جدول المحتويات
أسباب طنين الأذن المستمر متعددة بشكل كبير، حيث تختلف من حالة لأخرى، ورغم أنها لا تشكل خطورة بالغة إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات كثيرة، لذلك من المهم استشارة طبيب مختص خاصةً في حالة استمرار المشكلة لفترة طويلة أو إذا كانت مصحوبة ببعض العلامات المنذرة التي تستدعي زيارة الطبيب.
أسباب طنين الأذن المستمر
تتنوع أسباب طنين الأذن المستمر من شخص لآخر، وبشكل عام يعتبر الطنين عرض لمشكلة صحية ما، نوضح عددًا من هذه الأسباب في النقاط التالية:
- الضوضاء: التعرض للضوضاء الصاخبة في أي مكان، مثل الحفلات الموسيقية الصاخبة أو طلق ناري أو انفجار، يمكن أن يؤدي إلى الشعور بطنين الأذن.
- إصابة الأذن أو العدوى أو الانسداد: وجود أي شيء في الأذن الوسطى، مثل الشمع الذي يسد طبلة الأذن أو وجود تمزق أو عدوى فيها، يمنع الموجات الصوتية من الوصول إلى الأذن الداخلية وقد يؤدي إلى الشعور بالطنين.
- تناول بعض الأدوية: هناك الكثير من الأدوية التي تؤثر بشكل سلبي على السمع (يُطلق عليها الأدوية السامة للأذن) ويمكن أن تؤدي إلى طنين الأذن، منها على سبيل المثال: مضادات الملاريا التي تحتوي على الكينين، الجرعات العالية من الأسبرين، أنواع معينة من المضادات الحيوية، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وغيرهم، لذلك في حالة تناول أي من هذه الأدوية لا بد من المتابعة مع طبيب مختص لمراقبة التأثيرات المحتملة على السمع.
- فقدان السمع: يعتبر من أكثر أسباب طنين الأذن المستمر فقدان السمع المرتبط بالعمر أو الصمم، ينتج التهاب السمع التحسسي عن تلف الخلايا العصبية في الأذن الداخلية بمرور الوقت وهو نوع من فقدان السمع يُعرف بفقدان السمع الحسي العصبي، ما يعني أنه يشمل الأعصاب في الأذن الداخلية والدماغ.
توجد أسباب أخرى لطنين الأذن إلا أنها أقل شيوعًا، تعتبر نادرة مقارنة بالأسباب المذكورة بالأعلى، هي:
- ورم العصب السمعي: ورم حميد نادر، ينمو على أحد الأعصاب القحفية ويمكن أن يسبب فقدان السمع في جانب واحد وطنين بالأذن.
- الأمراض والحالات المزمنة: يمكن أن تؤدي العديد من الأمراض المزمنة، مثل: فقر الدم، أمراض المناعة الذاتية، ارتفاع ضغط الدم، التصلب المتعدد، مشاكل الغدة الدرقية، إلى الشعور بطنين في الأذن.
- الطنين الموضوعي: حالة نادرة جدًا، حيث تمثل أقل من 1% من الحالات، تنتج عن سماع الدورة الدموية في الدم، التي تُعرف باسم طنين الأذن النابض، أو أصوات الجسم الأخرى، عندما يكون الطنين النابض أحادي الجانب فإنه يتطلب عناية طبية فورية.
- إصابات الرأس والرقبة: يمكن أن تؤدي الإصابات الشديدة في الرأس أو الرقبة إلى حدوث تغيرات في المعالجة السمعية وتدفق الدم، العضلات أو الأعصاب، الأمر الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى سماع طنين بالأذن.
- مرض منيير: عبارة عن اضطراب نادر في الأذن الداخلية، يكون مصحوبًا بعدة أعراض من بينها طنين الأذن، يمكن أن يؤدي هذا المرض إلى فقدان السمع والدوخة أو الدوار أو الإحساس بالامتلاء في الأذنين.
- التشنجات العضلية: يمكن أن تكون التشنجات في عضلات الحنك الرخو (the soft palate) أو الأذن الوسطى هي المسؤولة عن طنين الأذن.
- تصلب الأذن الوسطى: تؤدي هذه الحالة إلى حدوث تشوه في العظام الثلاثة الصغيرة التي تسبب بدورها حدوث تشوه في الصوت، ما قد يؤدي إلى فقدان السمع وطنين الأذن.
- متلازمة رامزي هانت: اضطراب نادر يحدث نتيجة الإصابة بفيروس ما (نفس الفيروس المسبب لجدري الماء عند الأطفال) ويمكن أن يؤدي إلى الشعور بطنين الأذن إلى جانب أعراض عصبية أخرى.
