جدول المحتويات
دائما ما يتجه الأشخاص على مر العصور إلى ادخار أموالهم باقتناء الذهب، والذي يعتبر من أشهر وأقيم المعادن التي تتميز بقيمة جوهرية وسعرية مرتفعة، فكان الذهب دائما وسيلة للمقايضة وتبادل السلع والخدمات، ومع التطور الكبير الذي شهدته الأسواق المالية وانتشار التداول في البورصة أصبح الذهب من أهم الأصول المالية التي يتم تداولها والاستثمار فيها بهدف كسب المال.
كيفية الاستثمار في الذهب
يعتبر الذهب من أهم المعادن الثمينة الموجودة في العالم وأكثرها تداولًا، ولذلك يتم تداول الذهب في الأسواق المالية بهدف تحقيق الربح وكسب المال، خاصة أن أسعار الذهب تتغير بين لحظة وأخرى، ويمكن الاستثمار في الذهب بطريقتين على النحو التالي:
- أولا: الاستثمار الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت، وهي الطريقة الأسرع في التجارة، حيث يقوم المستثمر بعمل حساب استثماري بأي من البنوك العالمية، أو من خلال شركة وساطة مالية التي توفر للعملاء خدمات التداول الإلكتروني، ومن خلال ضغطات بسيطة على الهاتف الجوال أو جهاز الكمبيوتر يتمكن المستثمر من شراء الذهب حين ينخفض سعره، ثم بيع الذهب حين يرتفع السعر ويحقق الربح من فارق السعر بين الشراء والبيع.
- ثانيا: يتم الاستثمار في الذهب عن طريق شراء السبائك من خلال الشركات والبنوك التي تعمل في تجارة الذهب، ولكن لابد من اختيار الشركات التي تتميز بسمعة طيبة وموثوقة بين المستثمرين في البورصة، وأن تقدم تلك الشركة خدمة توصيل سبائك الذهب إلى المشترين، وكذلك خدمات البيع فيما بعد.
التحليل الفني والأساسي للذهب
لا شك أن تحليل الذهب من أهم العمليات التي يجب على كل مستثمر في الذهب أن يقوم بها حتى يتمكن من فهم تحركات أسعار الذهب، وبالتالي اتخاذ قرارات مستنيرة في تداولاته قائمة على فهم ودراسة لحالة السوق واتجاهاته، ويوجد العديد من طرق التحليل للذهب التي يمكن استخدامها بطريقة احترافية، ومن أهمها هو التحليل الفني، والذي يتضمن بدوره العديد من الأدوات المستخدمة في التحليل.
ومن أشهر الطرق المستخدمة في التحليل الفني للذهب هو دراسة الأنماط والرسوم البيانية لفهم حالة الأسعار والتوقعات المستقبلية لتحركاتها واتجاهات السوق، ويعتمد هذا الأسلوب في التحليل الفني على استخدام مجموعة متنوعة من المؤشرات التقنية، مثل استخدام إشارات الزخم وخطوط الاتجاه والإشارات المشغلة، وغيرها من الأدوات التي تستخدم في تحديد نقاط الدخول والخروج الفعالة في الاستثمار. فمن خلال إتقان تحليل وفهم الرسوم البيانية يصبح المتداول قادرًا على تحديد الاتجاهات الرئيسية لأسعار الذهب ويمكنه الاستفادة منها بأقصى حد. وتعتبر المؤشرات التقنية من أهم وأقوى الأدوات المستخدمة في تحليل تحركات أسعار الذهب.
أما التحليل الأساسي فيختلف عن التحليل الفني في أن التحليل الأساسي يعتمد على الجمع بين العوامل المؤثرة في السوق والتي تحدد التحركات المستقبلية لأسعار الذهب، وتعتمد استراتيجية التحليل الأساسي على تحليل المكونات والعوامل الأساسية التي تؤثر بأي شكل على قيمة تداول الذهب، فيجب على المتداول في الذهب حين يستخدم التحليل الأساسي أن يكون على معرفة كاملة وفهم واسع بحالة السوق ولكل العوامل المؤثرة على أسعار الذهب على المدى الطويل، والتي تتضمن أسعار الفائدة التي تحددها البنوك المركزية، إلى جانب سياسة العرض والطلب، وكذلك ارتباط الذهب بقيمة الدولار الأمريكي.
