هل يغفر الله ممارس العادة

إنّ الله تعالى يغفر لممارس العادة إن تاب وأصلح ما بينه وبين الله تعالى وكان صادقًا لأنّ الله سبحانه واسع الرحمة ويقبل التوبة عن عباده، ولكن لا بدّ على الشخص أن يُسارع إلى التوبة ويُبادر لا فورًا، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله: “المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور، ولا يجوز تأخيرها، فمتى أخرها عصى بالتأخير، فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى، وهي توبته من تأخير التوبة، وقلّ أن تخطر هذه ببال التائب، بل عنده أنه إذا تاب من الذنب، لم يبقَ عليه شيء آخر، وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة”.[1]

شاهد أيضًا: هل اخراج المنى عمدا يبطل الصيام

هل تقبل صلاة ناكح اليد

لم يرد نص شرعي يتوضح من خلاله أنّ ناكح اليد أو ممارس العادة السرية لا تُقبل صلاته وهذا ما لم تتطرق إليه الأحاديث النبوية الشريفة، ولكن على مَن يرتكب ذنبًا أن ُيبادر فورًا على التوبة منه لأنّ الله تعالى غفور رحيم وما دام مقيمًا للصلاة فإنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والعادة السرية هي منكر وفحشاء يجب على المسلم الإقلاع عنه.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز مداعبة الزوجة اثناء الصيام

حكم من ابتلي بالعادة السرية

إنّ العادة السرية هي من الأمور المحرمة في الشريعة الإسلامية والتي لا بدّ على الشخص من المبادرة فورًا من أجل الإقلاع عنها، وخير وسيلة لذلك هي التوبة لله سبحانه وتعالى والدعاء بأن يرفع عنه هذا البلاء وقد نصح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَن اشتدت عليه شهوته ولم يجد بدًا وتعذر عنه الزواج بالصوم فإنّ الصوم له وجاء، خاصة وأنّ العادة السرية تورث في النفس الكثير من المتاعب والهموم.

شاهد أيضًا: هل ممارسة العادة تفسد الصيام للنساء

متى تكون العادة حلال للعزباء

العادة لا تكون حلالًا في أي حال من الأحوال ولكن تفرد الأحناف والحنابلة بقولهم أنّ الشخص الذي يخشى على نفسه من الوقوع بالزنا أي إنّه لو لم يمارس العادة فإنّه زانٍ لا محالة فإنه في هذه الحالة يكون قد ارتكب أخف الضررين من هذا الباب فقط وليس لإباحة الفعل وقد حرمه جمهور علماء أهل السنة والجماعة، وينوِ الشخص بأنّه بفعل ذلك لأنه يُحاول الكسر من حدة الشهوة وليس الحصول على اللذة والمتعة، وليتخذ بعضًا من التدابير التي تعينه على الإقلاع عن تلك العادة.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز فعل العادة سرية في ليل رمضان

تكفير ذنب العادة السرية

إنّ التكفير عن العادة السرية لا يكون إلا من خلال الإقلاع عن الذنب إقلاعًا تامًا والإعلان عن التوبة بينه وبين نفسه وأن يُعاهد الله تعالى أن لا يعود لمثل ذلك والندم على الإتيان بمثل ذلك الفعل لأنّه من المحرمات التي اجتمع على تحريمها علماء أهل السنة والجماعة، والأصل أن يبتعد المسلم عن فعل ذلك وأن يُحاول إشغال وقته بما فيه خير له وللأمة كلها.

شاهد أيضًا: ما هو الفرق بين المنى والمذى للنساء

تركت العادة ورجعت

إنّ العادة السرية هي من أكثر ما يضر الشباب المسلم سواء ان ذلك من الناحية الجسدية أو من الناحية النفسية لأنّ هذا يؤدي بالضرورة إلى قتل روح الأمل والحياء عند الشباب، ولا بدّ لمن تاب من العادة السرية ومن ثم عاد إليها أن يعزم عزمًا حقيقيًا مرة أخرى على التوبة ويعلم أنّ الله تعالى يُمهل ولا يُهمل وأنّ هذه الدنيا ما هي إلا دار اختبار على المسلم أن يُحسن فيها وليست هي دار مقام، لذلك يجب عليه أن يعاود التوبة إلى الله ويسأله الجنة وحسن الختام.

شاهد أيضًا: هل يجب الغسل بعد العادة سرية للبنات إسلام ويب

أضرار ممارسة العادة السرية

من الأضرار التي توقف معها علماء الطب وعلماء الشريعة الإسلامية والتي تخلفها العادة السرية في نفس مرتكب ذلك الفعل:

حصول الكثير من المضاعفات النفسية التي تؤدي إلى شعور كبير بالنقص الداخلي لدى مرتكب ذلك الفعل.
انعدام الثقة بالذات عند مرتكب العادة السرية بحيث يشعر أنّه ليس أهلًا للثقة من قبل أصدقائه ومن حوله.
الانطواء على الذات والرغبة بعدم الاحتكاك بالآخرين نتيجة الشعور بالذنب.
الخجل والخوف الدائمين من اكتشاف شخص ما لما يفعله وعدم التركيز على الأولويات.
تهيج الجلد في المنطقة المحيطة بالأعضاء التناسلية وذلك بسبب الاحتكاك الشديد والضغط.

كيفية التوبة من العادة السرية

إنّ المسلم الجاد في الابتعاد عن العادة السرية لا بدّ له من اتباع مجموعة من الخطوات تعينه على ذلك مثل:

محاولة الإسراع بالزواج وعدم الانزلاق وراء المظاهر والتعقيدات والبحث عن فتاة ذات الخلق والدين وكذلك بالنسبة للمرأة.
الاعتدال في تناول الطعام والشراب وذلك لأنّ الشهوة تقوى من الأكل والشرب والترف الزائدين وقد أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الشباب بالصوم وجاءً لهم.
الابتعاد عن كل المثيرات الجنسية التي من شأنها تأجيج الشهوة مثل الأغاني الماجنة والنظر إلى الصور الخليعة أو نحو ذلك.
محاول الالتزام الجاد أكثر مع طلاب مستقيمين لأنّ الإنسان يتأثر بالمحيط من حوله.
الاندماج مع المجتمع بشكل أكبر ومحاولة توجيه الفكر إلى الأمور الخيّرة.
عدم ارتداء الملابس الناعمة التي من شأنها التذكير بالعلاقة الجنسية أو الروائح الخاصة التي تثير المشاعر.
الابتعاد عن الفراش الذي من شأنه أن يُذكر بالعلاقة الجنسية وعدم الخلود إليه إلا في حالة النعاس بحيث يعلم أنّه سينام فورًا.
الدعاء الصادق لله تعالى أن يُبعده عن مثل تلك الأمور وأن يشغل وقته بما فيه خير الأمة.

كفارة العادة السرية

لا يوجد كفارة للعادة السرية سوى التوبة إلى الله تعالى توبة صادقة والعزم على عدم الإتيان بمثله مرة أخرى وأن يدعو الله سبحانه أن يكفه عن الحرام ويُبعده عن الذنوب هو وحده ولي لك ومولاه، ويعلم أنّ هذه الدنيا ما هي إلا وهم زائل ومنام لا بدّ من الاستيقاظ منه وأنّ الآخرة هي دار القرار.

إلى هنا نكون قد انتهينا من مقال هل يغفر الله ممارس العادة وذكرنا رأي علماء أهل السنة في حكم الركون إلى العادة السرية إن تعذر الزواج، وهل يجوز للمسلم أن يستمر فيها لو علم بحكمها وما هي كفارة ذلك الفعل.