- المفصل الصدغي الفكي: يربط المفصل الصدغي الفكي الفك السفلي بالجمجمة، بالتالي يمكن أن تؤدي إصابات أو مشاكل في المفصل أو صرير الأسنان إلى حدوث طنين الأذن.
يصعب معرفة أسباب طنين الأذن المستمر بدقة في حالات كثيرة، أي أنه يكون غير معروف السبب، بشكل عام نادرًا ما يكون طنين الأذن مؤشرًا على اضطراب خطير.
شاهد أيضًا: اسباب طنين الاذن اليسرى
عوامل الخطر
يمكن أن يُصاب أي شخص بطنين الأذن، إلا أن هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة لدى بعض الأشخاص أكثر من غيرهم، هي:
- السن: يعتبر عامل الخطر الأكثر شيوعًا، لأن الخلايا الشعرية (Hair cells) تكون معرضة للتلف مثل أي شيء أخرى، حيث تتقدم في العمر أيضًا مع تقدم السن، الأمر الذي يزيد من احتمالية الشعور بطنين الأذن.
- الجنس: الرجال بشكل عام أكثر عُرضة للإصابة بطنين الأذن.
- التدخين: الأشخاص المدخنون أكثر عُرضة من غيرهم بالإصابة بالطنين.
- مشاكل القلب والأوعية الدموية: تعتبر اضطرابات الأوعية الدموية من أهم أسباب طنين الأذن المستمر، كما أن الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية مرتبطة بالأوعية الدموية معرضون له أيضًا.
- مشاكل السمع: الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع أو مشاكل الأذن الأخرى يمكن أن يعانوا من طنين الأذن أكثر من غيرهم.
أعراض طنين الأذن
يوصف طنين الأذن عادة بأنه رنين في الأذنين، ويسمع الشخص المصاب به أصواتًا وهمية متنوعة وتختلف شدتها من محسوسة بالكاد إلى عالية جدًا، ربما يصف الأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن الأصوات التي يسمعونها على أنها: أزيز، نقيق، نقر، هسهسة، صفارات إنذار، صفير، ريح.
يمكن أن تكون الأصوات مستمرة أو متقطعة وفي إحدى الأذنين أو كلتيهما، ويمكن أن تصبح مزعجة لدرجة إعاقة الشخص عن التركيز على أصوات معينة يريد بالفعل سماعها، مع العلم أن هناك نوعان من طنين الأذن، هما:
- ذاتي (غير موضوعي): النوع الأكثر شيوعًا، هو الذي يمكن للشخص المصاب بالطنين فقط سماعه، يمكن أن يكون ناتجًا عن مشكلة في الأذن الخارجية أو الوسطى أو الداخلية أو مشاكل في العصب السمعي.
- موضوعي: يمكن للطبيب المختص سماع صوت الطنين إلى حد ما أثناء الفحص، يمكن أن يكون ناتجًا عن مشكلة في الأوعية الدموية أو بعض التقلصات في عظام الأذن الوسطى.
مضاعفات طنين الأذن
تجاهل علاج طنين الأذن يمكن أن يسبب بمرور الوقت مضاعفات خطيرة قد تؤثر على العلاقات الأسرية والاجتماعية، مثل:
- التعب
- الضغط العصبي
- مشاكل النوم
- فترة انتباه قصيرة
- فقدان الذاكرة
- الكآبة
- اضطرابات القلق والتهيج
متى تحتاج لزيارة الطبيب؟
لا تتطلب معظم حالات الطنين التي تظهر وتختفي علاجًا طبيًا، إلا أن زيارة الطبيب تكون ضرورية في حالات معينة، هي:
- وجود أعراض أخرى مصاحبة للطنين.
- الطنين لا يتحسن ولا يختفي.
- الشعور بالطنين في أذن واحدة فقط.
- إعاقة القدرة على النوم أو التركيز.
يمكن ألا يكون هناك علاج لطنين الأذن إلا أن الطبيب يمكنه مساعدة المريض في تعلم كيفية التعايش مع المشكلة والتأكد من عدم وجود حالة مرضية خطيرة ورائها.
تشخيص طنين الأذن
سيبدأ الطبيب بإجراء فحص بدني عام، حيث يفحص الأذنين والرأس والرقبة للكشف عن أسباب طنين الأذن المستمر الكامنة، ويمكن أن يطلب من المريض إلقاء نظرة على حركته بما في ذلك العينين والفك، قد يبحث عن علامات اضطراب المفصل الفكي الصدغي والتي يمكن أن تسبب طنين الأذن، إذا تغير الطنين أو ازداد سوءً أثناء هذه الحركات يمكن استخدامه هذه العلامة لتسليط الضوء على وجود اضطراب أساسي.
