جدول المحتويات
الحرب العالمية الثالثة في القران هو من أكثر المواضيع التي يهتم بها الناس على خلفية الأحداث السياسية المتوترة التي تحصل في العالم وتحديدًا بين روسيا وأوكرانيا والتي يتوقع الخبراء أنْ تكون بداية للحرب العالمية الثالثة، وفي هذا المقال من موقع مقالاتي سوف نتحدث عن ماذا قال رسول الله عن الحرب العالمية الثالثة؟ بالإضافة إلى الحديث عن أحاديث النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن الحرب العالمية الثالثة.
الحرب العالمية الثالثة
إنَّ الحرب العالمية الثالثة هي الحرب التي يتوقع الكثير من الناس قيامها في الفترة القريبة القديمة، خاصّة بعد أنِ اشتعلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا وخاصّة بعد اجتياح الجيش الروسي لأوكرانيا واقترابه من العاصمة الأوكرانية واقترابه من إسقاط البلاد، فهذه الأحداث العسكرية المتوترة والمتسارعة أدّت إلى انقسام العالم بين مؤيد ومعارض لهذا الغزو المفاجئ، وهذا ما دفع الكثير من الخبراء يتوقعون بداية الحرب العالمية الثالثة، وذلك من خلال الرجوع إلى الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية والاطلاع إلى الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب، وبسبب هذه التوقعات انتشر الكثير من التفسيرات الإسلامية حول موضوع الحرب العالمية الثالثة وذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وفيما يأتي سوف نتحدث عن الحرب العالمية الثالثة في القرآن الكريم.
الحرب العالمية الثالثة في القران
لم يرد ذكر الحرب العالمية الثالثة في القرآن الكريم بشكل صريح ولم يتحدث المفسرون والعلماء عن أنّ القرآن الكريم قد تحدث عن الحرب العالمية الثالثة أو الأولى التي حدثت في عام 1914 أو الثانية التي حدثت في عام 1939م، ولكنّ الكثير من المسلمين يذكرون بعض الآيات القرآنية التي تحدثت عن الحروب وعن نهاية الزمان، ويضعونها على أنَّها تدل على الحرب العالمية الثالثة وتشير إليها، ومنها قول الله تعالى في سورة المائدة: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [1] والله تعالى أعلم.
حديث الرسول عن الحرب العالمية الثالثة
رأى علماء الحديث أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لم يتحدث بشكل صريح عن الحرب العالمية الثالثة، ولكنّه تحدث في بعض الأحاديث عن حرب عظيمة تحدث في آخر الزمان بين فئتين عظيمتين، فقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ عَظِيمَتانِ، يَكونُ بيْنَهُما مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُما واحِدَةٌ، وحتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّه رَسولُ اللَّهِ، وحتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، ويَتَقارَبَ الزَّمانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ، وهو القَتْلُ، وحتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المالُ فَيَفِيضَ، حتَّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وحتَّى يَعْرِضَهُ عليه، فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه: لا أرَبَ لي به، وحتَّى يَتَطاوَلَ النَّاسُ في البُنْيانِ، وحتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقَبْرِ الرَّجُلِ فيَقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ وحتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ ورَآها النَّاسُ -يَعْنِي آمَنُوا- أجْمَعُونَ، فَذلكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُما بيْنَهُما، فلا يَتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بلَبَنِ لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وهو يُلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسْقِي فِيهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فِيهِ فلا يَطْعَمُها” [2]
شاهد أيضًا: هل الحرب العالمية الثالثة من علامات الساعة
أحاديث النبي عن يوم الساعة
إنَّ في السنة النبوية أحاديث شريفة تحدثت عن قيام الساعة وذكرت هذه الأحاديث أنّ حربًا تقوم في آخر الزمان لا تبقي ولا تذر، ومن هذه الأحاديث ما سيأتي: [3]
- قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بالأعْماقِ، أوْ بدابِقٍ، فَيَخْرُجُ إليهِم جَيْشٌ مِنَ المَدِينَةِ، مِن خِيارِ أهْلِ الأرْضِ يَومَئذٍ، فإذا تَصافُّوا، قالتِ الرُّومُ: خَلُّوا بيْنَنا وبيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقاتِلْهُمْ، فيَقولُ المُسْلِمُونَ: لا، واللَّهِ لا نُخَلِّي بيْنَكُمْ وبيْنَ إخْوانِنا، فيُقاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا يَتُوبُ اللَّهُ عليهم أبَدًا، ويُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أفْضَلُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللهِ، ويَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لا يُفْتَنُونَ أبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبيْنَما هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنائِمَ، قدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بالزَّيْتُونِ، إذْ صاحَ فِيهِمِ الشَّيْطانُ: إنَّ المَسِيحَ قدْ خَلَفَكُمْ في أهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وذلكَ باطِلٌ، فإذا جاؤُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبيْنَما هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ” [4]
- وقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- أيضًا: “اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وفي نَجْدِنَا؟ قالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وفي نَجْدِنَا؟ فأظُنُّهُ قالَ في الثَّالِثَةِ: هُنَاكَ الزَّلَازِلُ والفِتَنُ، وبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ” [5]
بهذه الأحاديث نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على الحرب العالمية الثالثة في القران ووضعنا فيه أشهر الأحاديث النبوية الشريفة التي يتحدّث عن نهاية العالم وعن الحرب الكبيرة التي تحدث في نهاية الزمان.