ما هو اجر الصلاة في الحرم المكي

ما هو اجر الصلاة في الحرم المكي، من فضل الله سبحانه وتعالى، أنه جعل التفاضل في كل شيء، فقد فضل بعض الأيام على غيرها، وبعض الشهور على غيرها، وبعض الطاعات في مواضع دون غيرها، ومن مظاهر تفضيل الطاعات، التفضيل في أجر الصلاة في المسجد الحرام، وفي سطورنا التالية عبر موقع مقالاتي، سنتحدث عن أجر الصلاة في الحرم المكي، وفضلها، وهل يختلف الأجر عن الصلاة في سائر مساجد مكة المكرمة.

الحرم المكي

الحرم المكي هو المسجد الحرام، وهو أول وأعظم مسجد في الإسلام بني في قلب مكة المكرمة في الجهة الغربية من المملكة العربية السعودية، ويعد المسجد الحرام أقدم بناء على أقدس بقاع الأرض، قال تعالى في 96 من سورة آل عمران: {إِنَّ أَوَّل بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لِلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمَيْنِ}، [1] ، وهذا المسجد قبلة المسلمين، ومقصدهم في الحج والعمرة، وهو واحد من المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: “لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثَلاثةِ مَساجِدَ: المَسجِدِ الحَرامِ، ومَسجِدي هذا، والمَسجِدِ الأقصى”، [2] وتوجد فيه الكعبة، وحجر إسماعيل، وبئر زمزم، ومقام إبراهيم عليه السلام، والصفا والمروة، والمطاف، والمسعى، والحجر الأسود.

شاهد أيضًا: هل يجوز دخول ساحة الحرم المكي للحائض

ما هو اجر الصلاة في الحرم المكي

إن أجر الصلاة في الحرم المكي تعادل مائة ألف صلاة فيما سواه، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلا المسجدَ الحرامِ وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مئةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواه”، أخرجه ابن ماجه واللفظ له، وأحمد [3] وتباينت آراء الفقهاء في طبيعة الأجر، إذا كان يشمل كل الصلوات أم يقتصر على الفرض دون الصلاة، وفيما يلي نورد هذه الآراء:[4]

• الرأي الأول: أن هذه الأجر خاص بصلاة الفرض دون النافلة، وهذا ما ذهب إليه كل من الحنفية، والمالكية
• الرأي الثاني: أن هذا الأجر يشمل صلاة الفرض والنافلة على حد سواء، والذي يبدو راجحا أن الأجر خاص بالفرائض دون النوافل، ولكن الأجر المقصود مقتصر على الصلاة في المسجد الذي لا يصح الطواف والاعتكاف إلا فيه.

شاهد أيضًا: هل يسمح بدخول الأطفال الحرم المكي

فضل الصلاة في المسجد الحرام إسلام ويب

إن فضل الصلاة في المسجد الحرام هو عظيم عند الله تعالى، بدليل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن أجر صلاة المسجد الحرام يضاعف مئة مرة عن سواها، وهي تشمل صلاة الفرض والنافلة، ولا يقتصر مضاعفة الأجر على الصلاة بل على كل الطاعات، من تسبيح، وتهليل، وزكاة، ومضاعفة الأجر لا تجبر الاستغناء عن أداء الصلوات، أما ارتكاب المعصية فلم يرد أي شيء في القرآن الكريم أو الحديث الشريف بشأن تضعيفها، والأولى والأصح أنه إذا كان ثواب أداء الطاعة في مكة مضاعف، فإن إثم ارتكاب المعصية أيضاً مضاعف.[5]

شاهد أيضًا: جدول أئمة الحرم المدني رمضان 1444

هل أجر الصلاة في كل مساجد مكة مثل أجرها في الحرم المكي ابن باز

سئل الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله حول مسألة إذا كان أجر الصلاة في كل مساجد مكة مثل أجرها في المسجد الحرام، فقال:[6]

تبنت آراء أهل العلم في هذه المسألة، فالبعض قال أن المضاعفة  تختص بالمسجد الحرام، وأن مضاعفة المائة ألف صلاة إنما يكون لمن صلى في المسجد المحيط في الكعبة (المسجد الحرام)، وذهب البعض أن المسجد الحرام يعم جميع الحرم وإن كان للصلاة فيما حول الكعبة ميزة وفضل لكثرة الجماعة وعدم الخلاف في ذلك، والصواب هو القول الثاني وهو أن الفضل يعم وأن الصلاة في مساجد مكة يحصل فيها التضعيف الذي نص عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في أجر الصلاة في المسجد الحرام، حيث كل بقاع مكة تسمى المسجد الحرام ويضاعف فيها الثواب بإذن الله تعالى.

شاهد أيضًا: كم ركعة صلاة التراويح في الحرم المكي

ما يستحب فعله في المسجد الحرام

هناك بعض العبادات التي يستحب فعلها عند زيارة المسجد الحرام، وفيما يلي نذكر منها:[7]

• يستحب أداء العمرة، وتعد من أفضل الأعمال في المسجد.
• الإكثار من الصلاة لما فيها من الأجر والثواب المضاعف.
• الإكثار من الطواف حول الكعبة المشرفة.
• الحرص على اجتناب المعاصي، الحرص على غض البصر وحفظ اللسان.
• الإكثار من فعل الخير.
• عدم نسيان النية عند شرب ماء زمزم.

شاهد أيضًا: عدد ركعات التراويح في الحرم المكي

حكم من نذر الصلاة في المسجد الحرام

تباينت آراء الفقهاء وأهل العلم حول من نذر الصلاة في المسجد الحرام، وكيف يفي بنذره، وفيما يلي نورد هذه الآراء بالتفصيل:[8]

• الرأي الأول: يجب على من نذر الصلاة في المسجد الحرام أن يفي بهذا النذر، ولا يسقط عنه أداؤه في مسجد آخر، وهذا ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة.
• الرأي الثاني: وتوجب الإيفاء بهذا النذر، ولكن في حال تعذر ذلك يجوز الصلاة في المسجد النبوي وكأنه أوفى نذره، وقال بذلك المالكية والحنفية.
• الرأي الثالث: وذهب البعض أن نذر الصلاة في المسجد الحرام لا يجزئه إلا الصلاة فيه، وهو يختلف عن نذر الصلاة في المسجد النبوي الذي يجزئ بالصلاة في المسجد الحرام.

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا بعد أن تعرفنا ما هو اجر الصلاة في الحرم المكي، وسلطنا الضوء على الحرم المكي، وفضل الصلاة في المسجد الحرام، وهل أجر الصلاة في كل مساجد مكة مثل أجرها في الحرم المكي ابن باز.