جدول المحتويات
اسباب الطلاق وعلاجه تختلف من بيئة إلى أخرى ومجتمع إلى أخرلذا حرص الإسلام على تأسيس الأسرة على قواعد متينة، وذلك وفقًا لما جاء في القرآن الكريم وفسره نبينا الأعظم في أحاديثه الشريفة، وإذا دققنا في آيات القرآن الكريم سنجد ثلث آيات كتاب الله تتحدث عن الأسرة، خاصًة الأمور المتعلقة بالطلاق وأحكامه، غير أنه يوجد سورة كاملة سميت بسورة الطلاق وغيرها من السور.
تعريف الطلاق
- الطلاق لغة: هو الترك والتخلي والإرسال وإزالة القيد، يقال امرأة طالق أي رفع عنها قيد الزواج.
- الطلاق شرعًا: “هو حل العصمة المنعقدة بين الأزواج بألفاظ مخصوصة” هذا عند الإمام القرطبي.
حكم الطلاق في الشرع
يرى الفقهاء أن الأصل في الطلاق الكراهة، وهو خلاف الأولى، وذلك لما فيه من قطع المودة والألفة والرحمة بينهم، كما أن آثاره السلبية لا تقف عند الطلاق بل تمتد إلى العائلات فيكون سببًا للتنافر بينهم، علاوة على ذلك فهو من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الانحراف والإجرام والكثير من الأمراض النفسية.
اسباب الطلاق وعلاجه
هناك الكثير من الأسباب التي تؤثر على العلاقات الزوجية مؤدية بها إلى الانفصال ومن هذه الأسباب ما يلي:
- عدم القدرة على التواصل بين الأزواج وعدم التفاهم بينهم بشكل إيجابي.
- اختلاف شخصية كلًا من الشريكين قبل وبعد الزواج خاصًة بعد الزواج لزيادة المسؤولية.
- سوء المعاملة بينهم واختلاق المشاعر السلبية التي تظل عالقة بينهم مؤثرة على علاقتهم.
- النقد الهجومي وتعمد أحد الشريكين انتقاد تصرفات الآخر بطريقة مهينة فيؤدي إلى نفر الشريك منه وعدم الرغبة في التواصل معه.
- انعدام الشعور بالحب والاهتمام من الحبيب اللذان لا يجب الاستغناء عنهما حتى تبقى العلاقة الزوجية آمنة مستقرة.
- تراكم الخلافات وعدم اللجوء لحلها بطريقة صحيحة وتحولها إلى صراعات مؤذية مؤدية إلى هدم العلاقة الزوجية.
- التعسر في الأمور المادية عندما لا يستطيع الشريك تغطية احتياجات شريكة وتلبية احتياجات الأسرة الأساسية.
- عدم المساواة بين الزوجين وتقاسم المسؤولية حيث يكون الضغط على أحدهما أكبر من الآخر ورفض الطرف الآخر المشاركة.
- انعدام الانسجام والتوافق بينهما خاصًة إذا كان مترتب على تعاسة أحدهما، وما يسعى إليه في تكوين حياته وأهدافه.
أسباب فرعية قد تؤدي إلى الطلاق
- سوء الاختيار.
- الخيانة الزوجية.
- ضعف الوازع الديني.
- عمل المرأة خارج المنزل.
- الغيرة المفرطة بين الزوجين.
- فقدان معاني الرجولة الحقيقية.
- الجهل بحقيقة الزواج ومقاصده.
- اختلاف نظرة الزوجين إلى الحياة.
- تحكم المصالح الدنيوية في الزواج.
- تحكم بعض الأعراف الفاسدة والعادات.
- الإصابة بأمراض خطيرة سواء عقلية أم جسمانية.
- إهمال الواجبات الزوجية بين الزوجين تجاه الآخر والتخلي عنها.
- التفكير في إشباع الرغبات الجنسية في الزواج دون الدوافع الأخرى.
- الجهل بالدين الإسلامي الحنيف، والجهل بمعرفة أحكامه وعدم الالتزام بها.
علاج كثرة الطلاق
يوجد عدة علاجات وحلول حول مسألة اسباب الطلاق وعلاجه يجب الأخذ بها قبل التخطي نحو الانفصال ومنها ما يلي:
- الاهتمام بواجبات الحياة الزوجية المشتركة والمحافظة على الرابط المقدس بينهما.
- تبادل الاحترام والمودة والألفة بينهما مع المعاشرة بالمعروف.
- التعاون معًا على رعاية مصلحة الأسرة وحسن تربية الأولاد.
- المناقشة والتشاور بينهم في جميع أمور حياتهم وتسيير شؤونهم وتباعد الولادات.
- التودد وحسن معاملة كل منهما لأبوي الآخر وعائلته مع احترامهم وزيارتهم.
آثار الطلاق
بعد التعرف على اسباب الطلاق وعلاجه فسنتعرف على الآثار السلبية للطلاق والتي تقع على المطلقة والمطلق وعلى مستوى الأسرة والمجتمع، والتي تتمثل فيما يلي:
آثار الطلاق على المطلقة
- تعرضها للظلم والنفور من قبل المجتمع.
- إصابتها بالاكتئاب نتيجة لنظرة المجتمع القاسية لها وعدم التأقلم معهم مرة أخرى.
- فقدانها من يعولها، لذا تضطر للبحث عن عمل حتى تعول نفسها وأبنائها، خاصًة إذا كانت يتيمة فهذه الضربة قاتلة بالنسبة لها.