يمكن أن يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص، مثل:
- اختبار السمع: يتضمن هذا الاختبار ارتداء سماعات الرأس وتشغيل أصوات مختلفة في أذن واحدة في كل مرة، يُطلب من المريض الإشارة إلى متى يمكنه سماع صوت معين بالنقر فوق الزر.
- اختبارات التصوير: يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء اختبار تصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب، سيكون ذلك قادرًا على الكشف عن أي مشاكل هيكلية من المحتمل أن تسبب الطنين.
علاج طنين الأذن المستمر
لا يوجد علاج للطنين بحد ذاته بل يعالج الطبيب أسباب طنين الأذن المستمر نفسها، فمثلًا إذا كان ناتجًا عن التهاب الأذن فقد تساعد معالجة هذا الالتهاب في التخفيف من حدته، ويمكن أن يزول نهائيًا بمجرد زوال السبب الرئيسي له، تتمثل الإجراءات العلاجية المتاحة في:
- الوخز بالإبر: تؤكد الأبحاث أن العلاج بالإبر يمكن أن يكون فعالًا لطنين الأذن العصبي، إلا أن الاستجابة له والشعور بالراحة تختلف من حالة لأخرى.
- الأدوية: لا توجد أدوية تخفف الطنين نفسه لكن يمكن أن يصف الأطباء الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب للأشخاص الذين يعانون من قلق شديد أو اكتئاب مستمر بسبب أعراض طنين الأذن.
- تقنيات الاسترخاء: ينجم أحيانًا عن طنين الأذن حالة من التوتر والقلق، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى تفاقم أعراضه، وفي هذه الحالة تكون ممارسة تقنيات الاسترخاء التي تقلل من الضغط النفسي مفيدة، مثل العلاج بالتنويم المغناطيسي، التواصل مع الأصدقاء والعائلة أو الانخراط في الهوايات والرياضات المفضلة.
- العلاج النفسي: توجد مجموعة متنوعة من ممارسات العلاج النفسي التي تساعدك في تعلم كيفية التحكم بشكل أفضل في طنين الأذن، من بينها العلاج السلوكي المعرفي.
- تحفيز العصب المبهم (VNS): يعتبر علاج جديد نسبيًا لذلك لم يتم التأكد بشكل كامل من فعاليته لعلاج طنين الأذن حتى الآن.
الوقاية من طنين الأذن
معرفة أسباب طنين الأذن المستمر أولى خطوات الوقاية منه، لآن تجنبها يساعد في منعه، إلا إنه في حالات أخرى يعد جزءًا لا يتجزأ من التغييرات التي تحدث مع تقدم العمر، بشكل عام تتمثل سبل الوقاية في:
- الحد من التعرض للضوضاء الصاخبة أو تجنبها.
- ارتداء سدادات واقية للأذن أو غطاء للأذنين في حالة عدم التمكن من تجنب الضوضاء العالية، لا يُنصح باستخدام المناديل الورقية أو كرات القطن لأنها لا تحمي بشكل كاف من الضوضاء الصاخبة، خاصة الترددات العالية الأكثر خطورة.
- الحذر عند استخدام سماعات الرأس الاستيريو، فإذا كانت الموسيقى عالية جدًا بحيث يمكن للآخرين سماعها بوضوح أو لا يمكنك سماع أصوات أخرى من حولك، هذا يعني أن مستوى الصوت مرتفعًا جدًا ويجب خفضه.
- تقليل أو التوقف عن تناول المشروبات الكحولية أو التي تحتوي على كافيين.
- تجنب التدخين، لأن استخدام النيكوتين يمكن أن يسبب طنين الأذن عن طريق تقليل تدفق الدم إلى هياكل الأذن.
- ممارسة الرياضة بانتظام، لأنها تساعد في منع طنين الأذن عن طريق تحسين تدفق الدم إلى هياكل الأذن.
- الحفاظ على وزن صحي، حيث يحدث طنين الأذن بشكل متكرر عند البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة.
وفي نهاية المقالة يجب قول أن تشخيص أسباب طنين الأذن المستمر في وقت مبكر يساعد على تجنب الكثير من المضاعفات المحتملة، لذلك لا يجب تجاهل زيارة الطبيب بمجرد ملاحظة أعراضه الأولية المذكورة بالأعلى.