جدول المحتويات
هل يمكن الشفاء التهاب الدم ، وما هي أسبابه وأنواعه والأعراض المصاحبة ودرجة خطورته، وما أساليب العلاج المتاحة له؟ هناك الكثير من الأسئلة التي يطرحها المرضى حول هذا المرض اللعين، لذا تم تخصيص هذه المقالة لتقديم إجابات وافية حول كل تلك الأسئلة، فيجب متابعة القراءة حتى النهاية.
هل يمكن الشفاء التهاب الدم، وما مدى خطورته؟
يُعد التهاب الدم والذي يُعرف طبيًا باسم إنتان الدم أو تعفن الدم (Sepsis) إحدى الحالات المرضية شديدة الخطورة، وينشأ المرض نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية في خلايا الدم، وتتسبب في تحفيز الجهاز المناعي على إنتاج مواد كيميائية لمقاومة مسببات العدوى ولكن بشكل خارج عن السيطرة ينجم عنه تلف في بعض أعضاء الجسم أو الأنسجة المختلفة، وتختلف حدة المرض ومدى خطورته من حالة لأخرى، كما أن إمكانية الشفاء منه تتحدد وفقًا لاكتشاف عمر المرض والتعامل معه، بمعنى أنه كلما تم اكتشاف المرض مبكرًا وتم تلقي العلاج المناسب له كانت نسبة الشفاء كبيرة.
التهاب الدم من الأمراض بالغة الخطورة لما يشكله من مضاعفات تهدد حياة المريض، ومن الممكن أن يؤدي إلى الوفاة، ولكن هناك بصيص أمل يجعل البعض يتسائلون هل يمكن الشفاء التهاب الدم، فإذا تم اكتشاف المرض مبكرًا قبل أن تتفاقم حدته وتلقي العلاج اللازم له سيتم الشفاء منه تمامًا ويمارس المتعافي حياته بشكل طبيعي، ولكن هناك بعض العواقب الوخيمة التي يُحدثها التهاب الدم في جسم المريض وتجعل منه وحش شرس من الممكن أن يفترس جسد صاحبه لذلك يجب الحذر منه في حالة الإصابة به والإسراع في التدخل العلاجي، وتتمثل تلك العواقب في الآتي:
- يقلل تدفق الدم إلى أعضاء الجسم الرئيسية والحيوية مثل، المخ، القلب، الكليتين.
- يسبب فشل عضوي وموت نسيجي مما ينتج عنه غرغرينا في مناطق متفرقة من الجسم.
- تكوين تجلطات دموية وخاصة في الساقين أو الذراعين أو أصابع اليد أو القدم.
- يتسبب في فرط النشاط الوظيفي لجهاز المناعة الذي يقوم بدوره بإفراز مواد كيميائية لحماية الجسم من العدوى الفيروسية والفطرية التي لحقت به، وذلك للمحافظة على باقي أعضاء الجسم والأنسجة المختلفة من التلف.
أسباب الإصابة بالتهاب الدم
توجد عدة أسباب تؤدي إلى الإصابة بمرض التهاب الدم وتشمل الآتي:
- تسمم الدم، أو الإصابة بتجرثم الدم.
- الإصابة بالالتهاب الرئوي.
- التهابات الكلى.
- عدوى المعدة أو التجويف البطني.
- ضعف المناعة.
- زيادة مقاومة الجسم للمضادات الحيوية.
- الشيخوخة وما يرافقها من وهن وضعف عام.
العوامل المؤدية إلى زيادة خطورة الإصابة بالتهاب الدم
هنالك بعض العوامل الأخرى غير العدوى التي قد تكون سببًا في زيادة خطر الإصابة بالتهاب الدم ولعل أبرزها ما يلي:
- الأطفال وكبار السن، فهاتين الفئتين أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الدم نظرًا لضعف جهازهم المناعي.
- التعرض للأجهزة الطبية لفترات طويلة كالقسطرة الوريدية، أو أنابيب التنفس الصناعي.
- الإصابة بمرض السكري.
- الحمل، من الممكن أن تتعرض المرأة الحامل للإصابة بالتهاب الدم أثناء الحمل، نتيجة التهاب في مجرى التنفس، أو التهابات المسالك البولية.
- التعرض لإصابات حادة كالحروق.
أعراض التهاب الدم
التهاب الدم يصاحبه عدد من الأعراض التي تبدو على المريض بشكل ملحوظ وتتضمن الآتي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم في بعض الحالات المرضية والتي قد تصل إلى الحمى.
- القشعريرة وانخفاض درجة الحرارة مع بعض المرضى.
- تنميل وبرودة الأطراف، بسبب فشل الأجهزة في أداء وظائفها ويأتي على رأسها الجهاز العصبي المركزي، وكذلك حدوث خلل في عمل الأعضاء الحيوية مثل، الكبد والكلى والرئتين.
- زيادة معدل نبضات القلب، حيث يتجاوز 90 نبضة في الدقيقة.
- سرعة التنفس، بحيث يتنفس المصاب أكثر من 20 في الدقيقة.
- الشعور بآلام حادة وعدم الراحة.