- حرمانها من أولادها إذا مكثوا عند والدهم، ومشقة إعالتهم إذا كانت ترغب بمكوثهم معها.
- كثرة التكلم في عرضها والبحث عن أسباب طلاقها وأنها طلقت لريبة ما او لسوء خلق ما.
آثار الطلاق على المطلق
- الإحباط وفقد الثقة في النساء مع الحالة السيئة والاكتئاب.
- نسيان الأولاد وترك مسؤولياتهم والبعد عنهم.
- الانحراف زعمًا منه أنه أصبح طليق حر يفعل كما يشاء.
- الاتجاه إلى شرب الخمول والمخدرات لنسيان المشاكل.
- الندم على الإفراط بالزوجة نتيجة للعواقب الوخيمة على الأولاد.
آثار الطلاق على مستوى الأسرة
- تشرد الأبناء وتشتت الأسرة وقد يؤدي ذلك إلى فساد أخلاقهم وانحرافهم.
- اضطراب سلوك الأبناء وشخصياتهم نتيجة لعدم الاستقرار والتردد بين الأبوين من حين لآخر.
- التشرد الموجود في الشوارع أغلبه ناتج عن انفصال الأبوين واختلافهما.
آثار الطلاق على المجتمع
- قلة النسل وشيوع أولاد الزنا، مما يؤدي إلى ضعف وفساد المجتمع.
- انحصار الفضيلة وشيوع الرذيلة، بسبب الجهل بالوازع الديني.
- كثرة الخلاف والنزاع واللجوء إلى المحاكم بين أطراف المجتمع.
- كثرة أوكار الفساد والممارسات الفاحشة، مما يؤدي إلى ظهور أمراض خبيثة وكثرة الأوبئة وانتشارها عبر الممارسات كما هو في عصرنا الحالي والتي تنذرنا بخطر كبير.
شاهد أيضًا: صور عن اضرار المخدرات وتأثيرها السلبي على الشباب وطرق الوقاية منها
حلول كثرة الطلاق
- اختيار الشريك الكفاء في الزواج لأن ذلك سيساعد في نجاح الحياة الزوجية واستقرارها ومواجهة الصعوبات التي تمر بها الحياة معًا، وقد حث النبي على ذلك في الحديث الشريف” تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم”.
- حُسن الاختيار والتأني في اختيار الشريك لقول النبي «تخيروا لنطفكم».
- التثقف في الحياة الزوجية والأسرية من خلال التعلم والمعرفة بأحكام الأسرة والنفقة والحياة الزوجية وتربية الأولاد.
- عمل دورات تدريبية للمقبلين على الزواج وتأهيلهم لذلك.
- الاهتمام بالإعلام الذي يخدم الأسرة والعمل على تمسكها وذلك لأن الإعلام له دور كبير في التوعية وتوجيه الأشخاص ومسؤوليته اليوم أكبر من ذي قبل، لذا يجب استغلاله في التوجيه وخدمة الأسر وحثهم على تحمل المسؤوليات.
إجراءات يجب الأخذ بها قبل وقوع الطلاق
- ألا يتم اللجوء إلى الطلاق إلا عند الضرورة القصوى وعند القدرة على التحمل نهائيًا.
- الطلاق بيد الرجل، لأنه أكثر تحكمًا في عواطفه وهو من يتحمل تكاليف الزوجة من مهر ونفقة وكذلك الأولاد.
- لا يجوز الطلاق إلا في وقت الطهر، لقول الله تعالى” يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا“.
- بعد الطلاق يتم التفريق، والحكمة من ذلك اختلاق فرصة للتفكير وفي حال إذا ندم أحدهم يمكنه محاولة الرجوع عدا بعد الطلقة الثالثة فلا رجوع بعدها إلا بمحلل.
- تمكث المرأة في بيت زوجها بعد وقوع الطلاق، وذلك حتى تكون لهم فرصة في الرجوع وعدم تدخل الأهل حتى لا تتسع المشكلة وتتجه للطلاق الذي لا رجوع فيه.
- وجود شهود على الطلاق، لقول الله تعالى”فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا”.
نصائح وإرشادات مهمة لتجنب الطلاق
- عمل قائمة يتم فيها تدوين المشاكل والخلافات القائمة بين الزوجين، محاولًة الوصول لأسبابها وكيفية حلها وخلق الكثير من الحلول لتخطيها معًا بهدوء وتناغم.
- تسليط الضوء على التغيير الإيجابي للذات بدلًا من بذل المجهود في النقد والاندفاع والهجوم على الطرف الآخر.
- تخصيص بعض الأوقات الرومانسية لقضائها معًا لجمع الشمل بينهم وتقوية العلاقة وتخلصها من أعياء وضغوطات الحياة.
- التنازل في بعض المواقف التي يمكن التنازل فيها والتي لا تسبب أذى للمرء في سبيل سعادة أسرته، وأيضًا التمسك بالرأي عندما يستدعي الموقف ذلك ويكون الشريك مخطًأ ولكنه لا يعترف بخطئه.
إلى هنا ينتهي هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن اسباب الطلاق وعلاجه، وأيضًا تحدثنا عن تعريفه وحكمه في الشرع وآثاره السلبية على المطلقة والمطلق والأسرة والمجتمع، كما تحدثنا عن كيفية علاج الطلاق والوقاية منه.