جدول المحتويات
ما سبب الشعور بالوحده بالرغم من وجود الناس، فَكما عرفه علماء النفس، فإن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ولا يمكنه العيش دون هذا المحيط لأي سبب كان، وغيابه يعني الكثير من المشاكل النفسية وتداعياتها، والشعور بالوحدة هو أحد أشكال الابتعاد عن الناس أو حتى التوهم بذلك دون حدوثه، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على ما هو الشعور بالوحدة وأسبابه ومخاطره وعلاجه وكل ما يتعلق به.
شعور الوحدة
هناك عدة تعريفات لحالة الشعور بالوحدة، فالبعض يعرفها على أنها حالة نفسية عاطفة إنسانية عالمية معقدة وفريدة من نوعها لكل فرد يعاني منها، في حين أن التعريفات الشائعة للوحدة تصفها بأنها حالة من العزلة، إلا أنها علمياً هي حالة ذهنية قابلة للعلاج والتعافي منها، بالرغم من أنها ليست مرضاً عضوياً، وبالحالة العام، الوحدة تجعل الناس الذين يعانون منها يشعرون بالفراغ والوحدة، أو أنهم من الأشخاص غير المرغوب فيهم في المجتمع المحيط، وهذا يتعلق غالباً بعقدة نقص ناتجة عن عدم الثقة بالذات.[1]
شاهد أيضًا: الشعور واللاشعور في الحياة النفسية
سبب الشعور بالوحده بالرغم من وجود الناس
يرجح العلماء أن سبب الشعور بالوحدة بالرغم من وجود الناس، هو إقناع العقل الباطن بذلك بسبب التجربة الاجتماعية في العلاقات مع الناس وما ينتج عنها من خيبة أمل وصدمات في مراحل عمرية مختلفة، فقد تكون الوحدة ناتجة عن صدمات نفسية منذ الطفولة بحيث تكبر وتنمو مع نمو الإنسان مما يجعله غير قادر، أو قادر بشكل ضعيف للغاية، على التواصل مع الناس بشكل طبيعي، ومع تقدم العمر أيضاً، قد تتطور الأحداث التي تسبب أو تنمي الشعور بالوحدة لدى الفرد، مما يجعله يشعر بأنه منبوذ، أو يصبح الإنسان أكثر شعوراً بذاته حتى ينفصل عن العالم الخارجي، وكلما تطور الشعور داخله وتنامى، كلما أصبحت الأعراض أكبر وأكثر تعقيداً، وقد تؤدي بالفرد إلى أماكن يشعر بها أنه يجب أن ينهي حياته.[1]
شاهد أيضًا: اسباب الاكتئاب المفاجئ واعراضه وطرق علاجه
لماذا نشعر بالوحدة
هناك خليط كبير من الأسباب التي تؤدي إلى الوحدة في مراحل عمرية مختلفة، بدءاً من الطفولة وحتى الكهولة، وفيما يلي نستعرض الأسباب الشائعة من منظور علم النفس والتجارب وفق بعض الحالات التي عالجها أطباء نفسيون:[1]
- ضعف العلاقات الاجتماعية: والتي بالرغم من أنها موجودة، إلا أنها ضعيفة للغاية، كوجود أصدقاء عامين ومشتركين، ولكن ليس هناك أصدقاء مقربون في أي بيئة اجتماعية محيطة، أو ضعف التواصل مع زملاء الدراسة أو العمل.
- ضعف التواصل الاجتماعي: وهي حالة عامة يعاني منها الكثير، وترتبط بشخصية الفرد ذاته الذي يعاني منها، حيث يعتبر التواصل الاجتماعي مهارة مكتسبة يمكن تطويرها.
- الصدمات النفسية: وهي متعددة للغاية، كفقدان شخص عزيز خطفه الموت أو قام بالسفر والهجرة الدائمة، أو خسارة صديق أو فشل في علاقة حب وفقدان من نحب.
- صدمات الطفولة: وهي من الأسباب التي تؤثر بشكل كبير على المدى الطويل لعلاقات الإنسان، مثل التعرض لاعتداء جسدي أو جنسي أو تنمر أو عدم مبالاة من الأهل وما إلى ذلك.
- إدمان التعاطي: وهي للأسف منتشرة بين أوساط الشباب بشكل مبالغ فيه، في ظل الرقابة الأسرية والمجتمعية، كإدمان الكحوليات والمخدرات وكل ما يتعلق بها.
- إدمان التكنولوجيا والعالم الافتراضي: والتي بالرغم من أنها تفيد إلى حد كبير، لكن الانغماس بها يؤدي إلى الانفصال عن الواقع بشكل كبير، بالإضافة إلى إدمان المواقع الإباحية وما لها من آثار مدمرة أخلاقياً ودينياَ وصحياً.
- اختلاف الزمان والمكان والإطار الاجتماعي: مثل تبديل أماكن العيش والانتقال من مكان ومحيط اجتماعي واضح المعالم، إلى مكان ومحيط اجتماعي مختلف بثقافته عما هو مألوف، أو التبديل في مكان العمل أو الوظيفة.
