في طريقك للتغيُّر للأفضل، ستجد أن عاداتك قد لا تتناسب مع الحياة التي تهدف إلى عيشها، لأنها عادات هدّامة تعيقك في تحقيق النجاح المهني والتطور الشخصي والنفسي. لذلك يصبح من الواجب أحيانا أن نباشر في تغيير أنفسنا ونمط معيشتنا وأسلوب الحياة الذي نعتمده. من السهل إدراك العادات التي لا تخدمنا، فنتائجها السلبية عادة ما تكون واضحة جدا. لهذا يحاول الكثيرون التخلص منها وتكوين عادات جديدة يمكن اكتسابها تدريجياً. لكن في كثير من الأحيان لا يعرف الناس الطرق الصحيحة التي تمكنهم من تغيير العادات السيئة، لذلك سنذكر في مقال اليوم الطرق الأكثر فعالية التي تساعدك في التخلص من العادات السيئة واستبدالها بعادات جيدة تخدم تطورك.
- حدّد العادات السيئة التي تعاني منها
أول خطوة نحو التغيير هي تحديد العادات السيئة التي تعاني منها. إذا كنت تدركها وكانت واضحة لك، أكتبها بدقة. قد تكون هذه العادة المماطلة لبدأ العديد من الأمور المهمة التي تهدف لها كأن تبدأ مشروع ما أو أن تباشر في التداول عبر منصة تداول موثوقة، أو أن تتعلم مهارة جديدة. إذا كنت لا تعرف تماما ما خي العادات التي يجب تغييرها يمكنك إجراء تمرين بسيط يساعدك على فهم السلوكيات التي تمارسها كل يوم، أولًا قم بوضع قائمة العادات التي تُمارسها يوميًا، ورتبها ترتيبًا زمنيًّا، ثم صنِّف كل عادة ضمن واحدة من هذه الفئات: “عادات فعّالة”، و”عادات غير فعّالة”، و”عادات محايدة”. ومن ثم ستدرك العادات التي يجب عليك تغييرها.
- حدد المحفزات التي تدفع للعادات السيئة
الخطوة الثانية هي معرفة المحفزات التي تدفع للقيام بهذه العادات. فكل عادة سيئة لها محفز مرتبط بها. نذكر على سبيل المثال عادة التدخين، غالبًا ما يشعر المدخن بالرغبة في التدخين عند وجوده مع مجموعة من الأصدقاء المدخنين. في هذه الحالة من الأحسن أن يتجنب التواجد معهم في الأيام الأولى من الإقلاع عن التدخين. كل عادة سيئة لها مجموعة دوافع، لذلك عليك أن تحدد ما الذي يدفعك للقيام بعادتك السيئة. ومن الضروري أن تبتعد عن هذه الدوافع في الأيام الأولى من ترك هذه العادة، لأنك إذا لم تقم بذلك، فستعود لفعلها دون أن تشعر.
- ابحث عن البدائل
عندما تترك عادة غير المرغوب فيها إستبدلها بسلوكٍ أفضل لتحقق النجاح بعادات يومية جيدة. لأنه عند قيامك بعمل مختلف جيد بدلا منها فأنت تخلق عادة جيدة تفيدك. وبالتالي فأنت تنشئ ذاكرة جديدة تعيد تنظيم أفكارك ومشاعرك بطريقة تخدمك. وفي النهاية، سيصبح هذا السلوك الجديد هو العادي بالنسبة لك. وفي هذا الخصوص، يقول الكاتب الشهير آرت ماركمان “عندما كنت طالب دراسات عليا، توقفت عن قضم أظافري أثناء الجلوس على مكتبي باللعب بألعاب المكتب بدلا من ذلك”.
- ذكِّر نفسك باستمرار
يُعتبر التذكير مهم جدا للتخلص من أي العادة السيئة، سواء كان ذاتي أو بمساعدة الغير. لأنك تحتاج إلى حث عقلك على المواصلة في إخبار جسمك بعدم العودة للقيام بتلك العادة. نذكر على سبيل المثال أن لديك عادة مقاطعة الناس أثناء الحديث، عليك في كل مرة ترغب بالقيام بذلك، تذكير نفسك عقليا بأنك قررت التغير وتبني عادة الإنصات الإيجابي. اُبذل جهدا واعيا في ترك العادة وبعد أيام قليلة ستلاحظ فرقا كبيرا. زيادة على ذلك، يمكنك أيضا طلب المساعدة من الأشخاص من حولك، أخبرهم بالعادة التي تريد تغييرها، واُطلب منهم تذكيرك بتركها إن رأوك تقوم بها دون وعي منك. إذ إن ردود الفعل التي نلقاها من الآخرين هي وسيلة قوية لمساعدتنا في التخلي عن عاداتنا السيئة.
- تخيل نفسك بعد تحقيق الهدف المطلوب
وأخيرا، لا شيء يزيد تحفيزك مثل تخيُّل نفسك على مدار اليوم وأنت متخلص من العادة السيئة. قد يعتقد البعض أن الأمر مضيعة للوقت لأنه لا يحتوي على أي خطوات فعليّة للتخلُص من العادة، لكن حقيقة هي أن التخيُل يُعتبر من أقوى الأسلحة التي يمكنها استغلالها لإعادة برمجة عقلك كما تشاء. مهما كانت العادة السيئة متجذرة في روتينك اليومي، تخيل نفسك وأنت تكسرها وتستمتع بالعادة الجديدة التي استبدلها بها. ومع الوقت سوف يستجيب عقلك لهذا التخيُل وتشعر أن العادة الجديدة هي الطبيعية والعادية، وتقوم بها بكل سهولة.