جدول المحتويات
الرد على احسن الله عزاك تلك العبارة التي تعد أحد أشهر الردود التي يقولها الناس لأهل المتوفي للتعبير عن مدى حزنهم على فقد الأسرة لأحد أفرادها، وللتهوين عليهم في مصيبتهم التي يمرون بها، ولا يوجد شخص الا وخسر عزيز عليه، فالموت حقيقة مؤكدة لا مفر منها حيث قال تعالى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ).
الرد على احسن الله عزاك
يجهل العديد من الناس كيفية الرد على عبارة احسن الله عزاك التي تقال عند فقد إنسان عزيز أو حادث مأساوي، وإليكم أفضل الردود على هذه العبارة:
- أحسن الله إليك.
- لله ما أعطى ولله ما اخذ.
- شكر الله سعيكم.
- الله لا يحرمك الأجر.
- بارك الله فيك وعظم أجرك.
- جزاك الله كل الخير.
- ضاعف الله أجرك.
- كتب الله لنا ولك عظيم الأجر والثواب.
- لا أراكم الله سوءًا في عزيزٍ عليكم.
- اجارك الله من عذاب الآخرة.
- رحم الله والديك.
عبارات التعزية عند الفقهاء
كان بعض الفقهاء يقولون بعض العبارات في تعزية أهلهم وذويهم، من هذه العبارات التالي:
- قال الإمام أحمد في عزاء أحد أصحابه: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم.
- وورد عن بعض العلماء أنهم كانوا يقولون في التعزية: أعظم الله أجرك، وأحسن عزاك، ورحم الله ميتك.
- روى جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه أنّه لمّا توفي رسول الله سمعوا رجلاً يقول: إن في الله عزاءً من كل مصيبة، وخلَفاً من كل هالك، ودركاً من كل ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنّ المُصاب من حرم الثواب.
شاهد أيضًا: ما يقال في العزاء
الهدف من التعزية
هناك عدة أسباب تستدعي من الناس الذهاب إلى أهل المتوفي للعزاء، منها:
- يذهب الناس إلى العزاء من أجل مؤازرة أهل الميت، حيث أن دين الإسلام قد أمر بوقوف المسلم بجانب أخيه المسلم في السراء والضراء.
- أنه أحد الواجبات التي نص عليها الدين.
- كما أن الموت من أشد المصائب التي قد يمر بها الإنسان وتستدعي الوقوف بجانبه ودعمه فيها.
حكم التعزية في دين الإسلام
يستحب تعزية أهل الميت، فقد دخل حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك فقال: (ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة)، ولقد فعل الصحابة والتابعين ذلك، كما ذكر أهل العلم أهمية التعزية وأنها أحد وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الصيغ المشروعة وغير المشروعة للتعزية
تنقسم صيغ التعزية إلى قسمين ما هو مشروع قوله وما هو غير مشروع ويمتنع قوله، وسنذكر تلك الصيغ بشيء من التفصيل:
الصيغ المشروعة
توجد عدة صيغ تقال في التعزية، وتعبر عن المؤازرة والدعم، وهي:
- أفضل هذه الصيغ ما عزى به النبي -صلى الله عليه وسلم- ابنته، حيث قال (إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ).
- رحم الله ميتكم واسكنه الفردوس الاعلى.
- جبر الله كسركم واعانكم على مصابكم.
- رزقكم الله الصبر والسلوان على ما أنتم فيه.
- لا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.
- إنما الصبر عند الصدمة الأولى، فعليكم بالصبر لتنالوا الاجر.
- جعلكم الله من الصابرين، وجزاكم خيرًا عليه.
- نرجو من الله أن يغفر له ذنبه، ويرحمه، ويوسع مدخله، وينقله من ضيق اللحود إلى جنات الخلود إنه القادر على ذلك.
- أحسن الله عزاءكم في مصابكم، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
- عسى الله أن يرحمه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه، وأن يقيه عذابه يوم يبعث عباده.
- صبركم الله على فراقه وربط على قلوبكم.
الصيغ غير مشروعة
توجد صيغة واحدة قد نهى عنها الدين الإسلامي، لأن معانيها تنافي معاني الدين السامية، وهي: البقية في حياتك، فلا يجوز قولها، لأن لكل إنسان عمره الذي لا زيادة فيه ولا نقصان، ولقوله تعالى (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)، كما أنه يفضل استبدالها بقول “إن في الله خلفاً من كل هالك”.
شاهد أيضًا: ماذا يقال في العزاء والرد عليه
وسائل التعزية
هناك طريقتين لتعزية أهل المتوفى، وهما:
- الذهاب إلى المكان المحدد من قبل أهل الميت للعزاء.
- الاتصال بهم سواء عن طريق الهاتف أو أي وسيلة أخرى، وذلك في حالة عدم التمكن من الذهاب إلى العزاء.
مع العلم أنه يفضل الذهاب إلى العزاء في حالة إذا كان الميت أحد الأقارب أو الأرحام، لأن عدم الذهاب قد يتسبب في قطع الأرحام، أو يمكن الرجوع إلى ما ينص عليه العرف، فإن كان يجوز الاكتفاء بالاتصال هاتفيًا فيُكتفى بذلك.