علاقة الذهب بالدولار الأمريكي
الذهب هو أحد الأصول والسلع التي تتسم بقيمة جوهرية على مر العصور، ومع ذلك فلا شك أن هذه القيمة يمكن أن تتقلب بمرور الوقت، إلا أن الذهب يظل دائما هو الملاذ الآمن لمعظم المستثمرين حتى وقتنا الحالي. فالقاعدة العامة أنه إذا ارتفع الدولار الأمريكي بالمقارنة مع غيره من العملات الأجنبية، فإن سعر الذهب غالبا ما ينخفض أمام الدولار الأمريكي، لذلك يصبح الذهب أعلى قيمة أمام العملات الأجنبية الأخرى. وحين يترفع سعر أي سلعة يتراجع حجم الطلب على شرائها وفقا لسياسة العرض والطلب المعروفة، ولكن في حالة الذهب فإن الأمر يختلف، فحين ينخفض الدولار الأمريكي يرتفع سعر الذهب أمام العملات الأخرى وبالتالي يرتفع حجم الطلب عليه.
فالعلاقة بين الذهب وقيمة الدولار الأمريكي غاية في الأهمية، ولكن ذلك لا يعني أن تقلبات الدولار هي العامل الوحيد المؤثر في أسعار الذهب، فهناك أيضا أسعار الفائدة التي تصدر من البنوك المركزية في العالم والتي تؤثر بدورها على أسعار الذهب. إلى جانب وجود عامل نفسي يرتبط بشكل كبير بقيمة الذهب، فعادة ما يكون الذهب حساس بشكل كبير للناتج الإجمالي الخاص بالعملات الورقية، ففي أوقات الاضطرابات الجيوسياسية عادة ما يرتفع سعر الذهب ويزداد حجم الطلب عليه نظرا لكونه الملاذ الآمن والاستثمار المضمون في تلك الحالة، أما في أوقات الهدوء فيميل الذهب إلى الانخفاض .
فوائد ومخاطر الاستثمار في الذهب
في عالم التداول والاستثمار، يعد الذهب من أهم وأبرز الأصول المالية التي يستخدمها الأشخاص بهدف حفظ قيمة أموالهم ضد التضخيم، كما يستخدمه المستثمرون بهدف التنويع في محافظهم الاستثمارية، ولذلك فإن فهم تحركات أسعار الذهب والعوامل المؤثرة فيه يلعب دورًا غاية في الأهمية فيما يخص اتخاذ القرارات الاستثمارية بشكلٍ صائب.
وقد يكون للاستثمار في الذهب العديد من الفوائد كما له من المخاطر، فمن أهم فوائد الاستثمار في الذهب هو استخدامه لحفظ قيمة المال في فترات عدم الاستقرار التي تمر بها الأسواق المالية في حالات التدهور الاقتصادي أو في أوقات الاضطرابات السياسية، لذلك فإن قابلية معدن الذهب للمقايضة واستخدامه في شراء السلع والخدمات يجعله من أفضل الخيارات المحبذة للاستثمار على مر العقود.
أما عن المخاطر فتتمثل في احتمالية تعرض الذهب لعمليات الغش والسرقة في حالة امتلاك السبائك أو المشغولات الذهبية والرغبة في بيعها، إلى جانب المخاطر المتعلقة بالتداول في البورصة والتي تتمثل في اتخاذ قرارات تداول خاطئة وا عدم الاهتمام باستخدام التحليل الفني لتوقع الاتجاهات المستقبلية لأسعار الذهب، مما قد يؤدي إلى تكبد خسائر كبيرة.
أفضل طريقة لحماية الاستثمار في الذهب
الاتجاه إلى شراء الذهب كوسيلة لحماية رأس المال يعتبر من أفضل الوسائل المستخدمة لحماية الاستثمار من التقلبات السوقية، فكما أشرنا سابقا أن الذهب هو الملاذ الآمن في أوقات التقلبات والاضطرابات وعدم الاستقرار الاقتصادي، حيث يحافظ الذهب على قيمته الجوهرية على المدى الطويل.
باستخدام مبلغ مالي صغير من إجمالي رأس المال في شراء قطعة من الذهب أو سبيكة ذهبية، يكون بمثابة أفضل وسيلة لتأمين جزء من الاستثمار والحفاظ على قيمته الإجمالية في حالة حدوث أي تقلبات تؤدي إلى انخفاض سعر الذهب، فالأفضل دائما هو الاستثمار بمبلغ يمكن تحمل خسارته في أسوأ الأحوال.
من أهم العوامل التي تساعد في حماية الاستثمار هو تنويع المحفظة الاستثمارية، فدائما ما ينصح الخبراء بعد الاعتماد على أصل مالي واحد في أي استثمار، وينطبق هذا الكلام أيضا على الذهب، فلابد من توزيع رأس مال الاستثمار على عدة أصول مالية مختلفة، مثل الذهب والأسهم والعقارات وغيرها، وهو ما يحقق أكثر من فائدة، من حيث تنويع مصادر تحقيق الربح، وكذلك تقليل حجم المخاطر والخسائر التي يمكن التعرض لها في حالة حدوث أي اضطرابات قد تؤدي إلى انخفاض أسعار السوق بشكل قد يؤدي إلى خسارة رأس المال.