- العمر: وخاصة عن التقدم في العمر وترك الوظيفة والإحالة للتقاعد وانصراف المحيط الاجتماعي عن الفرد بزوال أسباب تواجدهم حوله.
- الحالة الاجتماعية: بما في ذلك عدم القدرة على الزواج وتأسيس عائلة وعدم وجود الأبناء وخاصة مع تقدم العمر.
شاهد أيضًا: ماهو مرض الذهان الزوري
هل الوحدة تسبب مرض نفسي؟
الشعور بالوحدة ليس في حد ذاته مشكلة صحية عقلية، أي أنه حالة نفسية وليس مرضاً نفسياً مزمناً، ومع ذلك فالاثنان مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، حيث يمكن أن تزيد الإصابة بمشكلة صحية عقلية من الشعور بالوحدة، وكمثال بسيط يوضح الفرق، فقد يعاني الأفراد من حالة الرهاب أو القلق الاجتماعي، بحيث يجدون صعوبة في الانخراط في الأنشطة اليومية التي تنطوي على أشخاص آخرين، وهذا بدوره يؤدي إلى نقص التواصل الاجتماعي الهادف، مما يولد الشعور بالوحدة، وهذا لا يعني أن هؤلاء الأشخاص هم مرضى نفسيين، وإنما يعانون من حالة قابلة للعلاج.[2]
مخاطر الشعور بالوحدة
المخاطر هي الأشكال التي قد تتخذها الوحدة التي تنطوي عليها حياة الإنسان، وهي كثيرة من حيث أن هناك عوامل مختلفة من شخص لآخر سببت الشعور بالوحدة، ومن هذه المخاطر:[2]
- تعاطي الكحوليات والمخدرات
- التغير في وظائف المخ.
- تدهور الصحة العقلية وما ينتج عنها من سلوكيات عدوانية أو غيرها.
- فقدان الثقة بالنفس والشعور بالخوف الدائم وما يترتب على ذلك مثل ضعف اتخاذ القرار.
- في مراحل العمر المتقدمة، قد تؤدي الوحدة إلى تطور مرض ألزهايمر.
- قد يكتسب الفرد صفة غير اجتماعية.
- الوحدة تزيد من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.
- الضعف النفسي الناتج عن الوحدة تؤدي إلى تأثر جهاز المناعة.
- الوحدة تؤدي إلى اختلال الذاكرة وزيادة النسيان وضعف التعلم.
- قد تزيد من حالات الاكتئاب والانتحار وزيادة مستويات التوتر
شاهد أيضًا: ما مفهوم الضغوط النفسية .. كيفية التعامل مع الضغوط النفسية
الخروج من الوحدة
نظرًا لعدم وجود سبب واحد مشترك للشعور بالوحدة، فيمكن أن تختلف طرق الخروج من هذه الحالة الذهنية التي قد تكون ضارة بشكل كبير، فغالبًا ما يتوق الأشخاص الذين يعانون من الوحدة إلى الاتصال البشري، لكن حالتهم الذهنية تجعل من الصعب تكوين روابط اجتماعية، وبالتالي يكون الخروج من هذه الحالة، متعلق بقابلية الشخص ذاته للخروج منها، وفي هذا الصدد، يمكن تقديم بعض النصائح للخروج منها مثل:[2]
- محاولة الانخراط مع العائلة والمحيط الاجتماعي الأسري وتقوية علاقات الصداقة.
- الابتعاد عن مصادر الشعور بالوحدة، كالإدمان بكافة أشكاله بما في ذلك الإدمان على التكنولوجيا والإدمان المضر بالصحة.
- تغيير نمط التفكير السلبي بكل ما يدور حول الشخص.
- عيش الحياة بشكل طبيعي للغاية من خلال القيام بالأنشطة الاعتيادية التي يقوم بها أي شخص عادي كَممارسة الرياضة.
- ملء أوقات الفراغ من خلال استثمارها في الهوايات المفضلة وكافة الاهتمامات الشخصية والخروج من الروتين وما إلى ذلك.
- ملأ الفراغ الاجتماعي من خلال البحث عن أعمال اجتماعية تطوعية تساعد الإنسان على تلبية حاجاته بالاهتمام والأهمية.
- الاهتمام بالجانب العاطفي من حياة الإنسان، فالعلاقات العاطفية الناجحة أفضل علاج للوحدة.
- تغيير النظرة السلبية للتغيرات التي تجري في حياة الإنسان، فبدل التوحد من تغيير مكان العيش، يمكن التأقلم مع المحيط الاجتماعي الجديد.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان سبب الشعور بالوحده بالرغم من وجود الناس، والذي تعرفنا من خلاله على ما هو الشعور بالوحدة وما هي أسبابه ومخاطره المحتملة وطرق الخروج منه وهل الشعور بالوحدة هو مرض نفسي.
المراجع
- ^ verywellmind.com , Loneliness: Causes and Health Consequences , 19/03/2022
- ^ choosingtherapy.com , Loneliness: Causes, Getting Help, & Ways To Cope , 19/03/2022