مدة التعزية
اختلف العلماء في مدة التعزية على قولين، هما:
- القول الأول: أن مدة التعزية ثلاثة أيام بعد الدفن، وهذا قول الأئمة الأربعة، ووجه قولهم هذا أن أهل الميت يطيب جرحهم يعد ثلاثة أيام من الدفن، كما أن مدة الحداد المطلق هي ثلاثة أيام.
- القول الثاني: أن مدة التعزية لا آخر لها، وهذا قول ابن عثيمين، ابن باز، ابن تيمية، والألباني، ووجه قولهم إن الغرض من التعزية هو الدعاء للميت وهذا يستمر طول الزمان.
مكان التعزية
يجوز تعزية أهل الميت في أي مكان سواء كان السوق أو المسجد أو البيت أو عند القبر أو في مكان يحدده أهل المتوفى لاستقبال التعازي، كما يستحب صنع الطعام من قبل أقارب أهل الميت والجيران، وذلك اقتداءًا برسول الله عند موت جعفر، حيث قال لأهله (اصنَعوا لآلِ جَعفرٍ طعامًا فقَدْ أتاهم ما يشغَلُهم أو أمرٌ يشغَلُهم).
شاهد أيضًا: صيغة التعزية ومواساة بعبارات مكتوبة
أمور ينتفع بها الميت
ينتفع الميت بعدة أشياء بعد موته، كما أن ثوابها يضاف إلى حسنات، ومن هذه الأمور ما يلي:
- الدعاء: ينتفع الميت بالدعاء، خاصةً إذا توافرت شروط القبول في الداعي، والدليل على ذلك قوله تعالى (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ).
- الصدقة: يجوز التصدق بكافة أنواع المال كما يجوز التصدق بالطعام، وهي من أفضل الأشياء التي ينتفع بها الميت بعد موته.
- قضاء ما عليه من ديون: سواء دفعها أهل الميت أو أحد أقربائه أو اي شخص آخر.
- صيام ما فاته: من أيام واجبة عليه، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (من مات وعليه صيامٌ، صام عنه وليُّه).
- أعمال الأبناء الصالحة: سواء فعلها قبل موت والديه أو بعده.
آيات قرآنية عن العزاء
وردت العديد من الآيات القرآنية عن عزاء ومواساة أهل الميت، منها:
- قال الله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
- قال الله تعالى: (كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَنَبلوكُم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينا تُرجَعونَ).
- قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ).
أحاديث نبوية عن العزاء
في الآتي سوف يتم عرض بعض الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في العزاء:
رُوِي عن أبي سَلَمةَ رَضِي الله عنه أنّه قال: (سمِعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ما من أحَدٍ منَ المُسلِمينَ يُصابُ بمُصيبةٍ، فيقولُ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ، اللَّهُمَّ إنِّي احتَسَبْتُ مُصيبَتي عندَكَ، فأبدِلْني خَيرًا منها، إلَّا أبدَلَه اللهُ خَيرًا منها)، فلمَّا تُوفِّيَ أبو سَلَمةَ قُلْتُ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ، اللَّهُمَّ إنِّي احتَسَبْتُ في مُصيبَتي، فأبدِلْني به خَيرًا منه. قالت: وجعَلْتُ أقولُ في نفْسي: مَن خَيرٌ من أبي سَلَمةَ، فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخطَبَني فتَزوَّجْتُه.
دَخَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فأغْمَضَهُ، ثُمَّ قالَ: (إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ، فَضَجَّ نَاسٌ مِن أَهْلِهِ، فَقالَ: لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ إلَّا بخَيْرٍ، فإنَّ المَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ علَى ما تَقُولونَ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ له في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ له فِيهِ.”[وفي رواية]: نَحْوَهُ، غيرَ أنَّهُ قالَ: وَاخْلُفْهُ في تَرِكَتِهِ، وَقالَ: اللَّهُمَّ أَوْسِعْ له في قَبْرِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: افْسَحْ له).
حكم تعزية غير المسلم
يجوز تعزية غير المسلم، قال تعالى (وقولوا للناس حسنى)، وذلك لأن الهدف الأساسي من التعزية هو المؤازرة ودعم الغير، ويتمثل ذلك في تعزية غير المسلم، كما أنها تعبر عن مدى إنسانية الشخص، وتزداد أكثر في حالة إذا كان المتوفي من أصحاب الأديان السماوية.
صور شكر الله سعيكم
وفي الآتي سوف يتم عرض مجموعة صور تحمل عبارة شكر الله سعيكم؛ لإرسالها لمن يقوم بالتعزية عبر الرسائل على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة:
وهكذا في نهاية المقال يكون تم تناول الرد على احسن الله عزاك ، كما تم التعرف على الهدف من التعزية وحكم التعزية في الإسلام، والصيغ المشروعة وغير المشروعة للتعزية، ووسائل التعزية ومدته ومكان العزاء، وتم التحدث عن الأمور التي ينتفع بها الميت، وتم عرض آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن العزاء والمواساة.