- احتباس البول.
- ظهور طفح جلدي.
- اضطرابات عقلية وفقدان للوعي.
- آلام في المعدة وغثيان.
- الإسهال.
- ضيق تنفس أحيانًا.
- خلل في عماية ضخ القلب للدم.
- تراجع كمية الصفائح الدموية.
- هبوط حاد في ضغط الدم.
أنواع التهاب الدم
هنالك ثلاثة أنواع رئيسية من التهاب الدم ويختلف كل منهم في أعراضه وحدته ودرجة خطورته، وإليكم أنواعه من حيث الأقل خطورة إلى الأشد خطرًا وهم كالتالي:
- التهاب الدم المعتدل: فيه يصاب الشخص بالحمى، وزيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع مستوى التنفس.
- التهاب الدم الحاد: يصاحبه خلل في ضخ الدم من القلب إلى باقي أعضاء الجسم، وانتقاص عدد كرات الدم، والشعور بآلام في البطن، وعدم تبول المريض بشكل طبيعي أي صعوبة في إفراز السوائل أو قلتها.
- الصدمة الإنتانية (تسمم الدم): وهو النوع الأشرس والأشد خطورة، والذي من الممكن أن يسبب الوفاة، حيث يحدث تسمم أو تعفن كامل للدم، ويصاحبه انخفاض حاد في مستوى ضغط الدم.
تشخيص التهاب الدم
يتم اللجوء عادةً إلى إجراء الفحوصات الطبية للتأكد من التشخيص الصحيح لالتهاب الدم، وتشمل هذه الاختبارات المعملية الآتي:
- إجراء تحاليل البول والدم.
- عمل فحص غازات الدم.
- القيام بإجراء فحوصات الكلى.
- إجراء فحص الدم التفريقي، لفصل خلايا الدم الحمراء عن البيضاء.
- عمل اختبار صفائح الدم.
- فحص كرات الدم البيضاء.
علاج التهاب الدم
هناك مجموعة من الطرق الطبية المستخدمة في علاج مصابي التهاب الدم، وتختلف من مريض لأخر وفقًا لدرجة المرض ومدى خطورته، حيث يتضمن أساليب العلاج التالية:
- العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق استهداف العضو المريض مباشرةً.
- العلاج بالأكسجين في بعض الحالات المرضية التي تعاني ضيق أو صعوبة في التنفس.
- استخدام أدوية لضبط معدل ضغط الدم المنخفض.
- الغسيل الكلوي إحدى الطرق العلاجية المتبعة مع بعض مرضى التهاب الدم.
- العلاج بالأنسولين في حالة ما إذا كان المريض مصاب بداء السكري.
- العلاج بالكورتيزون.
- نقل الدم، في حال ما إذا كان هناك نقص في عدد الصفائح الدموية للمريض.
- الجراحة، حيث يتم التدخل الجراحي في حالة ما إذا كان سبب التهاب الدم هو جرح أو عضو مصاب بخراج على سبيل المثال، وهنا يقوم الطبيب بتفريغ وتنظيف مصدر الإصابة.
أعراض ما بعد التعافي من التهاب الدم
توجد مجموعة أعراض نفسية وجسدية تصاحب المتعافي من مرض التهاب الدم تسمى بمتلازمة (ما بعد تعفن الدم) وتختلف درجة ظهور تلك الأعراض وفقًا لقوة المرض، والصحة العامة للمصاب، وكذلك فترة مكوثه بالمستشفى ومدة تلقي العلاج، وتتمثل هذه الأعراض في الآتي:
- حدوث اضطرابات نفسية تسمى اضطرابات ما بعد الصدمة.
- الأرق.
- رؤية الأحلام المزعجة.
- صعوبة التنفس.
- آلام في الصدر.
- آلام في المفاصل والعضلات.
- وهن وضعف عام.
- فقدان الشهية.
نصائح هامة بعد التعافي من التهاب الدم
تتوافر حزمة من النصائح والإرشادات التي ينبغي اتباعها مع مرضى التهاب الدم بعد تماثلهم الشفاء، وذلك للتخفيف من حدة الأعراض النفسية والجسدية التي تصاحبهم فيما يسمى بمتلازمة ما بعد تسمم الدم، وإليكم أبرز تلك التعليمات:
- الالتزام ببعض التمرينات الرياضية والأنشطة البدنية التي تساعد على تقوية العضلات والجسم بشكل عام.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- عدم الاختلاط أو التواجد في الأماكن المزدحمة أثناء فترة النقاهة، وذلك لتجنب مصادر العدوى.
تضمنت المقالة الإجابة عن سؤال هل يمكن الشفاء التهاب الدم ، وتم إيضاح أنواع المرض وأسباب الإصابة به، والأعراض المصاحبة له، كما تم ذكر أنواع الفحوصات الطبية التي تؤكد التشخيص الصحيح للمرض، وطرق العلاج المناسبة لكل حالة مرضية، وتم عرض مجموعة من النصائح الواجب اتباعها بعد التعافي، وفي النهاية نتمنى السلامة والعافية للجميع.