضًا: ما هي العقوبات المفروضة على روسيا
ما هي العقوبات التي فرضتها أمريكا على روسيا
توّعد الرئيس الأميركي جو بايدن، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بدفع ثمن الحرب في أوكرانيا، وصرّح بايدن مساء الخميس قائلًا: “سنفرض حزمة عقوبات جديدة قوية على روسيا، بعد الهجوم على أوكرانيا”، واصفًا الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا بـ “غير المبرر”، وصرّح بايدن أنّه سيفرض عقوبات وقيود على الصادرات لروسيا، وسيقيد قدرة موسكو على التعاملات المالية بالدولار، مشيرًا إلى أن العقوبات الجديدة ستستهدف البنوك الروسية الكبيرة وستجمد أصولها في الولايات المتحدة، وأوضح أيضًا أنّ العقوبات الجديدة ستستهدف النخبة الروسية وتجمد أصول عدة شركات كبيرة، وستفرض قيودًا على شركات روسية لديها أصول تبلغ 1.4 تريليون دولار.
وأعلن الرئيس الأمريكي بايدن عن حزمة العقوبات التي ستفرضها أميركا وحلفاؤها على روسيا بسبب غزو موسكو لأوكرانيا، وهذه العقوبات هي:
- الحد من قدرة روسيا على التعامل التّجاري بالدولار واليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني.
- منع روسيا من تطوير قدراتها العسكرية أو تمويل جيشها.
- الحد من قدرة روسيا على المنافسة في اقتصاد التكنولوجيا العالية في القرن الـ 21.
- فرض عقوبات على المصارف الروسية التي تبلغ أصولها مليار دولار.
- حظر أربعة بنوك رئيسية كبرى ما يعني أن كل أصولها ستصبح مجمدة.
العقوبات الغربية على روسيا
فرضت مجموعة من دول الغرب حزمة عقوبات على روسيا عقب غزوها لأوكرانيا، لكن الملفت في كل هذه العقوبات، أنّها لم تشمل شخص الرئيس الروسي بوتين، ولم تشمل تعليق روسيا من نظام تحويل الأموال سويفت. وفيما يلي أبرز العقوبات الغربية على روسيا:[1]
- العقوبات الألمانية: حيث أعلنت برلين إيقاف ترخيص أنبوب الغاز نورد ستريم 2 الذي كان من المفروض أن يضخ المزيد من الغاز الروسي إلى ألمانيا، والأنبوب جاهز للعمل لكنه لم يبدأ ضخ الغاز بعد.
- العقوبات اليابانية: كانت العقوبات اليابانية خجولة بعض الشيء ولم تفصح عن تفاصيلها، لا سيما أن اليابان اعتمدت بشكلٍ ملحوظ على واردات الطاقة الروسية العام الماضي. وأعلنت اليابان منع روسيا من إصدار سندات على أراضيها، وجمدت أموالا لشخصيات روسية مرتبطة بالأزمة الأوكرانية ومنعتهم من السفر إليها دون ذكر التفاصيل.
- العقوبات الأسترالية: من جهتها فرضت أستراليا حزمةً من العقوبات المالية ومنع سفر على 8 شخصيات روسية من أعضاء مجلس الأمن القومي، وقالت إن العقوبات القائمة منذ 2014 على شبه جزيرة القرم ستمدد إلى المنطقتين الانفصاليتين وهي تشمل قطاعات النقل والطاقة والبنوك، وبالإضافة إلى فرض عقوبات مالية على بنوك كبرى روسية.
شاهد أيضًا: متى تولى بوتين رئاسة روسيا
موقف روسيا من العقوبات الغربية
لم يذعن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للتهديدات بفرض عقوبات نتيجة غزوه لأوكرانيا، قائلًا “إن الغرب سيفرضها بغض النظر عن الأحداث”، ووصف ردود الفعل على اعتراف روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين بأنه متوقع. وقال: “لن يتوقف زملاؤنا الأوروبيون والأمريكيون والبريطانيون، ولن يهدؤوا حتى يستنفذوا كل ما في وسعهم لفرض ما يسمونه عقاب روسيا. هم بالفعل يهددوننا بكل أشكال العقوبات، أو ما يسمونه الآن أم العقوبات”. وأضاف: “حسنًا، اعتدنا على ذلك، نحن نعلم أنه ستُفرض العقوبات بأي حال من الأحوال، بسبب أو دون سبب”.
الحصار الاقتصادي على روسيا
مع احتدام الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وبدء الجيش الروسي في غزو العاصمة كييف، بدأ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في فرض عقوباتٍ واسعةِ النطاق التي سيكون لها تأثيرًا كبيرًا على القوة الاقتصادية لروسيا.
ووفقاً لعمليات المحاكاة التي أجراها معهد “كيل للاقتصاد العالمي”، سوف ينخفض الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بنحو 3% إذا توقفت جميع واردات وصادرات الغاز.
وباعتبار روسيا أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم وواحدة من أكبر مصدري النفط. فإن قطع هذه الصادرات يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار تلك السلع بنسبة تصل إلى 50% حسب بعض التكهنات، وهو أكثر بكثير من الارتفاعات البسيطة المكونة التي شهدتها الأسبوع الماضي.
كما سيؤدي فرض الحظر على قطع غيار الآلات والآلات إلى انكماش الاقتصاد الروسي بنسبة 0.5%، وفرض حظر على المركبات وقطع غيارها بنسبة 0.3%، أما بالنسبة لألمانيا والاتحاد الأوروبي، سيكون لكلا الإجراءين آثار سلبية قليلة فقط.[2]
شاهد أيضًا: ما هي عاصمة روسيا قبل مدينة موسكو
كيف تستطيع أمريكا فرض عقوبات على الدول
يمكن تعريف العقوبات الاقتصادية الأمريكية بأنّها القوانين واللوائح التي تفرض من قبل الحكومة الأمريكية، التي تتعلق بالسياسة الخارجية المحددة، أو الأمن القومي، أو أي أسباب أخرى للسياسة، والتي تقيد قدرة بعض الأشخاص على المشاركة في أنشطة تشمل دولًا أو مناطق معينة أو أطرافًا محددة. وتشمل طرق فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية على التالي:
- التعريفات: وتعني الضرائب المفروضة على البضائع المستوردة من دولة أخرى.
- الحصص: وضع حد لعدد السلع التي يمكن استيرادها من بلدٍ آخر أو تصديرها إلى ذلك البلد.
- الحظر: أي فرض قيود تجارية تمنع دولة من التجارة مع دولة أخرى.
- الحواجز غير الجمركية: أو التدابير غير الجمركية وهي عبارة عن قيود غير جمركية على السلع المستوردة ويمكن أن تشمل متطلبات الترخيص والتعبئة ومعايير المنتج، بالإضافة إلى المتطلبات الأخرى التي لا تعتبر ضريبة على وجه التحديد.
- تجميد الأصول أو مصادرتها: وتعني منع بيع أو نقل الأصول المملوكة للدولة أو للفرد.
بهذا نكون قد أنهينا مقالنا لليوم الذي كان بعنوان ما هي العقوبات التي فرضتها أمريكا على روسيا، فتحدث المقال عن هذه العقوبات، كما استفاض في الحديث عن العقوبات الغربية على روسيا وآثارها الاقتصادية، وختم المقال بالحديث عن موقف روسيا من هذه العقوبات.
المراجع
- ^ home.treasury.gov , U.S. Treasury Imposes Sanctions on Russian Federation President Vladimir Putin and Minister of Foreign Affairs Sergei Lavrov , 27/02/2022
- ^ reuters.com , How Western sanctions target Russia , 27/02/2022